رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها ، أو هى مجال للشكر 0 ولكننا نادرا ما نشكر ! وبعضها يبدو لنا كأنه مجرد أمور عادية 0000وهناك أمور أخرى ربما كل تأثيرها علينا أننا نفرح بها 0ولكننا نكتفى بالفرح ولا نشكر 0 وأمور ثالثة يكون واضحا جدا عمل الله فيها وكرمه وأحسانه 0 ولكننا نشكر اٍلى لحظة ، ولا يستمر معنا الشكر أكثر من ذلك أى أنها لم تستوف حقها من الشكر ! وسنحاول فى هذا الفصل أن نستعرض بعض مجالات الشكر ، ونذكر لها أمثلة : 1- أشكر الله لأنه خلقك ، وأنعم عليك بالوجود : حقا من منا يشكر الله على أنه خلقه ، ومنحه هذا الوجود ؟! كان ممكنا يا أخى أنك لا تكون موجودا 0 لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحدا 000 ! اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرا ، بل منحها الله نعمة أن تلد بنين 0000 اٍن مجرد ولادتك نعمة عظيمة من الله اٍذ يقال فى المزمور ( البنون ميراث من الرب ) ( مز 127 : 3 ) وكان ممكنا أن لا يعطى والدك هذا الميراث ! أو أن ينجبا أخوتك فقط ، ولا ينجباك أنت بالذات 000 فاشكر الله اٍذن أنه خلقك وسمح بوجودك 000 وفى هذا المعنى ما أجمل تلك القطعة التى وردت فى القداس الغريغورى ، والتى يقول فيها الأب الكاهن مناجيا الرب فى شكر ( خلقتنى اٍنسانا كمحب للبشر 0 ولم تكن أنت محتاجا اٍلى عبوديتى ، بل أنا المحتاج اٍلى ربوبيتك 0 من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى اٍذ لم أكن ) 2- اشكر الله على الطبيعة التى حولك : ألا يليق بنا جميعا أن نشكر الله ، لأنه خلق الاٍنسان فى اليوم السادس ، وأعد كل شئ لراحته قبل خلقه 000 فخلق قبل ذلك السماء ، وزينها بالشمس والقمر والنجوم ، وأوجد النور والضياء ، وأعد كل قوانين الفلك التى تربط علاقات الطبيعة فى هذا الكون العجيب ، ونظم الأمور الخاصة بالهواء والحرارة والأمطار 0 كما خلق النبات والحيوان ، والكائنات الحية الأخرى سواء على الأرض ، أو فى الجو أو فى البحر ، وأوجد للإنسان طعامه قبل أن يخلقه 0 بل خلق له متعا من جمال الطبيعة من جمال الورود والأزهار ، وتغريد البلابل والأطيار ، وجمال الحدائق والأزهار 0000 وبعد أن أعد الله كل سبل الراحة ، خلق الاٍنسان 0 فمن من الناس يشكر الله على هذه الطبيعة ، فى كفايتها وفى تنوعها وفى جمالها ؟! اٍن الكنيسة المقدسة تعطينا هذا التدريب الروحى ، فى الصلاة الشاكرة العارفة بالجميل ، التى يقول فيها الأب الكاهن فى القداس الغريغورى ( أقمت السماء لى سقفا ، وثبت لى الأرض كى أمشى عليها 000 من أجلى الجمت البحر 0 من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان 000لم تدعنى معوزا شيئا من أعمال كرامتك 000) 3- اشكر الله على المواهب الطبيعية التى منحك أياها : كثيرون لا يشكرون اٍلا على المواهب الفائقة للطبيعة ، مثل شفاء المرضى وأقامة الموتى ، والكشف الروحى والرؤى 0000! ولكن من من الناس يشكر على مواهب الحكمة والمعرفة ، بينما وضعت هذه المواهب أولا قبل مواهب الشفاء وعمل القوات والعجائب ( 1كو 12 : 8 –10 ) 0 هل تشكر الله مثلا على ما وهبك من العقل أو الذكاء أو الخيال 000؟ وهل تشكره أنه أعطاك مثلا موهبة فى الرسم ، أو فى الشعر أو فى الموسيقى ؟ أو أنه أعطاك رخامة فى الصوت ، أو جمالا فى الوجه ، أو قدرة على الاٍقناع ، أو خفة فى الروح تحبب الناس فيك ؟ أو أنه وهبك قدرة على الاٍحتمال والصبر ؟ كلها مواهب من الله تحتاج اٍلى شكر عليها 0000 4- هل تشكر الله على الاٍيمان الذى أنت فيه ؟ هل تشكره على أنك ولدت مؤمنا ، ولم تبذل أى مجهود لكى تصل اٍلى هذا الاٍيمان ؟! ذلك لأن كثيرين يشتهون هذا الاٍيمان ولا يجدونه 000 بل ويتعبون من أجله كثيرا ، ولا يستطيعون الوصول اٍليه ، اٍذ تقف أمامهم كثير من المشاكل العقائدية ، ومن المتاعب والمشاكل العائلية والاجتماعية وغير الاٍجتماعية 000 أما أنت فقد نلت هذا الاٍيمان مجانا وسهلا ، اٍذ قد ولدت فيه ، وفى هذه العقيدة 0 ألا يستحق منك هذا الأمر شكرا ؟! سمعت قصة عن فيلسوف ملحد ، رأى فلاحا أميا يصلى وتعجب كيف أن هذا الرجل البسيط راكع فى حقله يخاطب من لا يراه 000 ويخاطبه من كل قلبه ، وبكل مشاعره ، وبكل ثقة واٍيمان 000 فقال : اٍننى مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتى وكل ما قد درسته من علم وكتب ، ومقابل أن أحظى بشئ من الاٍيمان الذى يتمتع به هذا الفلاح البسيط 000 اٍن اٍيمانك نعمة ، لم تحظ بها البلاد الملحدة 0 ولم يحظ بها الملحدون فى البلاد المؤمنة 000أولئك الذين أتعبتهم أفكار قرأوها فى الكتب أو سمعوها من آخرين جاءتهم من بعض الكتب الفلسفية ، أو بعض كتب العلم ، أو بعض كتب الملحدين ، أو من حروب الشياطين ، وغرست فيها شكوكا دخلت اٍلى أذهانهم ، ولم يستطيعوا أن يتخلصوا منها ، أو لم يجدوا من يرد عليهم ، ردودا تقنعهم 000 طبعا لكل هذه الشكوك ردود ، ولكنهم لم يصلوا اٍليها 000 أما أنت ففى اٍيمانك لا يوجد ما يتعبك 0 أليس هذا أمرا يحتاج اٍلى شكر ؟! تشكر الله أيضا ليس فقط على اٍيمانك ، بل بالأكثر على أن اٍيمانك سليم ذلك لأن كثيرين انحرف إيمانهم بسبب اختلاطهم بأفكار مذاهب أخرى ، سواء بسبب اجتماعهم أو كتبهم أو نبذاتهم 000 وأصبح اٍيمان هؤلاء ليس كما كان من قبل ، بل تغير فى معتقداته 000 ! ودخل فيهم روح الجدل لاٍثبات أفكارهم الجديدة 000 ! أما أنت فاشكر الله أنك تحيا فى اٍيمان سليم ، بعيد عن الشكوك العقائدية 00000 5- أشكر الله على أنك مازلت حيا : وهذا يوافق ما ورد فى صلاة الشكر ، أننا نشكر الله لأنه ( أتى بنا إلى هذه الساعة ) اٍن حياتك يا أخى منحة من الله ، بيده أن يبقيها أو أن ينهيها فى أى وقت 0 وهو يجددها لك يوما بيوم وساعة بساعة 0 فلتشكره على هذا اليوم الذى تحياه ، وهذه الفرصة التى منحك اٍياها ، لتحسن فيها مستواك الروحى ، وتفعل خيرا تجده هناك فى العالم الآخر 0000 أشكره لأنه أعطاك بهذه الحياة فرصة للتوبة : قال أحد الكتاب اٍن ( ملايين الملايين من الذين فى الجحيم ، يشتهون ساعة واحدة من الحياة على الأرض ) أو حتى دقيقة واحدة ، ليقدموا فيها توبة لله ، ولا يجدون 0000 يريدون وقتا – مهما كان قصيرا – يقدمون لله فيه اعترافا كاملا بخطاياهم ، وانسحاق قلب طالبين مغفرته وصفحه 000 دقيقة واحدة يقولون فيها عبارة العشار ( ارحمنى يارب فاٍنى خاطئ ) ( لو 18 : 13 ) أو عبارة اللص اليمين ( أذكرنى يارب ) ( لو 23 : 42 ) لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن ، ألا تشتهى بعض دقائق من هذا العمر الذى لك ؟! تقول له بعض دقائق يارب أوزع فيها كل ما أملك على الفقراء وكل مقتنياتى وترفى ، لأكنز بها كنزا فى السماء ( متى 6 : 19 ، 20 ) بعض دقائق يارب أتصالح فيها مع جميع الذين أخاصمهم ، وأعتذر لهم ، وأقدم لهم مطانيات عند أرجلهم ، مهما كانوا المخطئين 000 نعم بعض دقائق اعترف فيها بجميع خطاياى بالتفصيل ، حتى بما أخجل منه ، حتى يما يقف على لسانى ولا يستطيع أن أنطق به000 أقوله بدون حرج ، وآخذ عنه حلا ، قبل أن يغلق الباب وأقف خارجا ، قارعا مثل الخمس العذارى الجاهلات ( متى 25 : 10 – 12 ) نعم لماذا لا تشكر الله على هذه الحياة التى لك ؟ لماذا لا تشكره على هذه الأيام التى مازلت لك من العمر ، وتستطيع أن تعمل فيها الكثير مما يرضى الرب ، ومما يسعد الناس ، وتكسب بذلك ملكوت السموات ، اٍذ تتوب وتحيا حياة روحية 0000! ألا تشكر الله اٍلا اٍذا وجدت كنزا من المال ، أو حصلت على منصب كبير ؟! وما أدراك ، ربما هذا الكنز ، أو هذا المنصب الكبير ، يكون فى هلاكك ، وتفقد الملكوت بسببه !! 