|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُتطلبات نجاح الزواج واحدة للطرفين.. وهي كالتالي استهلال لا بد منه علينا أن نعترف بوضوح أن الزواج مؤسسة اجتماعية قائمة على الشراكة لا حق انتفاع، فما من طرف دخلها بأسهُم أكثر عددًا أو قيمة، ما ينفي أحقية أحد الطرفين في السعادة دون الآخر، ويجعل اعتقاد البعض بأن الزواج علاقة يتمتع أحد شِقّيها بالقوامة المُطلقة على الآخر غير صحيح، فأي رابطة تلك التي نتوقع استمرارها إذا كانت في أساسها قائمة على عدم التكافؤ؟! أما بعد.. نتيجة لما سبق تصبح مُتطلبات نجاح الزواج -على الأغلب- واحدة للطرفين، فكلاهما في حاجة إلى عدة أشياء، بعضها معنوي وبعضها مادي، من ضمن تلك الأشياء: المُساندة: مُساندة شريك الحياة فيما يفعل -حتى ولو كان شيئًا غير ضروري- أمر في غاية الأهمية، فمَن غير الزوجـ/ـة يُمكن أن يكون السَنَد والسَكَن لشريكه؟! حتى أن أحد أعظم ما في الحُب أو الزواج الشعور بالاطمئنان، لأن هناك من يقف بظهرك، يحميك، ويؤمِّنك. التَفَهُّم: قرأت يومًا جُملة تقول "أن أفهم تصرفاتك ليس معناه أن أوافقك عليها"، الزواج يُشبه ذلك إلى حدٍ كبير، إذ أن أحد الأعمدة القائم عليها ليس التفاهم بقدر ما هو التَفَهُّم، تلك الحالة التي تجعلك قد لا تقتنع ببعض تصرفات الآخر لأنها لا تتفق مع شخصيتك، لكنك قادر على استيعاب ما تعنيه له فتقبلها دون استياء أو إقلال من قَدرها، طالما أنها لا تضر بالعلاقة أو أحد أصحابها. الأخذ والعطاء: (على حَدٍ سواء) فما من علاقة يُمكن أن تنجح إذا ظل أحد طرفيها يُقدم التضحيات المتتالية بينما الطرف الثاني عُنصر استقبال سلبي لا يفعل المِثل. مع العِلم أن العطاء لا يأتي في صورة واحدة، بل تتعدد أشكاله بين المعنوي، العاطفي، المادي، والإنساني، ليشمل أمثلة كثيرة ليس بالضرورة أن نتفق جميعًا عليها، المُهم أن تكون تلك الصُور مُرضية ليس لمن يمنحها وحسب ولكن لمن يستقبلها أيضًا. فعلى سبيل المثال: ما فائدة أن يجلب الرجل لزوجته زهورًا تعبيرًا عن مشاعره تجاهها –باعتبار أن مُعظم النساء يحببن ذلك- في حين أنه يعلم جيدًا أن زوجته امرأة غير عاطفية للدرجة التي تجعلها تَسعَد بلفتٍة كهذه؟! لذا بقَدر ما يبدو العطاء ضروريًا كوسيلة للتعبير عن الحب بين الزوجين، يصبح من الحتمي أن يعرف كل طرف ما يحتاجه/ يتمناه شريكه ليمنحه إياه، والأهم أن يُدرك الوقت المُناسب لفِعل ذلك، فحتى العطاء الصحيح قد يصبح بلا معنى إذا جاء مُتأخرًا. وبالطبع مُخطيء من يظن أن العطاء لا يسعد إلا مُتلقيه، ففكرة المَنح نفسها والقُدرة على إسعاد شُركائنا بالعلاقة تجلب على المانح الشعور بالرضا عن النفس، وهو شعور لا تقل السعادة التي يُخلفها عن سعادة من حقق له حبيبه أحد أمانيه. كذلك تُبرهن مثل تلك اللفتات على صحة اختيار شريك الحياة، ما يُزيد الحياة استقرارًا وتوازنًا نفسيًا للطرفين سواء كان مانحًا أو آخذًا، خصوصًا أن مثل تلك الأشياء -على بساطتها- عادةً ما تكون أحد أسباب أن يغفر طرف للآخر ذلاته فيما بعد، إذ وحدها التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع فرقًا بالقلب تاركًة بصمتها على الروح. وعلى تعدد أسباب نجاح العلاقات واختلاف طُرق التطبيق من زوج إلى آخر، فإنه في نهاية الأمر تظل الاحتياجات الإنسانية شبه ثابتة فلا تخرُج عن عدة نقاط، يختلف ترتيبها من شخص لآخر وفقًا لأولوياته، حساباته الخاصة، وقُدرته على الاستغناء. نقاط يجب أن تسري على الطرفين حتى لا يشعر أحدهما أنه ضحية في حين أن الآخر هو المُنتفع الوحيد، فالزواج وإن كان شركة أساسها الحُب والمودة لكنها تخضع ككل الشركات لقانون المكسب والخسارة. |
26 - 05 - 2017, 10:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الزواج شراكة لا حق انتفاع
حتى أن أحد أعظم ما في الحُب أو الزواج الشعور بالاطمئنان، صح يا قمر ربنا يباركك حببتي |
||||
26 - 05 - 2017, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: الزواج شراكة لا حق انتفاع
ميرسى على مرورك الغالى مرمر |
||||
|