|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هـكَذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَاحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الـهَلاك”ّ!
ولَعَلَّكَ تَقُولُ لي: لِمَاذَا يَلُومُنَا اللهُ بَعْد؟ ومَنْ يُقَاوِمُ مَشيئَتَهُ؟ فأَقُولُ لكَ: مَنْ أَنْتَ، أَيُّهَا الإِنْسَان، حتَّى تَعْتَرِضَ عَلى الله؟ هَلْ تَقُولُ الـجَبْلَةُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هـكَذَا؟ أَلَيْسَ لِلخَزَّافِ سُلطَانٌ عَلى الطِّين، فَيَصْنَعَ مِنْ جَبْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلكَرَامَة، وآخَرَ لِلهَوَان؟ هـكَذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَاحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الـهَلاك؛ وشَاءَ اللهُ أَيْضًا أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ، فَأَفَاضَهُ عَلى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فأَعَدَّهَا لِلمَجْد، أَيْ عَلَيْنَا نَحْنُ الَّذينَ دَعَانَا، لا مِنَ اليَهُودِ فَحَسْب، بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضًا! كَمَا يَقُولُ أَيْضًا في هُوشَع: “مَنْ لَيْسَ شَعْبِي سَأَدْعُوهُ شَعْبِي، ومَنْ لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً سَأَدْعُوهَا مَحْبُوبَة. وَسَيَكُونُ في الـمَوضِعِ الَّذي قيلَ لَهُم فِيه: لَسْتُم شَعْبِي! هُنَاكَ يُدْعَونَ أَبْنَاءَ اللهِ الـحيّ”. يَهْتِفُ آشَعيَا في شَأْنِ إِسْرَائِيل: “ولَو كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ البَحر، فَالبَقِيَّةُ مِنْهُم سَتَخْلُص! لأَنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ في الأَرْضِ إِتْمَامًا كَامِلاً وَسَريعًا”. وكَمَا سَبَقَ آشَعْيَا فقَال: “لَو لَمْ يُبْقِ لَنَا الرَّبُّ القَدِيرُ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُوم، وأَشْبَهْنَا عَمُورَة!”. قراءات النّهار: روما 9: 19٩-29 / متى 21: 23-27 التأمّل: ما أجمل وأعمق ما ورد في رسالة اليوم فمار بولس أكّد لنا أنّ الله حين شاء “أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَاحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الـهَلاك”! إنّ غضب الله يرتبط باحتماله لنا! هذا طبعاً يفوق قدرتنا على التخيّل إذ يفوقها بكثير بكوننا نعبّر عن غضبنا بالكلام أو بالأفعال لا بالاحتمال! وحين شاء الله “أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ، فَأَفَاضَهُ عَلى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فأَعَدَّهَا لِلمَجْد”! معنى هذا أنّ الإنسان معدٌّ للرحمة لا للهلاك إن شاء أن يقبل رحمة الله بحريّته بكون الربّ لا يفرض علينا خلاصه بل يترك لنا أن نقبله أو أن نرفضه! |
|