6- أشكر الله أيضا ، لأنه هيأ لك بيئة دينية : أشكره لأنه وهبك أبوين أهتما بعمادك ، وعلماك طريق الرب ، أو على الأقل لم يمنعاك عن السير فى طريقه 0 أشكره لأنه هيا لك خداما فى الكنيسة يعتنون بك ، حتى وصلت اٍلى هذا الوضع من المعرفة الروحية والسلوك الروحى ، وأصبحت تهتم بخلاصك وتقرأ الكتب الروحية 0000 أشكره لأنه أرسل قدوات صالحة اٍلى طريقك ، تتعلم منها الحياة الحقة كيف تكون ، وعين لك من يرشدك روحيا 0000 أشكره لأنك الآن موجود فى الكنيسة : كثير من الشبان الآن ، وفى هذه اللحظة موجودون فى أماكن اللهو المختلفة ، ولاهون عن خلاص نفوسهم ، ومنشغلون بخطايا متعددة 0 أما أنتم فاشكروا الله أنكم فى الكنيسة ، وأن الكنيسة أصبحت جزءا من حياتكم ، لا يمكنكم الأستغناء عنها 0 ولولا نعمة الرب عليكم ما كنتم هكذا 000 فمن منكم يشكر الله الآن ، لأنه الله قد أحتضنه فى بيته ، وأدخله موضع سكناه 00000؟ أشكر الله أيضا لأنه لا توجد عوائق تمنعك عن بيته ولا عن الأندماج فى الشركة مع أولاده كثيرون تعوقهم ظروف متعددة عن المجئ اٍلى الكنيسة : اٍما أن مواعيد عملهم تتعارض مع مواعيد الكنيسة ، أو أن حالتهم الصحية أو الجسدية تمنعهم ن أو أن كثرة أسفارهم شغلتهم ، أو أنهم فى قرية لا توجد فيها كنيسة ، أو لأى سبب آخر 000 أما أنت فاشكر الله لأنه لا يوجد أمامك شئ من هذه الموانع كلها 000 وأشكره لأن أندماجك مع أبنائه يمنحك قوة روحية 0 ذلك لأنهم يدفعونك باستمرار اٍلى قدام ، وتجد معهم بيئة مقدسة تتبادل فيها الأحاديث الروحية 0 كما أن سيرتهم تسبب لك خجلا اٍن تصرفت أى تصرف خاطئ 0 وصلتك بهم تقوى رابطتك بالكنيسة ربما فيها من أنشطة واجتماعات 0 كما تجد فى مجالهم صداقات روحية نقية تشبع عواطفك 0 وكما قال الكتاب ( اٍثنان خير من واحد لأنه اٍن وقع أحدهما يقيمه رفيقه 0 وويل لمن هو وحده اٍن وقع ، اٍذ ليس ثان ليقيمه ) ( جا 4 : 9 ، 10 ) أليس حقا اٍذن أن تشكر الله على صداقاتك الروحية 0 كل صديق روحى ، هو كنز لك من الله تشكره عليه وبنفس الوضع الأب الروحى والمرشد الروحى ، وكل من يسندك فى حياتك الروحية ، وكل من تجد فى عشرته جوا روحيا يمكن أن تنمو فيه روحك 000 أشكر الله على الأشخاص الذين وضعهم فى طريقك واستفدت منهم اٍنه هو الذى أرسلهم اٍليك 0000 7- نشكر الله أيضا ، لأنه لم يعاملنا بحسب خطايانا 0 وهذا ما ذكره داود النبى فى المزمور ( 103 ) الذى بدأه بقوله ( باركى يا نفسى الرب ، وكل ما فى باطنى ليبارك اٍسمه القدوس 0 باركى يا نفسى الرب ، ولا تنسى كل احساناته ) اٍلى أن قال ( الرب رحيم ورؤوف ، طويل الروح وكثير الرحمة 000 لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا 0 لأنه مثل أرتفاع السموات على الأرض ، قويت رحمته على خائفيه 0 كبعد المشرق عن المغرب ، ابعد عنا معاصينا ، كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه 0 لأنه يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن ) ( مز 103 : 8 – 14 ) 0 وهكذا نصرخ للرب فى صلواتنا قائلين ( كرحمتك يارب ولا كخطايانا ) والعجيب أن الله يفعل ما هو أكثر : فلا يكتفى بعدم معاقبتنا ، اٍنما أيضا يصنع معنا اٍحسانا ! كم من مرة – ونحن فى عمق الخطايا – نطلبه فيستجيب ، بكل حب ، كأننا لم نخطئ اٍليه ولم نكسر وصاياه ! اٍنه يخجلنا بمحبته وحنانه ، ونسيانه للإساءة ، ومقابلتها بالإحسان ! ألا نشكره كثيرا من أجل كل هذا ؟! اٍن الذى يتأمل خطاياه ، وكم هى بشعة ، يتعجب من حنو الله فى تعامله معه ، كيف أنه يطيل آناته عليه ، ولا