رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولد القديس يوحنا المعمدان من والدين تقيين وهما الكاهن زكريا وأليصابات وبينما زكريا يصلي في الهيكل ويبخر ظهر له ملاك الرب قائلا ً لاتخاف يا زكريا لأن طلبك قد تحقق وستلد زوجتك أليصابات إبنا ً وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وإبتهاج وسوف يكون عظيما ً أمام الرب وخمرا ً ومسكرا ً لايشرب فقال له زكريا كيف يتم هذا وأنا شيخ وزوجتي متقدمة في العمر فأجاب الملاك قائلا ً ستكون صامتا ً ولاتقدر أن تتكلم لأنك لم تصدق كلامي .وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات وأخفت نفسها خمسة أشهر وفي الشهر السادس حبلت السيدة العذراء وذهبت لزيارة نسيبتها أليصابات ومكثت عندها ثلاث أشهر ولما تم ولادة أليصابات فرح الجميع وفي اليوم الثامن جاء ليختنو الصبي ويسموه بإسم زكريا فأجابت أمه لا بل يسمى يوحنا ثم طلب من أبيه فطلب لوح وكتب عليه اسم يوحنا فتعجب الجميع وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله .لقد نمى الصبي بتقوى من الروح القدس وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل وكان يقول : توبوا وأصلحوا حياتكم وأعتمدوا في الأردن لمغفرة الخطايا كل ذلك ليتحقق قول النبي أشعيا : صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب .فلما كان الجموع يأتون إلى يوحنا ليعتمدوا وكانوا يظنون أنه المسيح صرخ وقال : أنا أعمدكم بالماء ولكن يأتي من بعدي من هو أقوى مني أنا لا أستحق أن أحل سيور حذائه فهو يعمدكم بالروح القدس.ولما بلغ السيد المسيح سن الثلاثين ذهب لنهر الأردن وإعتمد من يوحنا المعمدان وللحين انحدر عليه الروح القدس في صورة جسمية مثل حمامة وجاء صوت من السماء يقول : أنت ابني الحبيب بك سررت .وفي تلك الأيام تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجت أخيه وكان هيرودس يخاف يوحنا وقد قال له يوحنا لايجوز الزواج بزوجت أخيك فهذا لايحل لك لذلك سجن هيرودس يوحنا وكانت هيروديا حاقدة على يوحنا من ذلك وفي عيد ميلاد المك هيرودس دعا العظماء والقواد لعشاء فاخر ودخلت ابنة هيروديا لترقص فسر هيرودس الملك والمتكئين معه وقال الملك لها أطلبي ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو نصف مملكتي وأقسم على هذا أما الجمع فخرجت الصبية لعند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق فحزن الملك جدا ً لأجل القسم فللوقت أرسل الملك سيافا ً وأمره أن يؤتى برأسه وأتي برأسه للصبية والصبية أعطته لأمها .بعد ذلك أتى تلاميذه ورفعوا جثته ووضعوه في القبر وقبره الأن في الجامع الأموي في مدينة دمشق .
التعريف بة - ميلادة القديس يوحنّا المعمدان هو الشخصيّة الوحيدة, بعد القدّيسة مريم العذراء, الذي خصّصت له الكنيسة عموماً أعياداً عدّة في السنة: الحبل به (23 أيلول)، ومولده (24 حزيران)، وقطع رأسه (29 آب)، وتذكار جامع له (7 كانون ثاني)، وتذكار وجود هامته (ثلاث مرّات)، ممّا يدلّ على أهمّيّته في تاريخ الكنيسة وعلى تأثّر المؤمنين بشخصيّته المتميّزة التي جعلت الكنيسة تطلق عليه ألقاباً عدّة، فهو الملاك المرسَل, والنبيّ, والسابق, والصابغ –أي المُعمِّد-, والمنادي بالتوبة, والغيور, والشاهد, والمشهود له, وغيرها.