عظة لنيافة أنبا ميخائيل مطران اسيوط بعنوان "عطية الروح القدس"
القيت بفمة الطاهر بكنيسة القديس مرقس الرسول بتاريخ 18\6\2000
الثلاثاء 17 يونيو 2014
+ فى ضراعة وانسحاق امام نعمك الغزيرة التى تسكبها يامسيحنا والهنا على شعبك لتملا قلوبنا
من تعزيات روح قدسك فلهذا نرفع قلوبنا دائما اليك شاكرة حبك وسائلة دوام رعايتك لشعبك الى الابد امين
+ نحن المسيحين نؤمن بالة واحد , مالئ كل مكان , وغير محدود , ويدير الكون .. الها واحد نؤمن بة وهو موجود بذاتة .. حى بروحة اى ان الهنا لة حياة قائمة ودائمة
+ الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما كلمنا اخيرا فى ابنة .. الله ظهر فى الجسد .. مسيحنا القدوس تمشى فيما بيننا وهو بنفسة اعلن الكلمة الالهية .. الله موجود بذاتة , حى بروحة , ناطق بكلمتة .. اعطنا الحياة . فحياتنا ليست هى ان ناكل ونشرب ونتمشى ونتنفس وتنتهى حياة الانسان تماما كما تنتهى حياة الحيوان .. لا.. هنا الانسان يتميز بشئ واحد .. وهو روحة التى تبقى وتدوم وتنطلق الى السموات .. حياة الجسد من تراب والى تراب يعود . الانسان بنفسة , بروحة الانسانية , بعقلة (المنحة السماوية) قاصر جدا عن ان يعرف التدبيرات الالهية .. عقلة محدود . احيانا يتساءل فين اللة؟! اين هو؟! عايز اشوفة .. عايز المسة .. عايز اشعر بة
+ الله ظهر فى الجسد فى ابنة وكلمنا بما كلم بة الاباء قديما لكن فى حدود .. كان الشعب قديما لما يتكلم ربنا على لسان الانبياء .. يجئ يتكلم مثلا مع موسى , ويحب يتكلم مع الشعب فى البرية .. الجبل كلة يضرم نار فهم يشعرون بوجود الله .. ويرتعبوا .. يصرخوا لموسى ويقول لة تكلم انت مع الله لانهم لا يقدرون ان يسمعوا صوت الله القوى .
+ الله فى عطفة وحنانة لبس الجسد ليقترب منك ومنى .. روح الله الذى يحدثك – ليس كما يتحدث الانسان من ذاتة – لان كلمة الله كلمة الهية صادرة اليك , تحس بقوتها عقلك المحدود لا يستطيع أستيعابها .. يقول أين الله؟ أنا مش شايفة؟! هنا عمل الروح القدس الذى يهز كيانك وكل مافيك ويشعرك بوجود الله .. يجئ يحركك وانت انسان مؤمن وبتصلى وبحرارة فتنسكب أمامة وتحس أن روح الله حاضر حولك , وبيحرك أعماقك وبيستجيب لك.. ينادى الله ويقول : صموئيل صموئيل .. يجرى صموئيل لمعلمة فى الهيكل , صموئيل طفل صغير , أمة رزقت بة بعد صلوات كثيرة وطلبات متواصلة .. ذهبت الى الهيكل ووقفت أمام الله باكية , وقلبها فى دخلها يحترق ويذوب فى طلبة ملحة أن يرزقها الله نسلا.. لانة فى العهد القديم كل أسرة كانت تنتظر (النسل) لعلة من هذا النسل ياتى المسيا (المسيح) ويكون ذلك شرف للعائلة , وبركة ..المخلص الاتى المنتظر والعاقر كانت تعير وتبدو كانها منبوذة , وكان السماء أوصدت ابوابها .. لا تسمع لها .. وبالتالى اغلقت احشائها لكى لا تحبل ولا تلد ايضا .. فحنة ام صموئيل اطالت الوقفة فأتى اليها عالى الكاهن يسألها لماذا اطلتى الوقفة؟ أياك تكونى سكرى(سكرانة) قالت لة : لا ياسيدى .. أبنتك مش بنت بليعال .. مش بنت الشيطان .. أنا مرة النفس .. أنا بطلب نسلا .. يتوقف الكاهن ويسمع لها بهدوء ويدعو لها أيضا
+ تمر الأيام .. سنة كاملة ويأتى الطفل .. قالت : دة عارية من الرب .. دة مش بتاعى .. الله أهداة لى .. لازم اعيدة للمكان الذى أنا صليت فية وطلبتة من الله ورزقنى أياة .. يبقى بالتالى منة والية ودة بركة ونعمة .. كان زمان لما واحد ربنا يعطى لة أبن فى الكهنوت يتهرب من الله .. أعتقد النهاردة الناس أستناروا ووجدوا فى الكهنوت مركز أدبى , مركز روحانى , مركز أجتماعى , مركز مشرف الكنيسة بتفرح برسامة الكهنة وبحلول الروح القدس يمسح الأنسان المختار كاهنا .......