يطبق عليه ما تستحقه هذه الخطايا من عقوبة أمام العدل الاٍلهى 00 كم من خطايا تبدو أبسط من خطاياك بكثير ، نالت عقوبات شديدة جدا 0 والأمثلة عديدة ومتنوعة : حنانيا وسفيرا ، كذبا على بطرس الرسول فى اٍخفاء جزء من المال ، فكانت النتيجة أنهما وقعا ميتين للتو ، دون أن تعطى لهما حتى فرصة للتوبة 000 ومع ذلك كم من أناس يكذبون مرارا كل يوم ، وقد يكذبون على كهنة ورؤساء كهنة 0 والله صابر لا يعاقبهم 0 راجع نفسك فى هذه النقطة ، وأشكر الله 0 والسيد المسيح يقول من قال لأخيه يا أحمق ، يكون مستحقا نار جهنم ( متى 5 : 22 ) وكم من مرة نقول هذه العبارة ، أو ما يشابهها فى المعنى 000 ثم نعترف بالخطأ ، ويغفر لنا الله ، ولا تلحقنا نار جهنم 000 هيرودس الملك مجده الناس ، وقالوا ( هذا صوت اٍله ، وليس صوت اٍنسان ) وسكت ( ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط مجدا لله 0 فصار يأكله الدود ومات ) ( أع 12 : 22 ، 23 ) ونحن كم يمجدنا الناس أحيانا ونسكت ، ولا يعاقبنا الله بشئ ألا نشكر الله على عدم معاقبته ؟! زكريا الكاهن مجرد أنه استصعب أن يكون له ولد وهو شيخ ، عاقبه الله بأن بقى صامتا تسعة أشهر حتى ولد الصبى 0 ونحن ألا نخطئ كل يوم خطايا أكثر من زكريا الكاهن ، ومع ذلك فلا عقوبة ! ألا نشكر الله اٍذن على أنه لم يستخدم معنا عدله الاٍلهى ( ولم يجازنا حسب خطايانا ) ؟! فلنحسب خطايانا التى نرتكبها كل يوم ، وربما كل ساعة ، ويقابلها الله بصبر عظيم 00 ! ومع ذلك ها نحن نحيا ، وطول أناة الله مازالت صابرة علينا ، لكيما تقودنا اٍلى التوبة 0 فلنشكر الله اٍذن على أحتماله العجيب 000 الناس لا يحتملوننا فى القليل ، وهم معرضون للخطأ مثلنا والله الكلى القداسة والصلاح ، والكلى العدل ، يحتملنا فى أمور خطيرة جدا تتكرر منا كل يوم ، ومع ذلك لا نشكر ! بل نحن أنفسنا ربما لا نقدر أن نحتمل غيرنا فيما هو أقل بكثير من الأمور التى نخطئ فيها اٍلى الله ، ويحتملنا 000 بل ويحتمل الله جميع الخطايا ، التى يخطئ بها جميع الناس ، فى جميع البلاد ، فى كل حين ، فى الماضى والآن وفى المستقبل 0 ولم يضرب العالم بضربات قاسية ، مثلما فعل قبلا فى الطوفان وحرق سدوم 000 ومع ذلك لا نشكره !! ألا تركع حاليا وتقول ( أشكرك يارب لأنك أحتملتنى ، ولا تزال تحتملنى ، وتحتمل عدم شكرى ) ! حقا يارب أنك طيب وحنون 0 وما أصدق قول داود النبى عنك : ( يارب ، من مثلك ؟! ليس لك شبيه بين الآلهة ، ولا مثل أعمالك ) ( مز 71 : 19 ) ( مز 86 : 8 ) 0 جميل هو التأمل فى معاملات الله ، سواء لك أو لغيرك 0 وجميل هو التأمل فى صفاته الجميلة 0 اٍنك تتغنى بها فتشكره عليها 0 تشكره لأنه حنون ، ولأنه طيب ، ولأنه محب ، ولأنه غفور ، ولأنه طويل الأناة ، ولأنه ( يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن ) ( مز 103 : 14 ) ويعاملنا هكذا 8- أشكر الله أيضا على اٍحساناته ورعايته : أشكره على اٍحساناته اٍليك ، واٍلى كل أحبائك وأصحابك وأقاربك ومعارفك ، واٍلى باقى الناس 0 أشكره على اٍحساناته اٍلى الأسرة واٍلى الكنيسة واٍلى الوطن 000 اٍحساناته العامة والخاصة 0 أجلس بينك وبين نفسك ، وأستعرض حياتك منذ ولدت : كم مرة طلبت من الرب طلبا ، فاستجاب لصلاتك ، وأعطاك سؤل قلبك ؟ كم ضيقة أنقذك منها ؟ كم امتحانات أنجحك فيها ، وكنت تشعر أنك غير مستعد لها ؟ كم مرض شفاك منه أو أنقذك من الاٍصابة به ؟ كم مشكلة حلها لك ؟ كم قضية كانت نتيجتها فى صالحك ؟ كم خطية ارتكبتها ولم يسمح أن تنكشف للناس ؟ كم باب رزق فتحه أمامك ؟ كم عمل قمت به ووفقك فيه ؟ كم مرة كان معك فى خدمتك وفى نشاطك ؟ كم أعطاك نعمة فى أعين الآخرين كم عثرة أنقذك منها ؟ وكم خطية كدت تقع فيها وأنتشلتك النعمة ؟ كم وكم وكم 000؟؟؟ أتستطيع أن تحصى إحسانات الله اٍليك ؟! لست أظن هذا ممكنا 000 ! فكم بالأكثر لو أضفت اٍليها اٍحساناته اٍلى أحبائك ، واٍحساناته العامة التى شملتك وشملت غيرك أيضا 000 والخيرات التى أتتك حتى بدون صلاة وبدون طلب ، واٍنما من فرط نعمته وافتقاده وحبه 000 كل ذلك ضعه أمامك ، وقد عنه شكرا فى كل تفاصيله 0 وبخاصة الأمور التى كانت معقدة جدا ، ولم يكن أحد يستطيع حلها سوى الله ، وقد كان 000سجل كل هذا ، حتى لا تنساه 0000 9- أشكره على الصحة التى يمنحك اٍياها : من منا يشكر الله لأنه يبصر ؟ لكنه اٍذا مرضت عيناه ، وبدأ يعالجها ، ويبدأ حينئذ يشعر بنعمة البصر التى لم يشكر عليها من قبل 0 كذلك من من الناس يشكر الله على أنه يمشى حسنا على قدميه ؟ ولكنه لا يذكر ذلك ، اٍلا اٍذا حدث له كسر فى رجله ، واحتاج اٍلى عصا يتوكأ عليها 0 حينئذ يدرك أن مجرد المشى على قدميه كان أمرا يحتاج اٍلى شكر 000 حقا ما أصدق قول الحكيم : الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء ، لا يحس به اٍلا المرضى 0 فنحن من عادتنا أننا لا نشعر بقيمة الشئ الذى عندنا ، اٍلا اٍذا فقدناه 000 وهكذا لا نشكر الله على أن أجهزة جسدنا سليمة ، اٍلا اٍذا اختل واحد منها 0 فلا أحد يشكر الله على معدة سليمة تهضم الطعام جيدا 0 ولكنه اٍذا مرضت معدته ، ونقص بعض من عصاراتها ، أو أصيب بقرحة فى المعدة ، حينئذ يشكر الله على كل يوم تقوم فيه معدته بعملها الطبيعى ، أو تعمل دون أن تتألم ، أو بدون دواء ؟ أشكر الله اٍذن على صحتك ، لأن كثيرين يشتهون الحالة التى أنت فيها ، ولا يجدونها 000 10- وكما تشكره على الصحة ، أشكره أيضا على المرض ذلك لأن المرض ليس شرا فى ذاته ، لعازر المسكين كان مثقلا بالأمراض ، وكانت الكلاب تلحس قروحه 000 لكن كل هذا لم يكن شرا فى ذاته ، ولم يفصله عن الله ، بل بالعكس كان لفائدته 0 فعندما اتكأ فى أحضان إبراهيم ، قدم عنه تقريرا أنه ( استوفى بلاياه على الأرض ، لذلك هو يتعزى ) ( لو 16 : 25 ) هكذا فلتشكر الله على المرض ، لأنك قد تستوفى به البلايا ، وتأخذ نصيب لعازر المسكين قال القديس باسيليوس الكبير : ( اٍنك لا تعرف ما هو المفيد لك : الصحة أم المرض ) القديس بولس الرسول أعطى شوكة فى الجسد ن لمنفعته الروحية ( لئلا يرتفع من فرط الإعلانات 0 وقد طلب من الله ثلاث مرات أن يفارقه هذا المرض ) ( 2كو 12 : 8 ) ولكن الله لم يستجب صلاته ، بل قال له ( تكفيك نعمتى ) طبعا نحن بضعفنا البشرى نطلب الصحة 0 ولكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا 0000 ربما يتعبنى المرض على الأرض ، ولكنه يساعدنى على دخول الملكوت 0 هكذا اٍذا كان استغلالى له حسنا 0 ومن الناحية الأخرى ما أكثر ما تكون القوة الجسدية ضارة لمن يستخدمها بطريقة خاطئة ! المهم اٍذن هو الصحة الروحية 0 حكى فى بستان الرهبان عن أحد النبلاء الأثرياء ، أن كانت له اٍبنة وحيدة مريضة مشرفة على الموت 0 فطلب من أحد الآباء القديسين أن يصلى من أجلها لكى تشفى 0 فحاول القديس أن يعتذر بكافة الطرق ، ولكن الرجل ألح عليه 0 فصلى القديس وعاشت الفتاة ، اٍلا أنها سلكت فى سيرة شريرة أضاعت كرامة أبيها ، لدرجة أنه عاد اٍلى القديس مشتهيا أن تموت هذه الاٍبنة الوحيدة 0000 !! عجيب أن كثيرين لا يذكرون فى المرض سوى أوجاعه : دون أن يذكروا بركات المرض وفوائده ! بل أن البعض قد يصل اٍلى حالات من الضيق والتذمر ، وقد يعاتب الرب ويقول لماذا يارب فعلت بى كل هذا ؟ أما أنت فلا تكن هكذا 0 اٍنما فى مرضك أشكر الله على البركات التى حصلت عليها نتيجة لهذا المرض : قل له أشكرك يارب على هذا المرض ، الذى أعطانى فرصة أعمق للصلاة ، أو الذى أعطانى توبة ، ومنحنى تواضعا وانسحاق قلب وشعورا بضعفى 0 أشكرك يارب على هذا المرض الذى جعلنى أشعر بمحبة الناس وسؤالهم عنى 0 أشكرك لأن المرض منحنى فترة خلوة قضيتها على الفراش ، وكانت لازمة لى ، على الأقل لأفحص نفسى ، ولأنفرد بك 0 نشكر الله أيضا ، لأنه سترنا , وأعاننا ، وحفظنا وقبلنا اٍليه ، وأشفق علينا وعضدنا ، وأتى بنا اٍلى هذه الساعة 000 هذا ما تعلمنا الكنيسة أن نشكر الله عليه ، فى صلاة الشكر التى نرددها مرات فى صلوات الساعات ( فى الأجبية ) كل يوم 000 وكل كلمة من كلمات الشكر هذه ، تحتاج اٍلى تأمل خاص 0 وقد نشرنا لك عنها كتابا خاصا ، اٍسمه ( تأملات فى صلاة الشكر ) صدر منذ سنة 1964 وأعيد طبعه عدة مرات ، فيمكنك الرجوع اٍليه 0 11ـ أشكر الله أيضا على الخير الذى تراه ، والخير الذى لا تراه 0000 تشكره على الخير الذى تراه بالعيان ، والخير الذى تراه بالاٍيمان 0 اٍن الله كما يدعونا أن نعمل خيرا فى الخفاء ، وهو يرى هذا الذى فى الخفاء ويجازينا علانية ( متى 6 : 4 ، 6 ) كذلك هو أيضا يعمل من أجلنا كثيرا من الخير فى الخفاء ، يجب أن نشكره عليه علانية 0 كثير من الخير الذى تتمتع به الآن ، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة ، ونحن لا نعلم 0 وهو لا يزال يعد لنا خيرا ، ستظهر نتائجه فى المستقبل ، فنشكر عليها حينئذ 0 وهو يعمل خيرا من أجلنا الآن وفى كل لحظة ، ولكننا لا نبصر 000 ! بل كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه ، ولولا ذلك ما أستطعنا أن نعمل شيئا صالحا على الاٍطلاق 000 أليس هو القائل ( بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئا ) ( يو 15 : 5 ) هو اٍذن العامل فينا ، والعامل معنا 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ) ( فى 2 : 13 ) اٍذن مجرد أن نريد شيئا يسر الله ، هذا أمر يجب أن نشكر الله عليه ، لأن هذه الاٍرادة الصالحة التى لنا هى من عنده 0 وكوننا نعمل عملا صالحا ، وهذا أيضا من عنده 0 ويجب أن نشكره عليه 0000 12 ـ وهنا يجب أن نشكر الله على النعمة العاملة فينا : اٍن النعمة من الأمور الأساسية التى يجب أن نضعها فى قائمة شكرنا لله 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( ولكن بنعمة الله أنا ما أنا 0 ونعمته المعطاه لى لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 10 ) ألا يستحق الله منا كل شكر على هذه النعمة العاملة فينا ؟! نشكره اٍذن على شركة الروح القدس فى حياتنا 0 هذه التى هى جزء من البركة الممنوحة لنا ( 2كو 13 : 14 ) نشكره لأنه جعلنا هياكل لروحه القدوس ، كما قال الرسول ( أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ) ( 1كو 3: 16 ) روح الله هذا الساكن فينا ، هو الذى يبكتنا على خطية ( يو 16 : 8 ) وهو الذى يعلمنا كل شئ ( يو 14 : 26 ) ويرشدنا اٍلى جميع الحق ( يو 16 : 13 ) وهو الذى يعطينا قوة فى الخدمة حتى نشهد لله فى كل موضع ( أع 1 : 8 ) ألا نشكر كل حين على عمل الروح فينا 0 فاٍن عملنا فى وقت ما عملا صالحا ، فلنشكر الله على ما عملنا ، لأنه هو الذى عمله عن طريقنا 0 خطأ كبير هو ، أننا بدلا من شكرنا لله نفتخر ونشكر أنفسنا ، كما لو كنا بقوتنا أو بتقوانا قد عملنا عملا 0 هذا الفخر هو الذى يمنع عمل النعمة فينا ، حتى لا نصير أبرارا فى أعين أنفسنا ( أى 32 : 1 ) وهكذا نحزن الروح القدس 000 ليتنا اٍذن نذكر قول القديس بولس الرسول ( 1كو 1 : 31 ) : ( من أفتخر فليفتخر بالرب ( 2كو 10 : 17 ) 0 لأنه هو الذى يمنح الاٍرادة والقوة والمعرفة ، ولولاه ما كنا نستطيع أن نعمل شيئا 0 اٍن كان القديس يقول ( لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 11 ) فماذا نقول نحن الضعفاء العاجزين 0 كل ما نستطيع أن نعمله هو أن نشكر الله ونرجع الفضل اٍليه 0 وحينئذ يزداد عمل النعمة فينا ، ويتكاثر الثمر جدا 0000 13 ـ أشكر الله أيضا لأجل الفداء العظيم الذى قدمه لنا : يوجد أمر عظيم جدا ، يتصاغر أمامه كثير من الأمور السابقة ، ويحتاج اٍلى شكر طوال الليل والنهار 0000 وهو الخلاص العظيم الذى قدم لنا على الصليب ، ولولاه لهلكنا جميعا من منا يشكر سيدنا يسوع المسيح ، لأنه صلب من أجلنا ؟ لأنه تجسد وسكب دمه لأجلنا ؟ اٍن حكم الموت الذى وقع على البشرية ما كان ممكنا لأحد أن يخلص منه ، بدون تجسد الاٍبن وصلبه وموته 0 لقد أنقذنا المسيح بموته 0 اٍذ مات عنا 0 فمن منا كل يوم وكل ليلة ، يذكر صليب المسيح ويشكره لأنه دفع الثمن نيابة عنا ، وبدون هذا الثمن ، ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة ، ولا أى شئ آخر 0 مات المسيح عنا ، وأصبحنا ( متبررين مجانا بنعمته ) ( رو 3 : 24 ) أفلا نشكر اٍذن على الخلاص المجانى الذى نلناه ؟ هذا الخلاص الذى لم نبذل فيه جهدا ، والذى دبره الله هكذا ، دون أن نطلبه 000 ! وما كنا مستحقين مطلقا 000 ( ولكن الله بين محبته لنا ، ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ) ( مات فى الوقت المعين لأجل الفجار ) (رو 5 : 8 ، 9 ) ( البار لأجل الأثمة ) ( 1بط 3 : 18 ) أى حب أعظم من هذا ، وأى بذل ؟ أما ينبغى أن نضع هذا الخلاص أمامنا باستمرار ، ونشكره عليه ؟ الكنيسة تذكرنا بهذا الأمر فى مناسبات متعددة ، لكيلا ننساه 0 فى كل سنة تقيم لنا أسبوع الآلام ، أسبوع البصخة ، ويوم الجمعة العظيمة ، بذكرياته العميقة المؤثرة ، حتى لا ننسى صليب الرب ، بل نذكر ونشكر 0 فهل يكفى هذا التذكار السنوى ؟ كلا ، لأننا ننسى 0 ماذا تعمل الكنيسة اٍذن ؟ جعلت كل يوم جمعة فى الأسبوع صوما لنتذكر فيه صليب المسيح ، لأننا ننسى ، وبالتالى لا نشكر عليه 00 فهل يكفى هذا التذكار الأسبوعى ؟ كلا 000 لذلك وضعت لنا الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار ، لكى نتذكر هذا الفداء العظيم ، وتمتلئ قلوبنا شكرا 0 فى كل يوم نشكر الله ، لأنه أعطانا خلاصا هذا مقداره 0 وهذا نوع من الشكر الجماعى ، للكنيسة كلها ، يردده جميع المؤمنين معا ، اٍذ يقولون فى الساعة السادسة من كل يوم ( بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب ، لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو 0 نصرخ اٍليك ونشكرك ، لأنك ملأت الكل فرحا ، لما أتيت لتعين العالم 0 يارب المجد لك ) 14 ـ نشكر الله أيضا ، لأنه أعطانا أن نعرفه : وهكذا يقول الأب الكاهن فى صلوات القداس الغريغورى ( أعطيتنى علم معرفتك ) ويقول أيضا ( أرسلت لى الناموس عونا ) فهل نحن نشكره على هذه البشارة المفرحة فى الاٍنجيل وكل ما فى الكتاب المقدس من فكرة عن الله وعمله ، ومعاملاته مع الكل ، وصفاته المقدسة ؟ واٍن كنا حينما تقرأ علينا فى الكنيسة عظة لأحد القديسين ، نرتل له لحنا نشكره فيه ( لأنه أضاء عيون قلوبنا بتعاليمه النافعة ، فأى شكر نقدمه على هذه الذخيرة العظمى التى تركها لنا أباؤنا القديسون الأنبياء والرسل ، الذين تركوا لنا كل وصايا الله وناموسه ونبوءاته ( مسوقين من الروح القدس ) ( 2بط 1 : 21 ) لقد عرفنا الله فى كتابه ، ورأيناه فى اٍبنه 0 ( الله لم يره أحد قط 0 الاٍبن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر ) ( يو 1 : 18 ) وبه قد عرفنا الآب 000 وهو نفسه قال للآب ( أيها الآب البار ، اٍن العالم لم يعرفك 0 أما أنا فعرفتك وعرفتهم اٍسمك ، وسأعرفهم ، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به ، وأكون أنا