اسم يوحنّا في العبريّة يعني “الله يحنّ” أو بتعبير آخر “الله الحنّان”. والحنان قيمة من قيم الأبوّة والأمومة.عرَّف يسوع عليه بالكلمات التالية ” لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.” متى 11: 9-11 ولد يوحنا المعمدان من أبوين بارّين هما زكريا الكاهن وامرأته اليصابات (لوقا 1: 5). كلاهما كانا طاعنين في السن ولم يكن لهما ولد, وكانت اليصابات عاقرا (لوقا 1: 7). وفي احد الأيام بينما كان زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية ظهر له ملاك الرب وبشّره بأن اليصابات ستلد ابنا وسيدعى اسمه يوحنا، وسيكون عظيما أمام الرب… يمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه، ويردّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم، ويسير أمامه وفيه روح إيليا وقوته… ويهدي العصاة إلى حكمة الأبرار فيعد للرب شعبا متأهبا (لوقا 1: 13-18). تعجب زكريا وطلب من الملاك أن يعطيه آية (لوقا 1: 18)، فأجابه الملاك:” أنا جبرائيل القائم لدى الله، أُرسلت إليك لأُكلمك وأُبشرك بهذه الأمور وستصاب بالخرس، فلا تستطيع الكلام إلى اليوم يحدث ذلك لأنك لم تؤمن بأقوالي وهي ستتم في أوانها” (لوقا 1: 19 – 20). تم ما قاله الملاك، وخرج زكريا من الهيكل فلم يستطع أن يتكلم (لوقا 1: 22)، وحملت اليصابات (لوقا 1: 24). وبعد ستة أشهر أتت إلى اليصابات نسيبتها مريم – أم يسوع – ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات، فلما سمعت سلامها ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها “مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك… فما أن وقع صوت سلامك في إذني حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني” (لوقا 1: 39 – 44) .وفي اليوم الثامن بعض ولادة الصبي دعي يوحنا (لوقا 1: 57 – 63)، كما قال الملاك (لوقا 1: 13). وكان الطفل يترعرع وتشتد روحه وأقام في البراري إلى يوم ظهور أمره لإسرائيل (لوقا 1: 80). وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وحول وسطه زنار من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (متى 3: 4). أوّل ما يطالعنا في الكتاب المقدّس عن يوحنّا المعمدان أنّه كان يتنبّأ بمجيء السيّد المسيح واقتراب ملكوت السموات. فكان يصرخ: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 3: 2) معلناً مجيء المسيح بهذه: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مرقس 1: 7-8).يوحنّا المعمدان هو النبيّ الخاتم للعهد القديم، هو الأخير في سلسلة الأنبياء الذين تحدّثوا عن مجيء المسيح المخلّص.إحدى مهامّ يوحنّا الأساسيّة تكمن في إعداد الشعب لاستقبال المسيح الآتي. وفي هذا السياق يكون يوحنّا هو الملاك الذي تحدّثت عنه نبوءة ملاخي: “هاأنذا أرسل أمام وجهي ملاكي فيهيّئ الطريق أمامي” (3: 1)، أمّا في إنجيل متّى فقد ورد: ” هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ” (11 :10). تجدر الإشارة إلى أنّ استبدال ضمير المخاطب بضمير المتكلّم في الآية دليل على المساواة التامّة الكائنة بين الآب والابن. لذا، تصوّر الكنيسة يوحنّا في أيقوناتها ملاكاً مرسَلاً من الله: ” كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا” (يوحنا 1: 6).يوحنّا هو الشاهد الأساسيّ على مجيء المسيح، وهذا ما قاله عنه القدّيس يوحنا الإنجيلي في فاتحة إنجيله: ” هَذَا (المعمدان) جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ ” (1: 7-9).