رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وما سمعنا صوت الرب إلهنا لنسلك في شرائعه، التي جعلها أمامنا عن يد عبيده الأنبياء. وكل إسرائيل قد تعدى على شريعتك، وحادوا لئلاَّ يسمعوا صوتك، فسكبت علينا اللعنة والحلف المكتوب في شريعة موسى عبد الله، لأننا أخطأنا إليه" [10-11]. ارتكب إسرائيل خطأين خطيرين: أ. عدم الطاعة لشريعة الله التي أُعلنت لهم، والتي صارت بين أيديهم. ليس فيها شيء غامض أو موضع شكٍ، فقد أعلن الله عن برّه وإرادته ووصاياه بكل وضوح خلال شرائعه. هذا يجعل الشعب مستحقًا لعقوبة مضاعفة. ب. لم ينصتوا لصوت الأنبياء الذين حذروهم [6]. لم يحاول دانيال أن يبرر خطأ الشعب، بل أكد أمانة الله في مواعيده وعدم تقصيره من جهة شعبه. مرة أخرى يؤكد أن التعدي كان جماعيًّا. انسكبت اللعنة على الشعب بكل فئاته كفيضان لا يمكن الهروب منه. يستخدم هنا كلمة "سكبت tittach" وهي تستخدم في صهر المعادن وسكبها على أجسام المجرمين، هكذا كانت إحساسات المسبيِّين من جهة مرارة السبي والحرمان من بلادهم وهيكلهم وحريتهم. وهكذا كانت نفوسهم مُرّة من جهة تأديبات الله لهم. لكن الله سبق فحذرهم، باسطًا يديه إليهم منذ أجيال طويلة، بل منذ نشأة هذا الشعب في أيام موسى القائد الأول لهم. أنهم بلا عذر! هذا وقد حسب النبي كل خطية مهما كان دافعها موجهة ضد الله نفسه [11]. يعلق القديس جيروم على هذه العبارة قائلًا: ["وسكبت علينا (اللعنة) قطرة قطرة" (11 LXX)، بمعنى لا تسكب علينا كل غضبك، لأننا لا نقدر أن نحتمله، بل تسكب مجرد قطرة من غضبك لكي نعود إليك عندما نسقط في شبكتك]. |
|