فيهم ) ( يو 17 : 25 ، 26 ) مبارك هو الله الذى أعطانا أن نعرفه ونعرف طرقه 0 ونعرف وصاياه أيضا وتعاليمه ، ونعرف أنبياءه وقديسيه 0 نشكره على هذه المعرفة التى لا نستحقها 0 ونشكره لأنه أعطانا أن نعرف ( ما لابد أن يكون ) ( رؤ 1: 1 ) وأعطانا فكرة عن سمائه وملائكته وملكوته 0 ونقلنا بهذه المعرفة اٍلى مستوى عال من فوق هذا المستوى الأرضى الذى نعيش فيه 000 15 ـ نشكره أيضا من أجل وعوده لنا : نشكره من أجل النعيم الأبدى الذى يعده لنا فى أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس ، حيث يسكن معنا ونكون له شعبا ( رؤ 21 : 2 ، 3 ) وهو قد وعدنا قائلا ( آتى أيضا وآخذكم اٍلى ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنت أيضا ) ( يو 14 : 3 ) ووعدنا أيضا بما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، ما أعده الله للذين يحبونه ) ( 1كو 2 : 9 ) وأن نجلس معه فى عرشه كما يجلس هو مع الآب فى عرشه ( رؤ 3 : 21 ) ووعدنا أن نأكل من المن المخفى ، ونأكل من شجرة الحياة ( رؤ 2 : 17 ، 7 ) هذه وعود ى الأبدية ، ومعها وعوده لنا على الأرض : نشكره على وعده أن يكون معنا كل الأيام واٍلى أنقضاء الدهر ( متى 28 : 20 ) وقوله لنا ( حيثما أجتمع اٍثنان أو ثلاثة باٍسمى ، فهناك أكون فى وسطهم ) ( متى 18 : 20 ) ونشكره على وعوده لنا بالحفظ ، وقوله ( أما أنتم فحتى شعور رؤؤسكم جميعها محصاه ) ( متى 10 : 30 ) وقوله لكل واحد منا ( هوذا على كفى نقشتك ) ( أش 49 : 16 ) 16 ـ نشكره لأنه دعانا أبناء له وأحباء : هكذا قال القديس يوحنا الحبيب ( أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعى أولاد الله ) ( 1يو 3 : 1 ) وعلمنا الرب أن نصلى قائلين ( أبانا الذى فى السموات ) (متى 6 : 9 ) وقال لنا أيضا ( لا أعود أسميكم عبيدا 000 لكنى قد سميتكم أحباء ) ( يو 15 : 15 ) بل سمانا أيضا خاصته ، وقيل عنه اٍنه ( أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى ) ( يو 13 : 1 ) وأعتبر علاقتنا به كعلاقة الغصن بالكرمة ، وعلاقة الجسم بالرأس ، وعلاقة العروس بعريسها 0 فقال ( أنا الكرمة وأنتم الأغصان 0 الذى يثبت فى وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير ) ( يو 15 : 5 ) وقال القديس بولس الرسول عنه اٍنه ( رأس فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده ) ( أف 1 : 23 ) وأيضا ( لأن الرجل رأس المرأة ، كما أن المسيح أيضا رأس للكنيسة ) ( أف 5 : 23 ) وقال أكثر من هذا ( لأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه ) ( أف 5 : 30 ) وعندما ذكر أن الكنيسة هى عروس المسيح قال ( اٍن هذا السر عظيم ) ( أف 5 : 32 ) ويوحنا المعمدان أيضا قال عن المسيح والكنيسة ( من له العروس فهو العريس ) ( يو 3 : 29 ) نشكر الله أيضا ، أنه فى ظل هذه العلاقة : جعل علاقته بنا ، هى علاقة حب بلا خوف 0 وقال اٍن الوصية الأولى هى تحب الرب اٍلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ومن كل فكرك ) ( متى 22 : 27 ) وقال القديس يوحنا الرسول ( فى هذا هى المحبة : ليس أننا نحن أحببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، وأرسل اٍبنه كفارة عن خطايانا ) ( 1يو 4 : 10 ) وقال أيضا ( الله محبة 0من يثبت فى المحبة ، يثبت فى الله ، والله فيه ) ( لا خوف فى المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف اٍلى خارج ) ( 1يو 4: 16 : 18 ) |
28 - 08 - 2013, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث
ميرسي كتير ربنايعوض تعبك
|
|||
29 - 08 - 2013, 08:55 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث
شكرا على المرور |
||||
|