|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم للخطأ او للخطيئة او للشر أسباب متعددة ، من أهمها : الجهل ، أو سوء الفهم ، أو عدم الفهم . قال السيد الرب : " قد هلك شعبي من عدم المعرفة "{هو6:4}. *** فكثيراً مأ يكون سبب اخطية الجهل . فممكن أن أنساناً يخطئ بسبب عدم المعرفة ولا يقصد عدم المعرفة بصفة مطلقة ، وإنما ممكن بصفة جزئية .. وفي سفر اشعياء النبي في الإصحاح الأول ، يقول الرب " الثور يعرف قانيه ، والحمار معلف صاحبه . أما إسرائيل فلا يعرف ، شعبي لا يفهم "{أش3:1}. *** ومن أمثلة الجهل الذي يخطئ به البعض : اهل نينوي . قال عنهم الرب ليونان النبي " أفلا اشفق أنا علي نينوي المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من إثنتي عشرة ربوة من الناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم "{يو11:4}. والربوة عشرة آلاف . اي يوجد في نينوي العظيمة أكثر من 12 ألف نسمة لا يعرفون يمينهم من شمالهم . *** كثير جداً من الناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم . مثل بعض القري والأحياء المخدومة . لا يعرفون شيئاً . فتأتي إحدي الطوائف تتلقفهم . ومثلما تقول لهم ، هكذا يرددون كما تريد . وما اسهل عمل شهود يهوهمثلاً في أمثال هؤلاء الناس . ليس فقط في القري ، بل حتي في قلب المدينة ، حيث توجد عائلات لا يزورها أحد من رجال الكهنوت . وكما قال الرب " هلك شعبي من عدم المعرفة .. وسبب عدم الفهم يقدمه السيد المسيح عذراً لصالبيه فيقول : " أغفر لهم يا أبتاه ، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون "{لو34:23}. ويقول الرسول عن هذا ، " لأنهم لوعرفوا ، لما صلبوا رب المجد " {1كو8:2}. حتي الشيطان نفسه ما كان متأكدا هل هذا هم إبن الله ام لا . هل صلبه ينفعه كشيطان للتخلص من تعليمه . أم أن صلبه يخلص العالم .هو نفسه كان عدم معرفة ! *** حقاً ماأكثر الناس الذين لا يدرون ماذا يفعلون ! يظن الخير حيث يوجد الشر ! وربما يوجد ناس كبار في مراكزهم العلمانية ، أو في مراكزهم الدينية ، وهم لا يدورن ماذا يقولون أو ماذا يفعلون ! الكتبة والفرسيون من قادة الشعب في معرفة الدين ، ومع ذلك قال عنهم السيد المسيح إنهم : " يغلقون ملكوت السموات قدام الناس ، فلا هم دخلوا ، ولا جعلوا الداخلين يدخلون {مت13:23}. ............ *** وقال إنهم قادة عميان : الذي يرشدون ، يجعلونه إبنا لجهنم أكثر منهم مضاعفاً {مت23: 15، 16}. !! كانوا ينصحونه الشعب بطرق خاطئة ، ويشرحون الوصايا بطريقة حرفية ، مثل كلامهم عن وصية السبت . الرجل المولود أعمي الذي منحه السيد المسيح بصراً : قالوا له إن السيد المسيح الذي شفاه هو رجل خاطئ {يو24:9}. لأنه شفاه في يوم السبت !! *** وفي العهد القديم يقول الرب لإسرائيل " مرشدوك مضلون "{أش12:3}. وعن أمثال هؤلاء المرشدين المضلين قال الرب : " أعمي يقود أعمي ، كلاهما يسقطان في حفررة "{مت14:15}. *** ولاشك أن المذاهب الدينية المتعددة سببها عدم الفهم . إنهم يفهمون الكتاب بطريقة خاطئة ، وينقلون هذا الفهم الخاطئ إلي الناس فتتكون مذاهب ، وربما تتكون أيضاً بدع وهرطقات ، نتيجة اعدم الفهم ، وإنتشار سوء الفهم بين الناس . ونحن في القداس الإلهي نسمي خطايا العامة جهالات . فعند تقديم الذبيحة ، يقو الكاهن للرب سراً " لتكن مقبولة عن خطاياي وجهالات شعبك " بالنسبة ككاهن لا يعتبرها جهلات ، لأنه من فم الكاهن تكلب الشريعة {ملا7:2}. أما الشعب فله جهالات .... من أجل هذا كله أوجدالله التعليم في الكنيسة . وأرسل رسلاً وأنبياء وعين كهنة ومعلمين . ومن أجل التوعية والإرشاد والإنقاذ من الخطأ منحنا الله الوحي الإلهي في كتابه المقدس . وقيل " كل الكتاب موحي به من الله ، ونافع للتعليم والتوبيخ ، للتقويم و التأديب " {2تي16:3}. *** وعن التعليم وأهميته يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس : لاحظ نفسك والتعليم ، وداود علي ذلك "{1تي16:4}. ويكمل قائلاً : لأنك إن فعلت هذا ، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً " .. ويقول لتلميذه تيطس " وأما انت فتكلم بما يليق بالتغليم الصحيح "{تي1:2}. وهنا يشير الرسول إلي التعليم الصحيح ، لأن هناك معلمين مخطئين . يعلمون وهم لا يعوفون الحق كما ينبغي ان يكون . ولذلك " يأخذون دينونة أعظم {يع1:3}. لأنهم في اشياء كثيرة يعثرون . مع انهم معلمون . ولهذا نجد القديس بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس " وما تسلمته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء ، يكونون أكفاء ان يعلموا آخرين ايضاً "{2تي2:2}. *** نلاحظ هنا في التعليم عبارة أمناء ، وعبارة اكفاء . لأن الذي لم يصل بعد إلي الفهم السليم ، لا يجوز له أن يعلم ، مهما ظن في نفسه أنه ذو معرفة ، ومهما كان حكيماً في عيني نفسه "{أم26: 5، 12}. لئلا يرتئي فوق ما ينبغي ، ولا يرتئي إلي التعقل {رو3:12}. *** والتوعية والتعليم لازمان أيضاً في محيط الأسرة . وهذه بلا شك مسئولية الوالدين والأقارب والأشابين ... من الجائز أن إبنك يكون محتاجاً إلي إرشدكم في كثير من الأور . وإذ لا يجد هذا الإرشاد يتلقاه من صحبة شريرة أو بيئة خاطئة ، ويضل ،إذ يستقبل المعلومات بعقلية لا أساس لديها من الفهم ، ولا قواعد ثابتة تعتمد عليها .. وحينئذ لا يكفي من جهتك أن تقابله بمجرد الأوامر بمعناها السليم . وما أجمل ما قيل في تعاليم آبائنا الرسل : *** أمح الذنب بالتعليم { السقولية } . قد يتزوج شابان ، وهما لا يعلمان إطلاقاً ما هي الحياة الزوجية ، ولا ما هي العلاقات السرية ، ولا يعرفان كيف يحلان مشاكلهما . وهكذا يفشلان نتيجة لعدم المعرفة ، أو نتيجة الفهم الخاطئ من أم او صديق أو من جارة ، أو من أي مصدر آخر .... حقاً ما أعمق قول الرب " هلك شعبي من عدم المعرفة " إذن كيف يمكن أن توجد إستنرة في عقل كل واحد ؟ *** الله من أجل التعليم ، أوجد في أعماق كل إنسان الضمير . يهديه إلي الخير ، ويمنعه عن الخطأ بصفة عامة . ولكن الضمير قد يحيطه ضباب أحياناً ، فيرتبك اين الخير وأين الشر ؟ وبخاصة في الأمور غير الواضحة ، فكيف يستنير الضمير ؟ يستنير الضمير بالوصية ، وبعمل الروح القدس . ولذلك يقول المرنم في الزمور " سراج لرجلي كلامك ، ونورلسبلي " {مز119}. ويقول " وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد {مز119}. ويقول لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي ، لهلكت في مذلتي "رمز119}. *** من أجل هذا شئ الشموع عند قراءة الإنجيل في الكنيسة . لأمه يضئ لنا الطريق ، وبه ننال الإستنارة . وعن عمل الروح القدس ، يقول انا السيد الرب عنه إنه روح الحق {يو26:15}. وإنه يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم "{يو26:14}. وإنه " يرشدكم إلي جميع الحق "{يو13:16}. كثير من الأخطاء الروحية أيضاً سببها عدم المعرفة .. لا تظنو أن كل إنسان يعرف الله معرفة سليمة . ما أكثر الآباء والأمهات الذين يهددون الطفل بأن الله ، يزعل منه " . في كل تصرف ، فينشأ الطفل يرتعب من الله ، ولا توجد بينه وبين الله علاقة طيبة . وهكذا المعرفة الخاطئة تشوه عقولهم . السيد المسيح جاء يعرفنا بالله بطريقة جميل. جاء يعلمنا أنه " هكذا احب الله العالم .." {يو14:3}. وقيل عن السيد نفسه إنه كان قد أحب خاصته الذين في العالم ، أحبهم حتي المنتهي "{يو1:13}. ورسوله يوحنا علمنا أن الله محبة . ومن يثبت في المحبة ، يثبت في الله ، والله فيه" {1يو16:4}. *** صدقوني ، أننا لم نعرف الله بعد كما ينبغي . وبولس الرسول في كل ما عمله ، يقول " لأعرفه ..."{في10:3}. والسيد المسيح يقول للآب " هذه هي الحياة الأبدية ان يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك .."