تكرار هجوم شاول الملك على داود حتى بعد إقامة عهود بينهما أفقد داود كل ثقة في شاول، فبدأ يفكر جديًا في الالتجاء إلى بلاد غريبة خاصة أنه صار ملتزمًا بمرأتيه أخينوعم اليرزاعيلية وأبيجايل امرأة نابال الكراملية [3] وربما صار له أولاد، كما ارتبط رجاله الستمائة بأسرهم فصارت إمكانية تركهم واختفائهم في المغاير والكهوف أصعب مما كانوا قبلًا. كان صعبًا على نفسية داود أن يفكر هكذا، الأمر الذي عبّر عنه في عتابه مع شاول: "وقد طردوني اليوم من الانضمام إلى نصيب الرب، قائلين: اذهب اعبد آلهة أخرى" (1 صم 26: 19). لم يكن سهلًا عليه وقد عاش كل سنواته الماضية يغار على شعب الله أن يصير طريدًا، يُحرم حتى من الاشتراك في العبادة الجماعية لله.
الآن -ربما في ضعف بشري ودون استشارة الرب- اضطر إلى الالتجاء إلى أخيش ملك جت ليسمح له مع رجاله أن يعيشوا في قرية صقلغ، حتى ييأس شاول من التفتيش عنه