هذه الشهادة للمسيح تكتمل بعد معموديّته من يوحنّا، حيث شهد يوحنّا قائلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ» (يوحنّا 1: 32-34). يشهد يوحنّا هنا أنّ الله الذي أرسله (يوحنّا 1: 6) ليعمّد في الأردنّ، هو قال له إنّ الذي سينزل عليه الروح القدس هو المسيح، فرأى وآمن وشهد.يوحنّا هو أيضاً مثال التلميذ الأمين الزاهد بالسلطة وبكلّ أمجاد هذه الدنيا الفانية. لقد دعا تلاميذه إلى تركه والالتحاق بالمسيح. لم يصنع لنفسه اتباعاً، بل أعدّ تلاميذه ليكونوا أتباعاً للمسيح فقط. فهو القائل عن المسيح: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. هذا الذي قلتُ فيه: يأتي بعدي رجل قد تقدّمني لأنّه كان من قبلي”(يوحنّا 1: 29-30). وبناء على هذا الكلام، طلب يوحنّا إلى تلاميذه أن يتبعوا يسوع فتبعوه (يوحنّا 1: 37).والشهادة الأخيرة ليسوع يعطيها يوحنّا المعمدان عندما يقول: “يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ ” (يوحنّا 3 :30). أي أنّ هذا القدّيس لم يرد أن يكبر بحيث يحجب يسوع، بل تواضع فكبر بتواضعه وأبرز المسيح للناس. وهذا له مدعاة فرح بأن يمّحي لكي يظهر المسيح نوراً للعالم. وهو نفسه يقول: “مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذاً فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ” (يوحنّا 3: 29) العريس هو المسيح والعروس هي الكنيسة، ويوحنّا يفرح بالعروسين لكي ينال هو أيضاً إكليل المجد.ترتبط مهمّة يوحنّا ارتباطاً وثيقاً بالتوبة، فنراه يشدّد على التوبة كأساس للدخول في ملكوت السموات: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات”. وتمهيد طريق المسيح لا بدّ أن يعبر أيضاً في توبة الشعب المزمع أن يستقبله: “صوتُ صارخٍ في البرّيّة: أعدوا طريق الربّ واجعلوا سبله قويمة”(لوقا 3: 4). لذا كان يقول للجموع التي كانت تأتي إليه لتعتمد عن يده: “فأثمروا إذاً ثمراً يدلّ على توبتكم” (لوقا 3: 8).في ذلك الوقت أتى يسوع من الجليل إلى الأردن ليعتمد على يد يوحنا، وبينما هو خارج من الماء رأى يوحنا السموات تنشقّ والروح ينزل عليه كأنه حمامة (مرقس 1: 9- 10)، فقال يوحنا:”هذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم…أنا لم أكن اعرفه، ولكني ما جئت أُعمد في الماء إلا لكي يظهر أمره لإسرائيل… والذي أرسلني أُعمد في الماء هو قال لي: إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يُعمد في الروح القدس. وانا رأيت وشهدت انه هو ابن الله ” (يوحنا 1: 29- 34). خبر قطع رأس القديس/النبي يوحنا المعمدان ورد في الأناجيل الثلاثة الأولى، متّى (14: 1 – 12) ومرقس (6: 14 – 29) ولوقا (9: 7 – 9). الآمر بقطع رأسه كان هيرودوس أنتيباس، رئيس الربع، القيِّم على الجليل والبيريا، وهو ابن هيرودوس الكبير. حكم كملِك ما بين العامَين 4 ق.م و39 ب.م.هذا تزوّج من امرأة اسمها هيروديا. زواجه لم تكن تجيزه الشريعة لأنّ هيروديا كانت امرأة أخيه فيليبس.فيليبس هذا هو غير فيليبس رئيس الربع على إيطورية وتراخونيتيس، المذكور في لوقا 3: 1، وهو أخ هيرودوس من جهة أبيه دون أمّه.فيليبس كان قد أنجب من هيروديا ابنة هي سالومي.