رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
السيد الرئيس
تهجير الأسر المسيحية من بلدتهم وحرق ديارهم على مشهد ومسمع ووجود قوات الأمن فضيحة تقوّض سيادة الدولة المصرية وتشير بإصبع طولى إلى غياب دولة القانون وسقوط هيبة الحكومة والحاكم.
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجودك في الكاتدرائية المصرية يوم احتفال مواطني مصر المسلمين والمسيحيين بميلاد السيد المسيح عليه السلام كان إشارة طيبة بأنك أبٌ حقيقي لكل المصريين عكس من سبقك من رؤساء كانوا يتشدقون بأبوة زائفة لشعب مصر دون تمييز ديني، لهذا فحدوث مثل تلك السلوكات المشينة من تشريد آمنين وحرق دورهم وترويع أطفالهم، في عهدك، يضع العديد من علامات الاستفهام حول جدية تلك الإشارات الطيبة التي تفضلت وقمت بها تجاه أشقائي وأبناء أمي مصر المسيحيين الذين أثبتوا وطنيتهم في كل المحكات والمخاطر التي حاقت بمصر منذ قرون وحتى الأمس عبر ثورتين يبدو أنهما لم تقوما بعد أو أنهما كانتا صوريتين غير حقيقتين.
سيدي الرئيس، اليوم يوافق عيد دخول السيد المسيح وأمه العذراء المطهّرة ، عليهما السلام، أرض مصر قبل ألفي عام، فهل يليق أن يتزامن دخول العائلة المقدسة أرض مصر لاجئة لتحتمي بأمنها من بطش هيرودس، مع خروج أبناء السيد المسيح من ديارهم باحثين عن مأوى وملجأ بعيد هربًا من بطش مجموعة من الأشرار يحتمون بسيوفهم وغلاظة حناجرهم وبكثرتهم مثلما يحتمون بغياب القانون وضعف الجهاز الأمني الذي يتراخى فقط حين يتعلق الأمر بطائفة مصرية مستضعفة لا تستقوي إلا بكلمة من كتابهم تقول: 'أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم'؟
ألا تدري أن عمر الفاروق خاف من سؤال الله له عن شاة عثرت في العراق؟ فما بال سؤال الله لك عن عشرين مليون مسيحي يحملون الجنسية المصرية ولا يعرفون فيها النوم الآمن فيضطرون للهجرة لبلاد الاغتراب بحثًا عن الأمن في دول تحترم القانون وتؤمن وافديها؟!
السيد الرئيس، أنا لا أناشدك لتؤمن أبناء مصر من تغول الغلاة الوحوش، بل أطالبك بأن تنفذ وعدك الذي اخترناك من اجله، أن تُعزّ القانون وتحمي أبناءك وأبناء مصر.
أعلم أن يد الإرهاب تستنزف طاقة رجالك الأمنية كل نهار، لكن من غير المقبول أن يدفع مسيحيو مصر الفاتورة الأفدح والأعسر والأبهظ حتى نجتث شوكة الإرهاب من خاصرة مصر!!
ننتظر ردّك الحاسم وعودة المهجرين وتعويضهم بما يليق بأبناء مصر.
فاطمة ناعوت