وقد رأينا أن الإنسان قد شعر بالخسارة عندما طُرد من الجنة، لكن العالم يحاول أن يعمل له جنات وفراديس فلا يفكر في الرجوع إلى الله. كما أنه شعر بالذنب في الضمير والاحتياج إلى الغفران. وهذا الشعور يمكن أن يكون بركة إذ يقود الإنسان إلى التوبة والعودة. لكن العالم يُقدِّم للإنسان بديلين هما: التدين والفلسفة البشرية بما يتناسب مع نوع الشخصية. والهدف في الحالتين إراحة الضمير وإزاحة الشعور بالذنب دون التوبة والبحث عن غفران الله. وعرفنا أن التدين هو أن يعمل الإنسان أشياء لأجل الله يُكفِّر بها عن ذنوبه، ظانًا أنه بها سيُصبح مقبولاً أمام الله، وأن الله حتمًا سيرضى عنه، وبذلك يهدأ ضميره المُحتج ضده. وهذا ما فعله قايين، وكلنا نعرف النتيجة. وهذا يدل على جهل الإنسان بطبيعة الله ومقاييس قداسته، فهو إلى ملائكته ينسب حماقة، والسماوات ليست بطاهرة أمام عينيه، فكم بالحري مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء.