ظهرت فى العقود الأربعة الأخيرة فكرة الأنشطة فى الكنيسة ، وهى تتمثَّل فى النادى والكشافة وفريق التمثيل والمسرح وفريق الترنيم (الكورال) والرحلات ... إلخ
والهدف من إدماج هذه الأنشطة فى خدمة الكنيسة فى المقام الأول ، هو جذب النفوس للمسيح عن طريق إستغلال طاقات الشباب ومواهبه ، فعازف الموسيقى والرياضى وصاحب الصوت الحسن والممثِّل الجيد... كلها طاقات يمكن الإستفادة من إمكانياتها ومواهبها بهدف إجتذابها لحظيرة الخدمة والكنيسة.
غير أنه من الملاحظ أن بعض هذه الأنشطة بدأت تفقد الهدف المنشود منها ، وتحوَّلت بقدرة قادر إلى أهداف فى حد ذاتها. ومظاهر هذه التحوُّل يتلخَّص فيما يلى:
(1) الإكتفاء بإتمام النشاط فقط وعدم الإنخراط فى الحياة الروحية. وأبرز مثال على ذلك إنصراف أفراد الكورالات بعد أداء فقرتهم وعدم بقائهم حتى نهاية الخدمة.
(2) الخلافات المستمرة بين أعضاء النشاط سواء من حيث من له حق الريادة أو بسبب إختلاف وجهات النظر.
(3) تعدُّد وجود نشاط واحد فى كنيسة معيَّنة مما يشير إلى وجود تحزُّبات وشللية لا تتفق وروح الإنجيل. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.(يعقوب 16:3)
(4) التكالب على الظهور وشدّ إنتباه الحاضرين ( حسب نوع النشاط ) مما لا يوحى بأن هناك أى قامة روحية من أى نوع. " لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ." ( فيلبى 3:2)
(5) تقديم فقرات أو عروض لا تتفق وتقليد كنيستنا العريقة ، مما يترتب عليه ضياع الهوية الأرثوذكسية مع مرور السنين.
(6) إنضمام أفراد لبعض الأنشطة دون توفُّر الموهبة الخاصة لديهم مما يشير إلى أن المسألة لا تخرج عن كونها مظهريات وعلاقات أكثر منها خدمة روحية.
(7) تدنِّى المردود الروحى لبعض المشاركين فى هذه الأنشطة مما يعنى أن النشاط لم يأت بالثمار المطلوبة أو لم يحقق الهدف من إنشائه.
(8) إزدحام الكنائس طوال الأسبوع بتجمعات كبيرة من الشباب والأنشطة بينما لا يكون هناك نفس الإقبال على التناول وحضور القداسات.
(9) إقتصار الإرتباط بالكنيسة على المناسبات والأعياد مما يقود إلى إنتشار ظاهرة العبادة الشكلية.
لذلك يكون من الأفضل كثيراً أن يكون المسئول عن مثل هذه الأنشطة ( أمين الخدمة)، شخصية ذات " روحانية مُنفتحة " . وأقصد بهذا التعبير أن يكون من الخدام المملوئين بالنعمة ويكون عمل الروح القدس واضح فى حياته ، وفى نفس الوقت يكون له القدرة على مجاراة الشباب وتوجيه أنظارهم إلى شخص المسيح بطريقة غير تقليدية ولا مُملَّة تجعلهم ينفرون من الكنيسة والخدمة.
مجرَّد سؤال :
كيف تسرَّبت فكرة فرق الترانيم (الكورالات) إلى كنيستنا واحتلَّت هذه المكانة وأصبحت من الفقرات الرئيسية فى خدمتنا حتى فى أيام النهضات الروحية بهذا الشكل ؟
أليس من الأجدر أن تقوم هذه الكورالات بتنشيط ونشر الألحان القبطية الرائعة التى ستندثر من عدم الإستخدام ، ولنا فى أحد البرامج التلفزيونية التى كانت تُقدَّم حتى وقت قريب ، خير دليل على عظم ألحان الكنيسة وروعتها ، وأن عدم إنتشارها يعود إلى عدم كفاءة من يرددونها لا غير ؟؟؟؟؟؟