+ ولما تتولد بنت وتكون مستنيرة ويختارها الله لتذهب للدير للتكريس , أو للرهبنة ولخدمة المسيح فية عائلات بتفرح وتقول هذا بركة لنا , نذر وقدمناة لربنا وأبنتنا قدمت نذرها .. أحنا بنشجعها .. البعض كان بيرفض ويقول ماتروحش الدير .. طب لية؟! ماأحنا بنشوف اللى بيحصل ,والعار الذى يحدث لما البنت تتخرج من الجامعة وبعد شوية نقول أية اللى حصل ؟ لا يكون المسيح فى قلبها ولا تعرفة ولا يهمها أسرتها ولا مجتمعها ولا كل العلاقات التى تربطها بأباها وأمها اللى أرضعوها وصرفوا عليها أموالهم لغاية لما كبرت واتخرجت من الجامعة , أغواها الشيطان !! جردها من نعمة الروح القدس يتوقف الفكر وليس هذا وليد اللحظة .. لو أن الأسرة بتغذى الأبنة التغذية الكاملة والمتواصلة بأستمرار .. فية البيت صلاة .. فية الكتاب المقدس, فية حياة مرنمة , فية داخلة أب وأم بينهم سلام , فية أيدى مرفوعة ومبسوطة للخالق , فية ركب ساجدة ومنحنية .. كانت الطفلة الصغيرة تنموا فى مناخ روحانى وتتأصل وتتثبت وتصير شجرة وارفة عن مجارى المياة مروية بأستمرار .. ولا يغويها الشيطان وتخرج خارج البيت .. فالأسر لازم تحرص على وجود المسيح داخل البيت .. الأم الطيبة حنة أستجاب الله لطلبتها وتضرعاتها وأعطاها صموئيل الذى سألتة من الرب .. قالت الرب استجاب لى فأخدت الطفل وأهدتة للهيكل ذهبت بة الى عالى الكاهن قالت لة دة خادمك .. ابنك الصغير ترعاة فى الهيكل , يتعلم الشريعة علشان كدا لازم ناخد أطفالنا لمدارس التربية الكنسية .. يتعرف الطفل على أبونا , يعطية النصحية , يضع يدة على رأسة ويرشمة بعلامة الصليب ويقول لة واظب على الكنيسة , ماتزعلش بابا وماما وعلى الجانب الأخر أنتم الأباء لا تغيظوا أولادكم .. أعتقد أن الولدين الأتقياء هايعلموا أولادهم كل ماهو طيب وحسن
+ صموئيل يكبر شوية ويسمع صوت بينادى علية صموئيل صموئيل فيستيقظ من نومة ويجرى ناحية عالى الكاهن ويقول لة نعم يا أبى فيجيب الكاهن بقولة : لا يا أبنى أنا مندهش عليك أذهب نام .. الطفل يذهب لينام فيسمع صوت ربنا ثانية صموئيل صموئيل (شوفوا روح ربنا لما يشتغل) – لما تجمع الأولاد حول السيد المسيح والناس تقول لة الأولاد دول بيهتفوا ويقولوا أوصانا . أوصانا خلصنا .. مبارك الأتى بأسم الرب .. الناس تطلب من يسوع أن يأمرهم بالسكوت .. لا يعجبهم الهيصة .. دول فرحانين بيسوع وبيطلبوا الملكوت .. قال يسوع أن سكت هؤلاء نطقت الحجارة .. الفرسيين يقولوا دا أحنا أولاد أبراهيم .. أحنا من نسل أب الأباء ودة كان أفتخارهم قال لهم يسوع الله قادر أن يقيم لأبراهيم أولادا من الحجارة يكونوا زى أبراهيم مستنيرين بالنعمة أخلاقهم وتصرفاتهم مريحة .. يقول هيأت من أفواة الأطفال والرضع هيأت تسبيحا لله .. الطبيعة كلها بتسبح وتمجد الله , الكواكب والنجوم والسماء .. وأحنا بنقول شكرا يارب أرادتك صالحة لينا