{يو3:17}. يالتنا نبدأ ان نعرف الله المعرفة الحقيقية ... *** بل لأبد أن نعرف أنفسنا حتي لا نخطئ . لأنه إن عرفنا أننا صورة الله ومثاله ، وإن عرفنا أننا أبناء الله ، وينبغي أن الإبن يشبه أبه ، وإن عرفنا أننا هياكل للروح القدس ، وروح الله ساكن فينا "{1كو16:3}. إن عرفنا كل ذلك ، قد نستحي من الخطية ونخجل ولا نخطئ . كذلك إن عرفنا أن الله يرانا في كل ما نفعله ، قد نخجل أيضاً ولا نخطئ ... نتناول الآن بعض نقاط الخطية ونري كيف يعمل فيها عدم الفهم . ولنبدأ بأعمق الخطايا : الإلحاد . يقول الكتاب " قال الجاهل في قلبه ليس إله "{مز1:4}. إذن الإلحاد جهل . جهل بالله ، وجهل بالطبيعة التي حولنا التي كل ما فيها يشير إلي وجود الله " السماء تحدث بمجد اله والفلك يخبر عمل يديه "{مز1:19}. حقاً إن الذي يتأمل في قوانين الفلك العجيبة ، والعلاقة بين الشموس والأقمار والكواكب والنجوم والشهب والمجرات ، لابد أن يبهر ويذهل ويؤمن بوجود الله ... ولذلك كانوا يعلمون الفلك في كليات اللاهوت ، وكذلك الطب.... لأن الذي يتأمل في تشريح جسم الإنسان ، وفي وظائف الأعضاء ، لابد أن يدرك قدرة الله الخالق العظيم الذي صنع كل ذلك . لذلك فالملحد جاهل ، مهما أدعي العلم والفلسفة ، لن كل عمله جهالة عند الله .... كثير من الناس يقعون في الخطأ ، لأنهم لا يفهمون مق\طلقاً معني الحرية ، كما اخطأ الإبن الضال في فهم الحرية . إن الحرية الحقيقية هي تحرر الإنسان في الداخل . يتحرر الإنسان من العادات الخاطئة ، ومن الرغبات والشهوات الشريرة . والذي يتحرر من الخطايا بمعناها الحقيقي هي التي قال عنها السيد المسيح " إن حرركم الإبن ، فالحقيقة تكنون أحرااراً "{يو36:8}. *** ولابد ان تعرف أنه لا توجد حرية مطلقة . معني الحرية أنك تستخدم ، بحيث لا تتعدي علي حرية غيرك ، ولا تعتدي علي حقوق الإنسان ، ولا علي النظام العام . ولا علي وصايا الله ... إن فهمت هذا ، لا تخطئ . كثير من الناس لا يفهمون معني السعادة ، ولا معني الفرح . نفس سليمان الحكيم في مبدأ حياته ، خلط بين الفرح واللذة ، وظن ان الفرح مصدره كثرة المقتنييات والجواري والنساء ، والقصور والأشجار ، والمغنيين والمغنيات ، وكثرة الغني ، فقال ؤمهما اشتهته عيناي لم امنعه عنهما "{جا10:2}. وأخيراً وجد أن الكل باطل وقبض الريح . *** يوجد فرح روحي من نوع آخر ، أكثر عمقاً . كما قال الرسول " أفرحوا في الر كل حين ، وألول أيضاً أفرحوا "{في4:4}. يوجد فرح في الإنتصار علي النفس ، وعلي فخاخ الشيطان . إنه فرح الغالبين الذين إنتصروا ، ليس علي غيرهم ، وغنما علي أنفسهم ، وأنتصروا علي الإغراءات والشهوات وكل الضعفات . الفرح بالنمو الروحي ، الفرح بمعرفة الله ، ومذاقة الحياة معه . إنه فرح دائم . إن نلتموه لا ينزع منكم . أما أفراح العالم فكلها مؤقتة وزائلة ومادية . كثيرونلا يعرفون معني العظمة الحقيقة ، ويظنونها في المظهر الخارجي والتباهي ، والمال والمناصب والقوة . . إنها عظمة من الخارج ، وليس عظمة النفس من الداخل . *** العظمة الحقيقية هي الشخصية الكاملة ، المتجملة بالفضائل ، التي هي علي صورة الله ومثاله . يوحنا المعمدان كان عظيماً ، بل أعظم من ولدته النساء . بل قيل إنه يكون عظيماً أمام الرب . لماذا ؟ لأنه من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس {لو15:1}. هذه هي العظمة الحقيقية . أتراك أدركتها أو ذقتها . أم تتمسك بعظمة العالم الذي يبيد وشهوته معه ... من أهم مظاهر عدم الفهم ، أن الإنسان لا يفهم نفسه . ويظن أنه مجرد جسد ، فيسلك حسب الجسد ، لكي يتمتع بالجسد ومتطلباته . وفي كل ذلك أن في داخله روحاً لها مطالبها ، وهي التي يكون لها شركة مع الروح القدس . *** وإذا عرف الإنسان أهمية روحه ، يهتم بها . الروح تحتاج أن تتغذي بكل الأغذية الروحية ، وتحتاج أن تتزين وتتجمل بالفضيلة وتحتاج أن تنمو في المعرفة وفي محبة الله ... وإذ هي أهم من الجسد يجب أن يبذل الإنسان جهده من أجلها . من أجل السلوك بالروح .. ولكن من ذا الذي يعرف ؟ حقاً كما . قال الله : " قد هلك شعبي من عدم المعرفة "{هو6:4}. |
12 - 05 - 2012, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
موضوع جميل جدا ومشاركة مميزة ربنا يبارك خدمتك الجميله ميرسي كتيييييير |
||||
24 - 08 - 2016, 11:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|