|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثبات الله تجاه مقاصده من المستحيل أن يغير الله مقاصده أبدًا، لقد قال «رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي» (إش46: 10)، وذكر بولس عنه بالارتباط برد إسرائيل مستقبلاً «لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ» (رو11: 29). الإنسان يتغير لأنه محدود العلم ومحدود القوة، مشاريعه لا تكتمل لسبب من هذين الاثنين، أما الله فمقاصده ثابتة لأنه كلي القوة وكلي العلم. قال بلعام «ليس الله إنسانًا فيكذب»، أي أنه لا يغيِّر قول خرج من فمه، كما أنه «ليس ابن إنسان فيندم»، فهو لا يحزن على شيء قد فعله. ثم أكمل بلعام قائلاً: «هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي؟». طالما قال لا بد أن يفعل، وطالما تكلم لا بد أن يفي، فمقاصده لا تتغير أبدًا. وفي عبرانيين 6: 17 نقرأ «فَلِذَلِكَ إِذْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ أَكْثَرَ كَثِيرًا لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ عَدَمَ تَغَيُّرِ قَضَائِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ»؛ وكلمة قضائه تعنى مقاصده ومشوراته. يبقى اعتراض بسيط، إذا كان الله ثابت وغير متغير فلماذا يقال عنه إنه ندم في يونان 3: 10 والإجابة بسيطة وهي أن مقاصد الله ثابتة وكذلك طبيعته، فهو قال «تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ فَتَرْجِعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ» (إر18: 7-10). ومن هذا نفهم أن الذى تغير ليس هو الله، بل أهل نينوى، فقد رجعوا وتابوا، والنتيجة أن الله ندم عن الشر الذي كان سيصنعه بهم. وكلمة “ندم” هي لفظ إنساني يقرِّب به الروح القدس الفكرة التي يريد أن يوصلها لنا ليس أكثر. |
|