+ تانى مرة يسمع صموئيل صوت ينادى علية ويقول صموئيل صموئيل يذهب الى أبية ويقول نعم يا أبى وهنا تنبة عالى الكاهن أنة ليس صوت أنسان .. أنة صوت روح الله الذى يتكلم ويحرك هذا الغلام فقال الكاهن للفتى لو سمعت هذا الصوت ثانية قول لة تكلم يارب فأن عبدك سامع ...... ياة تعليم مريح الطفل الصغير يقول تكلم يارب لان عبدك سامع .. لقاء بين السماء والأرض .. الاله فى السماء والالة الروح القدس والفتى الصغير على الأرض .. علشان كدة لا تحتقروا الأطفال الصغار ولا تهملوا فى تربيتهم بل تهتموا أهتماما بالغا بهم لئلا يأتى يوم نقول فية أن الأباء أكلوا الحصرم وأسنان الأطفال تضرست .. تاتى أليهم التعاليم السيئة ويقشعروا مما يصلوا الية يعنى أنحراف الأطفال
+ تكلم يارب فان عبدك سامع .. ياريت نقول نبتدى من جديد مانقولش كبرنا وعجزنا وشخنا .. نقدر نقول نبتدى زى الطفل صموئيل .. التلاميذ تشاحنوا فيما بينهم .. ياترى أية اللى حصل ؟ أية اللى جرى .. عاوزين يشوفوا من الكبير اللى فيهم , مين الاول .. بطرس يقول أنا جيت للمسيح قبلكم دة أنا الشجاع والتانى يقول دة أنا الحبيب والثالث يقول مين يعرف يتكلم زيى ؟ كل واحد فيهم عايز يبقى الأول .. يسوع لم يتركهم هكذا ؟ عمل لهم درس عملى أتى بطفل صغير وأوقفة فى وسطهم وقال لهم : ان لم تعودوا وترجعوا وتصيروا مثل الأطفال الصغار لم تدخلوا ملكوت السموات .. وقال لان من أعثر أحد هؤلاء الصغار فخير لة أن يعلق فى عنقة حجر رحى ويلقى فى البحر فلا يقوم ثانية أفضل من ان يعثر أحد الصغار بتصرفاتة , بأقوالة .. لان هذة العثرة تغلق باب السماء قدامة لان هذة مسؤلية خطيرة , مسؤلية صعبة .. النفخة الكاذبة والكبرياء لا تنفع .. ياريت نرجع ونكون مثل الصغار .. صحيح الجسد الشايخ الذى تهدم مع الزمن لا يعود ثانية .. هذا يقول عنة بولس الأنحلال (وقت أنحلالى قد حضر) خلاص أنا كبرت والأن أسكب سكيبا .. طب كيف نرجع للطفولة ؟ بالبراءة , بالصدق , عدم الخبث , عدم الرياء .. الوداعة الحقيقية مش أفتعال التواضع بالكلمات الزائفة أو الفكر المتعجرف أو الواحد يلف ويدور علشان يخرج من المطب او من المشكلة ..... الأطفال الصغار بيتعلموا الكذب أما من المنزل أو من أصدقاء السوءعلشان كدا الأسرة لازم تطمئن أذا لاحظت على طفلها اى تصرف غير عادى خاصة الطفلة البيت .. وتشوف الأسرة المؤثرات من المدرسة , من البيت , من وسائل الأعلام المرئية والمقروءة .. يقول الأنجيل ان اعثرتك عينك فأقلعها .. خير لك أن تقلعها .. أقتلع الفكر الشرير الذى يطاردك .. الفكر الخبيث , الشهوات والمعاملات الرديئة , الحقد والحسد .. كل دة نلغية .. هاتقولوا أذاااااااى؟ دة حولنا المطاردات كثيرة والمحاربات قاسية والمغريات فى كل وقت يقول بولس الرسول ويحى أنا الشقى من ينقذنى من هذا الجسد .. الأنسان فى تكوينة مع شريك متعب (أفكر أعمل الخير الأقى الشر بيحاربنى) علشان كدة يرد الله علية ويقول تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل .. أنت مش متروك للضعف .. بس عليك تطرق الباب وتقول ليسوع أنا فى تجربة .. انا محاصر بأصدقاء السوء .. أنا فقير ماليا طب هتمشى وراء المال والفلوس ياويلك.. أنا فى ضيقة ومحدش بيشفق على .. تسمعة يقول لك محبة المال أصل لكل الشرور أن أبتغاة قوم ضلوا عن الأيمان ..... أصرخ ليسوع تلقى الروح المعزى .. تلقى روح الحق (أنا هو الطريق والحق) يفرحك فى ضيقك
