رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبرام ابن التسع والتسعين «ولمَّا كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة، ظهر الربُّ لأبرام» ( تكوين 17: 1 ) مرَّت ثلاث عشرة سنة منذ أن أقدَم أبرام في ضعف الإيمان للاستماع إلى قول ساراي امرأته. كان أبرام ابن خمس وسبعين سنة عندما جاءته دعوة الله ليترك أرضه وعشيرته وبيت أبيه، ويبدأ يسلك طريق الإيمان. ولمدة عشر سنين ظلَّ أبرام مُتشددًا بالإيمان كأنه يرى مَن لا يُرى. ولمَّا كان أبرام ابن ست وثمانين سنة، مالَ عن طريق الإيمان، ولجأ إلى أساليب الجسد، واستمع لقول ساراي أن يكون له ابن عن طريق هاجـر. وبعد ذلك مرَّت ثلاث عشرة سنة لم نسمع أن الرب قد ظهر له فيها. عبرَت هذه السنون في صمت، وكانت فترة جفاف روحي، ومن الواضح أنه لم يحصد فيها سوى الخشب والعشب والقش. والعدد 13 في الكتاب يُشير إلى العصيان، والارتداد، وعدم الإيمان ( تك 14: 4 ؛ أس3: 12، 13). وبعد انقضاء هذه الفترة عاد الرب – في نعمته ومراحمه – يظهر لأبرام. لكن هناك سؤالاً مُهمًا يحتاج إلى إجابة: لماذا كان على أبرام أن ينتظر طوال هذه السنين قبل أن يعود الرب ويظهر له، ويُعطيه وعدًا بولادة إسحاق؟ إننا نجد الجواب في رومية 4: 19، 20 «وإذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان لم يَعتبر جسدَهُ – وهو قد صار مُمَاتًا، إذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مُماتية مُستودَع سارة. ولا بعدم إيمان ارتَابَ في وعد الله، بل تقوَّى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله». كان الرب يُريد أن يتعامل معه بالنعمة، لكن قبل أن تأخذ النعمة طريقها، يجب أن يصل الإنسان المائت إلى نهاية ذاته. وقبل أن تُستعلَن القوة الإلهية، يجب أن يُدرك الإنسان مدى عجزه. عندما رأى الشعب قديمًا أن هلاكهم مُحَتَّم، إذ كان البحر أمامهم، وفرعون بمركباته يسعى وراءهم، في ذلك الوقت العصيب كانت كلمات الرب إلههم: «لا تخافوا. قفُوا وانظروا خلاصَ الرب الذي يصنعُهُ لكم اليوم» ( خر 14: 13 ). أيضًا بعد أن صار جسد أبرام مُمَاتًا، جاء وقت الرب ليُتمِّم وعده له، ويُعطيه ابنًا. إن نهاية الإنسان هي بداية الله. وبعد أن يصل ضعف الإنسان إلى ذروته، تبدأ قوة الله في الظهور. والله لديه من الأسباب ما يجعله يتأنَّى، وهو لا يفعل فقط الأصوَب والأفضل، ولكنه دائمًا يفعله في الموعد الأنسَب والأحسن. اِنتظري الرَّبَّ ورحمَتَهُ يُرِيكِ عَظَائِمَ قُوَّتهِ ولو ظَنَنْتِهِ تَوانَـى فَذَا للخيرِ بحكمتهِ |
|