رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال
إنجيل القدّيس لوقا 1 / 46 – 55 قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا». التأمل: “فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال…” في عيدك يا أمي تعيّد شعوب الارض عيدها، وكأن العيد لكل وجه يعكس وجهك، ولكل شخصٍ تلى صلاتك أيتها المباركة بين النساء. كلنا يشعر اليوم أنَّك عيده، كيف لا وأنت رفيقة الدرب في مسيرنا نحو ابنك يسوع. إن تعثرنا ننظر إليك، ولو أصابنا اليأس بعد التعب نتمتم اسمك يا عذراء، ولو شدّنا العالم الى أسفل نمسك بردائك الأزرق فيتحوّل ضعفنا الى قوة ويأسنا الى رجاء، نمسك بيدك ساعة يجتاحنا الضعف فنثب كأعمى أريحا، نلقي عنا رداء العبودية ونعانق ابنك يسوع مشتهى العقول والقلوب… أنتِ يا مريم عيدنا لأنك بريئة من كل دنس، حملتِ في أحشائك حامل الأكوان، رفعته بين يديك فرفعك بالنفس والجسد الى السماء، نسألك أن ترفعينا معك اليوم رغم ضعف جسدنا وما فيه من علل وشهوات لنعاين مجد ابنك يسوع. أيتها البريئة من دنس الخطيئة، علمينا كيف نكون هياكل للروح القدس، كيف نهيء داخلنا ليصبح مسكناً لله، وإذا قرع ابنك على باب هيكلنا يكون لنا الجرأة كيف نفتح له، فيدخل ويجلس ويسكن داخلنا. سامحينا أيتها الملتحفة بالشمس، اذا كنَّا لا نكرمك سوى في الأعياد ولا نأتي إليك الا ساعة التجارب، فنحن كأطفال يلهون بالقرب من أمهم، إن سقط أحدهم يركض نحوها باكياً فتهدىء من روعه، وان جُرح تضمد جراحه، وان عطش تسقيه وإذا جاع تطعمه وإذا تعب يستريح في حضنها، ينام على صوتها ويستيقظ على صوتها… إفعلوا ما يأمركم به، تلك صرختك منذ عرس قانا، ونحن نفعل العكس أحياناً… أعيديها يا أماه تلك الصرخة على مسامعنا في كل يوم، ذكرينا بها كي نتعلّم أن نسمع كلمتك ونفعل ما يأمرنا به، نسمع الكلمة ويستمر العرس في حياتنا… ورديتك رفيقة دربنا نصليها ونحن نتأمل بسر ابنك يسوع… ساعة ضعفنا كوني عوننا، في وقت التجربة إحضري عندنا وأمسكي بيدنا فلا تضطرب قُلُوبنا الضعيفة، بل يعلو بِنَا وجهك البهي في جماله لنعاين يوماً ما وجه ابنك يسوع الفائق الجمال… ونحن نشرب من كأس الخلاص دمه حقاً ونأكل جسده حقاً من على مذبح الرب نشعر أن جسدنا الترابي ارتفع الى فوق السماوات لنعاين مجد ابنك… فهل كان لنا أن نذوق طعم الألوهة لولاكِ؟!! في البشارة أنت مريم أمنا بشرى سلامنا… فِي الميلاد أنت مريم أمّ يسوع وأمنا… في الهيكل أنت مريم جعلت سمعان ينشد نشيد الظفر ويتهيأ للرحيل فرحاً برؤية وجه المخلص… رافقت يسوع صغيراً في الناصرة وحفظت كل شيء في قلبك ومن يقترب من ذاك القلب يقترب من الله… رافقت يسوع الى قانا وعرس البشرية يستمر لانك هناك… فلا شيء يعكر فرح الناس طالما أنت في الداخل… على الصليب كنت هناك واقفة وسيف الحزن يخترق أحشاءك، تسلمت من ابنك المصلوب أمومة البشرية لتكوني إمرأة العهد الجديد، حواء الجديدة التي تلد الطاعة في نفوس الرسل والذين اختاروا الحب طريقاً منذ فجر القيامة حتى اليوم… يا مكللة بالنعمة، وإكليل طهارتك يشرف بشريتنا، أنت “أرحب من السماوات”، لا زلت مريم تتحرّكين في الوجود، تحاكي البشر في عصرهم أن يأتوا الى ابنك يسوع… لا زالت الأجيال تطوبك وتنشدك سلاماً وحباً يا أم المعونة الدائمة، يا أم الرحمة والرأفة، يا سيدة العزاء والتعزية، يا سلطانة السماوات والأرض… تضرعي لأجلنا… |
|