+ نبص للشهداء طبعا كانوا مظلومين وقبلوا هذا الظلم عن طيب خاطر وعن أرتياح .. طب أزاى قدروا يقبلوة؟ لان فية قوة معزية أتية من السماء .. أنت حزين لان قريب لقلبك مات .. طب مين يعزيك ويفتح لك السماء وتشوف حبيبك متهنى بملكوت السموات مع يسوع والقديسين والعذارى الحكيمات فى الأمجاد .. مش الجاهلات اللى يقولوا لسة بدرى , العمر طويل وأول مايشعروا بالتعب يصرخون ألحقونا عايزين نروح الكنيسة , عايزين صلاة مسحة المرضى .......ألخ
+ احب اقول لكم ان صلاة مسحة المرضى بتتعمل فى الكنيسة فى نهاية الصوم الكبير للشعب كلة وقانونا لا تعمل فى المنازل الأ لمن كان قريبا من الموت .. لانها سر من أسرار الكنيسة والأعتراف أيضا لا يتم ألا فى الكنيسة وأمام الله وامام هيكلةالمقدس فيسمع الشخص على لسان الكاهن كلمة مغفورة لك خطاياك .. بنسمع أحيانا أن بعض الكهنة يروحوا البيوت ويأخذوا أعترافات .. طب بالنسبة للمريض أيوة سر مسحة المرضى أعملة فى الوقت نفسة قد يكون هذا الأنسان من اللازم لة الأعتراف بخطيتة التى تكون سبب لمرضة .. الرب يسوع قال للمفلوج مغفورة لك خطاياك .. فالخطية كانت سبب لمرضة فلما يعترف يرفع الله عنة المذلة ويشفية من مرضة وحتى ولو ظل المرض موجوداَ يكفى ان يشعر ان هناك بركة داخلية قد حلت فى اعماقة وروح الله بدأ يرف حولة يهزة, ويبكتة, ويؤهل نفسة ويتأهب لاستقبال السماء .. القبر يوضع فية الجسد لكن الروح تلتقى بعد صعودها بالملائكة والقديسين .
+ فسر مسحة المرضى لا يعمل الا فى الكنيسة وكذلك الاعترافات .. وكذلك سر الزواج مش يجى واحد من الكنيسة ويقول عايز اتجوز انسانة مختلفة عنى فى الدين لان دة سر هل نؤسسه على خطأ.. دة عقد خطأ , والارتباط يكون غير روحى يعنى انة غير متمم امام الله وبواسطة كاهنتة .. انا بقول لاولادى فى الكنيسة يفهموا أن هى ورثتهم بدم ثمين دم القديسين .. دم مارمرقس سال فى الأسكندرية وجرى لغاية ماوصل لاسيوط .. كنيستكم دى اتبنت بالدم ( والغلب والشقاء) بالطلبات والمذلة والمهانة .. كانوا بيقولوا مالكمش حق تصلوا لكن ربنا اشفق علينا وبيجمعنا فى الكنيسة وبيعمل معجزات والأهم من كدة أن المعجزات تتم فى قلوبنا.. أن روح الله يملأ كياننا , يحركنا , يهزنا هزة عميقة لكى نستيقظ من نومنا , من غفلتنا , ونحاسب انفسنا على كل صغيرة وكبيرة .. ماننتظرش حد يحاسبنا .. اجى فى المساء أقدم كشف حساب عن ما حدث طوال اليوم أن كنت غلطت فى حق فلان أقول لة ماتزعلش منى , حقك علي .. حتى ولو كان هو غلطان فى حقى بروح المحبة وروح الصفح وروح التسامح .....
+ روح الله القدوس يملأ حياتنا وهو القادر ان يعطينا من فرط حبة وحنانة أرشاد .. ويعطينا كمان نعمة ويفرحنا .. ويعزى الحزين ويشبع الفقير والغنى يعطية قناعة لانة جعلة امين على المال .. اشكر الله كل ماكلن هناك يدعوا للمساهمة فى عمل الخير .. ليملأكم الرب من الحكمة والنعمة لنسلك كما يرضى صلاحة والية نضرع قائلين
أبانا الذى فى السموات...
