القديس البطل سانت فلوريان
عاش القديس فلوريان فى ايام الامبراطور دقلديانوس وماكسيميانوس وكان قائد الجيش للامبراطورية الرومانية فى مقاطعة نوريكوم الرومانية.
ولد عام 250 ميلاديا وكان يسلك العمل الادارى وفى عام 268 ميلاديا انخرط فى سلك الجندية.
وبالاضافة لواجباته العسكرية كان ايضا مسؤلا عن تنظيم فرق الاطفاء بالجيش حيث اشتهرت الامبراطورية الرومانية بتطوير فرق لاطفاء الحرائق باحدث الوسائل فى ذلك الحين (مضخة ماء تكبس يدويا باليد وكانت التكنولوجيا الاجدث فالعالم وقتها) وقام فلوريان بقيادة 7000 مجند رومانى بحسم على درجة عاية من التدريب المدنى لاطفاء الحرائق خصوصا بان الامبراطور اولى اهتماما بهذه الفرق بعد حريق روما فى عصر نيرون الحادث الشهير فى العام 62 ميلادى فيجيلس وهى دوريات ليلية للقبض على السكارى والمجرمين وقوات خاصة مدربة لاطفاء الحرائق
فبدا انشاء تدريبا خاصة وقوات خاصة اولها قوات
تم تحديد الامبراطور جالينيوس لتدريب القوات الخاصة بقيادة سانت فلوريان استعداد لارسال في لحظات الإشعار إلى المناطق الحدودية المضطربة.
وكان فلوريان حسن السيرة والسمعة عند مرؤوسيه وهو ما دفعهم لان يضعوه على نخبة الجيش ورجال الاطفاء.
كانت وحدة فلوريان ناجحة جدا وذاع صيتها فى الامبراطورية بعد بطولاته فى اخماد الكثير من الحرائق ومنها حوادث عند عامة الناس ولذلك عين لتامين الاماكن النائية من الامبراطورية وفى كل هذا لم ينسى ابدا تعاليمه المسيحية.
عين بعد ذلك فى نوريكوم فى ولاية بافاريا لفرض القانون وجمع الضرائب فى عصر داكيوس الذى بدء عنده اضطهاد المسيحية.
كان عبث ومجون داكيوس وولعه بالاوثان الرومانية كبيرا جدا واراد ارضائها بتنشيط عبادة الالهة الرومانية مثل يانوس اله اضرام النار وجارديان الاله الضامن الرومانى فبدا باحراق المسيحين اتباع المسيح المصلوب وتعذيبهم باشد انواع العذاب
وسعى النظام الرومانى لابادة المسيحية وتم ارسال الوالى اقولينيوس خصيصا لاضطهاد وابادة المسيحيين.
وباوامر مباشرة من دقلديانوس ارسل اقولينيوس اوامر مباشرة لقواده باحراق كنائس المسيحين وكتبهم وهو ما جعل فلوريان يتمزق بين الاوامر والايمان بداخله.
فرفض فلوريان اوامر الوالى ولكنه خاف على انقلابه على المسيحين بعد اعتقال الالاف منهم
وعندما علم القديس بذلك سلم نفسه مجاهرا بمسيحيته فى مدينة لورتش رغم مكانته فى الجيش رافضا المبدء الرومانى المفروض على الجنود وهو ( لا تسال ولا تقل شيئا) فامر اقيلينيوس قائد جيشه فلوريان بتقديم الذبائح والاضحيات للالهة الرومانية فرفض بكل صرامة وشدة وقبل الضرب والاهانة من جنوده بفرح عظيم.
تم تعذيب فلوريان بعد عصيان الاوامر بتسميره بالمسامير واهانته وضربه،
وتم كشط جلده و حاولوا حرقه بالنار لكنه تحداهم قائلا انه اذا اشعلوا النيران فسوف يصعد عليها الى السماء فتخوفوا منه لشجاعته فجلدوه بالسياط وجروه فكان نصف حيا ونصف ميتا قبل ان يجتمعوا عليه ليلقوه مربوطا بحجر الرحى فى نهر اينس.
شوهد اكثر من نسر حارس يحوم فوق جثته المتجمدة ليحميها وكذلك راته امراءة بارة تدعى فاليريا فى رؤية واعلنت عن نيته فى ان يدفن فى مكان اكثر ملاءمة فى لينز. واستشهد فلوريان عام 304 ميلاديا.
ويعرف عن القديس البطل بقيامه الكثير من العجائب والمعجزات وعن شفاعته لرجال الاطفاء الذين يقاتلون لاطفاء النيران.
ومن المفارقات فى عصره انه بعد مائة عام فقط ابطلت كل العقائد الوثنية واعلنت المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية.
ومابين عامى 900-995 اقيم دير قرب ضريح فلوريان ونشات قرية سانت فلوريان...تم نقل جسمانه الى دير سانت فلوريان بالقرب من لينز وبعدها بمدة نقل إلى روما. وفي سنة 1138م أعطى البابا ليسيوس الثالث جزءً من رفات القديس إلى الملك كاسيمير
ملك بولندا
يتم اعتبار فلوريان هو راعى بولندا وشفيعها...وكذلك منطقة لينز
ويعتبر الشفيع الاشهر بين رجال الاطفاء البولنديين حيث تم انقاذ احد رجال الاطفاء من الحريق بعدما طلب القديس فلوريان ان ينقذه....وقد كان.
ومنذ ذلك الحين وقد اشتهر القديس فلوريان بانه الباطرون او الراعى ضد الحريق....ومن تحدث له ظروف مشابهة يطلب سانت فلوريان.
وهناك اخلاص شديد من سكان اوروبا الوسطى لهذا القديس ويقومون بعمل تقاليد لاستشهاده....وهناك بالقرب من لينز حيث يصب نهر الدانوب تم عمل العديد من معجزات الشفاء التى نسبت للقديس البار...خصوصا عجائب النجاة من الحرائق
يعيد له عيد استشهاده فى 4 مايو من كل عام