منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2017, 05:49 PM
 
souad jaalouk Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  souad jaalouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123471
تـاريخ التسجيـل : Jun 2017
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : لبنان
المشاركـــــــات : 17,073

كنا نردّد “شربل سكران بالله” واليوم رح نردّد “لبنان سكران بشربل”

الحَبِيسُ شربل وفي قُدّاسِه الأخير بأعوامه السّبعين، رِيحُ الكَوانين تَعْصِفُ، والهواءُ يَقْذِفُ الزّمْهَرِيرَ مِنْ نافِذَةِ المَحْبَسَةِ وبابَيْهَا الخاوِيَيْن، يَهِمُّ بارْتِداءِ حُلَّةِ القُدّاسِ، غارِقًا في صلاتِهِ العَقليّة.



شربل يعانق المسيح من محبسة عنايا لبنان:



إلى المَذْبَحِ يَصْعَدُ كما المسيحُ إلى الجُلجُلة. عَقْلُهُ وقلبُهُ وحواسُّهُ، كُلُّ كِيانِهِ يَغْمُرُهُ شُعورٌ أحد: أَلفداءُ بالصّليب، أَلفداءُ الذي يُسْهِمُ فيه بِسِرِّ القُدّاس. في مَدى عَينَيهِ وَمِلْءَ رُوحِهِ فِكرَةٌ أنْضَجَتْها أرْبَعون سنةً في الكهنُوت: ذبيحَةُ الجُلْجُلَةِ تتجدَّدُ، تَسْتَمِرُّ، تتمَدَّدُ في ذَبيحَةِ القُدَّاس، فتَشمَلُ جميعَ أعضاءِ الكنيسةِ في كُلِّ زَمانٍ ومكان.



سيَشترِكُ، مَرَّةً أُخرَى، اشتِراكًا فعَّالاً، حَيًّا، في عَمَلِ المَسيحِ الفِدائيّ. يَصْعَدُ بقلبٍ مضطرِمٍ لكي يمُوتَ سِرّيًّا – وفِعْلِيًّا هذِه المَرّة – معَ المسيحِ القُربان. عندَ التّقديس، يُمسِكُ خُبْزَ التّقْدِمَةِ بصُعُوبَةٍ لِشِدَّةِ الصَّقيعِ يَنْهَشُ جِسْمَهُ. وَفجأةً يَشْعُرُ بِجَسَدِهِ يتجمَّدُ حتّى مَفْرِقِ الرُّوحِ والعِظام. لاحَظَ رفيقُهُ، الأبُ مَكاريُوس، عَجْزَه عَنْ إكمالِ قُدّاسِه، فأعانَهُ على تَرْكِ المَذْبَحِ ليرتاحَ قليلاً. إنّها السَّقطَةُ الأُولى على طريقِ الجُلْجُلة. بعدها بقليل، يَعُودُ الحَبيسُ إلى المَذْبَحِ ويُتابِعُ القُدّاس. يَلفُظُ الكلامَ الجَوهريَّ وهو يتلو: يا أبَا الحَقّ… لكِنَّ الدَّاءَ يَعْتَريه مُجدّدًا بِقُوّةٍ فَيُعجِزُهُ عَنِ المُتابَعَة. لَبَثَ كأنّه مُسَمَّرٌ في جُمُودِهِ، مُعَلّقًا عينَيهِ بأسرارِ الفادي. تقدَّمَ الأبُ مكاريوس مُحاوِلاً نَزْعَ الكأْسِ والقُربانِ مِنْ يَدَيه، فتكَمّشَتا بهما. “تْرِكلي الكاس، عْطيني القربان”، قالَ الأب مكاريوس.



بَذَلَ جَهْدَهُ لأخذِهِما وإنْزالِه عَن المَذبَحِ واقتيادِه إلى قلاّيَتِه. هذه سَقْطةٌ أخرى تحت الصّليب: لقد أُصيبَ الحَبيسُ بالفالِج.



ها هو، طيلة ثمانية أيّام، يُقاسي آلامَ الاحتضار هادئًا، ساكنًا، على الرّغمِ مِنَ الأوجاع. لكأنّه احتِضارُ يسوعَ على الصّليب: أُحضِرَ له حَساءٌ مُعَدٌّ “بسَمن” لِتقْوِيَتِه؛ ما إنْ شَمَّ رائِحَةَ هذه المادَّةِ التي حَرَمَ نَفْسَهُ منها طُولَ حياتِهِ الرُّهبانيّة، حتّى رَدَّ القَصْعَةَ بلُطْفٍ: أرادَ أنْ يَظلَّ أمينًا لِقانُونِهِ حتّى الموت.



في نزاعِهِ، لم يَبْرَحْ، ما دامَ قادِرًا على تحريكِ شَفَتَيْهِ ولِسانِه، يُتابِعُ قُدّاسَه. “أمّا الرُّوحُ فمُسْتَعِدٌّ، وأمّا الجَسَدُ فضعيف” (مرقس 14/ 38). إنّه يُرَدِّدُ الصّلاة التي لم يَستَطِعْ أنْ يُكَمِّلَها في القُدّاس: “يا أبا الحقّ، هوذا ابنُك ذبيحةٌ تُرضيك…” عن أيّةِ ذبيحةٍ يُعَبِّرُ الكلام؟ ذبيحةُ المسيحِ واحدة، هي ذبيحةُ يسوعَ مائتًا على الصّليب…



آلامُ البشرِ عَبْرَ جميعِ الأجيال لا معنى لها إلاّ باتّحادِها بهذه الذّبيحة. ساعةَ يَحْتَضِرُ الحبيسُ المُطيعُ، الفقيرُ، العَفيفُ، في عُمْقِ حُبِّهِ لِلمسيحِ المَصلوب، شائلاً بالدُّنيا حِقبًا وأصقاعًا، نُهُوضًا صَوبَ الآب، تَتَّحِدُ الذَّبيحتانِ في فِعْلِ حُبٍّ واحِدٍ يُهيبُ بالخليقةِ، أرضًا وسماء، إلى نشيدٍ كَوْنيٍّ يتعالى مُسْتَجيرًا بالذي لا قبْلَهُ قبل، ولا بَعْدَهُ بعد: “هوذا التّقدمة، هذا ابنُكَ الحبيب، يا أبا الحقّ…”.



مع هذه الكلماتِ مُضافًا إليها اسمُ يسوعَ ومريمَ ويوسُف، وبطرُسَ وبولُس، شفيعَي مَحْبَسَةِ عنّايا، طارَتْ رُوحُ شربل، حُرَّةً، طليقةً، عائدةً إلى ديارِ الآبِ كعودَةِ قطْرَةِ النَّدى إلى الخضمّ الأوسَع. كان ذلك، عَشيّةَ عيدِ الميلاد، في الرّابعِ والعشرينَ مِن كانون الأوّل، عام 1898.



عَن ضيافِ نهرِ الزّمان، تعالَتْ نغمَةٌ فريدة. إنضمَّتْ إلى نشيدِ الملائكةِ يهتفون: “ألمجدُ للهِ في الأعالي” ويُبشِّرونَ: “لقدْ وُلِدَ لكم مُخلِّص…”.



نشيدُ نِصْفِ اللّيلِ في أعماقِه، ليلُ الكوانين، ليلُ العواصِفِ والثُّلُوج، راحَ مُتعاليًا يتباهى بقولٍ: إنَّ في ظُلْمَتِي سِرًّا أعمَقَ مِمّا يَظُنُّ النّهار، سِرًّا سيتجلّى يومًا على الأشهادِ فتَلْهَجُ بعظائمِه الدُّنيا.



وانْبَرى التاريخُ يُسَطِّرُ وجْهَ شبهٍ جديدًا بين طِفْلِ المِذْوَدِ وحبيسِ عنّايا: سيكونُ لِكِلَيْهِما ميلادُهُ في اليومِ بالذّات: ميلادُ يسُوعَ على الأرضِ وميلادُ شربلَ في السّماء.

ميتَةٌ رائعةٌ على تواضُعِها، سماويّةٌ على جُلجُلَتِها، يَغارُ منها الملائكةُ لو كانوا يَمُوتُون…







“أنا مار شربل لبنان”هكذا يعرف قديس لبنان عن نفسه:



الأب لويس مطر، والمسؤول عن تسجيل شفاءات ومعجزات القديس شربل يقول إن القديس شربل عرف أن لا خلاص في هذه الحياة إلّا من خلال الله، لهذا لم يتمسّك بأي شيء آخر في هذه الحياة الفانية، لم يعبد بشر، لم يعبد شهوات، بكليّته توجّه إلى الله، عاش بعلاقة مباشرة معه حتى وصل إلى وقت سكر بالله، وأجمل لقب أعطي له “شربل سكران بالله”.



هذا الرجل الذي أعطى حياته كلّها للرب، كان رجل صمت، رجل صلاة، رجل تقشفات وإيماتات، لم يهتمّ بوضع جسده الصحي أو الإهتمام بذاته، فعاش 23 سنة في صقيع المحبسة من دون تدفئة، راكعاً على طبق من قصب حتى غرز القصب في رجليه، رابطاً المسح على بطنه من شعر الجداء بحبل شائك حتى دخل الشوك بطنه، مات وكان وزنه 45 كلغ فقط.



هذا الشخص الذي كان نكرة على أرضنا، ربح في توجّهه إلى الرب، لا يرفض الله طلباً له، فالشفاءات طبعاً تتم على يد الرب قديسون كثر يُرفعون على مذابح الكنيسة، لكننا نشعر أنّ شربل مختلف.

رجل لبناني مقيم في كندا وفاعل خير كبير أخبرنا عنه الأب مطر، أصيب هذا الرجل بمرض السرطان في حنجرته وكان على شفير الموت في غرفة المستشفى. ووفق التقارير الطبية، لم يبق من حياته سوى أيام معدودة. وفي أيامه الأخيرة هذه، الساعة الرابعة صباحاً، يدخل إليه راهب، يهزّه بيده، قم. قال له الراهب: أنا جايي اشفيك. سأله الرجل: ومن أنت. قال له الراهب: أنا مار شربل لبنان. ويضع مار شربل يديه على حنجرته فزال المرض للتو.شفاه مار شربل ليكمل عمل الخير الذي يقوم به.

عاد الرجل إلى لبنان وجثا أمام قبر القديس لساعتين، وقال: لن انس لبنان طالما حييت.



مار شربل سفير لبنان في العالم:



هذا هو القديس شربل، “سكران بالله” و“لبنان سكران بشربل” حسبما جاء في كتاب “شربل إنسان سكران بالله” للأب بولس ضاهر. شربل سفير الله على هذه الأرض وسفير لبنان في المعمورة كلها، وإن بقي كثير من المسيحيين في لبنان فهو بفضل شربل، وإن عاد لبنانيون الى لبنان فهو بفضله.

فلتكن شفاعته معنا
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعينا نردّد لك ألف مرّة إننا نحبك ونريد أن نحبّك دائماً
زوّادة اليوم: نردّد هالصّلا مع بادري بيو : 3 / 6 / 2020 /
مار شربل... سكران بالله
شربل سكران بألله
اجابات طالب سكران في الامتحان


الساعة الآن 09:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024