49فقالَ لَهُما: ((ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟
أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي ؟))
" يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟" فتشير إلى الكلمات الأولى
الّتي ينطق بها يسوع في بشارة إنجيل لوقا، بل والوحيدة
على مدى فترة الثَّلاثين سنة وبها يدرك يسوع لدوره بصفته
ابن الله، ورسالته أن يتمم مشيئة أبيه، الآب السَّماوي.
فكان انشغاله دائما بما لأبيه ولم يكن يشغله شيء آخر.
وهذا ما كان ينبغي لأبويه أن يعلماه.
ويعلق القديس كيرلس الكبير
" يشير المسيح هنا إلى أبيه الحقيقي ويكشف عن ألوهيَّته.
هنا يذكر لأوّل مرّة علانية من هو أباه الحقيقيّ، ويُعلن عن لاهوته
هو نفسه، وعلمّ مريم أنَّها قد صارت أداة للتدبير بولادته بالجَسد،
ولكنّه بالطَّبيعة والحقيقة هو إله وابن الآب الذي في السَّماء".