سالومي غير مذكورة في الأناجيل بالاسم، فقط معرَّف عنها بـ “ابنة هيروديا”. اسمها ورد لدى المؤرِّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس.الشريعة تقول صراحة: “عورة امرأة أخيك لا تكشف” (لاويين 18: 16) و “إذا أخذ رجلٌ امرأة أخيه فذلك نجاسة” (لاويين 20: 21).يوحنّا كان يقول لهيرودوس: “لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك” (مر 6: 18) ويوبّخه لجميع الشرور التي كان هيرودوس يفعلها (لوقا 3: 19).فحنِقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر (مر 6: 19). لماذا لم تقدر أن تقتله؟ “لأنّ هيرودوس كان يهاب يوحنّا عالماً أنّه رجل بار وقدّيس وكان يحفظه” (مر 6: 20).متّى الإنجيلي يقول قولاً آخر. يقول إنّ هيرودوس “أمسك يوحنّا وأوثقه وطرحه في سجن من أجل هيروديا” (مت 14: 3). ويقول أيضاً إنّ هيرودوس أراد أن يقتل يوحنّا لكنّه “خاف من الشعب لأنّه كان عندهم مثل نبيّ” (مت 14: 5).رغم ذلك كانت هيروديا تتحيّن الفرص لتتخلّص منه إلى أن كان “يوم موافق” (مر 6: 21) تمكّنت فيه من إرواء غليلها. ذلك اليوم كان يوم ميلاد هيرودوس. صنع الملِك عشاء “لعظمائه وقوّاد الألوف ووجوه الجليل” (مر 6: 21). وفي العشاء دخلت ابنة هيروديا ورقصت في الوسط فسرّت هيرودوس والمتّكئين معه. ومن ثمّ وعد بقسم أنّه مهما طلبت يعطيها (مت 14: 7) “حتى نصف مملكتي” (مر 6: 23)، على حدّ تعبيره.النصّ في مرقس يقول إنّها خرجت “وقالت لأمّها ماذا أطلب. فقالت رأس يوحنّا المعمدان” (مر 6: 24)، فيما يبدي متّى الإنجيلي أن الابنة كانت قد تلقّنت من أمّها (مت 14: 8). لذلك حالما أقسم هيرودوس بأن يعطيها مهما تطلب أجابته للوقت بسرعة: “أعطني ههنا على طبق رأس يوحنّا المعمدان” (مت 14: 8).هذا أحزن الملِك حزناً شديداً. لماذا؟ ربما لأنّه خاف العاقبة من جهة الشعب (مت 14: 5) وربما لأنّه كان يهابه ويوقّره ويسمعه بسرور (مر 6: 20). أنّى يكن من أمر فإنّه، “من أجل الأقسام والمتّكئين معه” (مت 14: 9)، وجد نفسه مجبراً على الإيفاء بما وعد، وكلام الملوك لا يُردّ، فأمر أن يُعطى (مت 14: 9) وأرسل سيّافاً وأمر أن يُؤتى برأسه (مر 6: 27).فمضى السيّاف وقطع رأس يوحنّا في السجن (مر 6: 28). ثمّ أتى برأسه على طبق وأعطاه للصبيّة والصبيّة أعطته لأمّها.فلما “سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثّته ووضعوها في قبر” (مر 6: 29). هذا ما يوافينا به كل من متّى ومرقس الإنجيليَّين.أما لوقا فأشار إلى قطع رأس يوحنّا في معرض الكلام على يسوع. فإنّه إذ بلغ هيرودس الملكَ جميعُ ما كان من يسوع والقوّات التي كانت تجري على يديه، وإذ تناهى إليه ما كان الناس يقولونه عن يسوع إنّه يوحنّا المعمدان، قد قام من الأموات، أو إنّه إيليا ظهر أو نبيٌّ من القدماء قام، ارتاب وقال: “يوحنّا أنا قطعت رأسه. فمَن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذا. وكان يطلب أن يراه” (لو 9: 9).هنا يشار إلى أنّ متّى ومرقس يعطيان الانطباع أنّ هيرودوس هو الذي ظنّ أنّ يسوع هو يوحنّا قام من الموت. لذلك جاء عن الملك، في متّى، أنّه قال لغلمانه: “هذا هو يوحنّا المعمدان. قد قام من الأموات ولذلك تُعمل به القوّات” (مت 14: 2). والقول في إنجيل مرقس شبيه بهذا (مر 6: 14).في التعليقات على قول هيرودوس لغلمانه: “هذا هو يوحنّا المعمدان…” يعتبر القدّيس يوحنّا الذهبي الفم أن في موقف الملك “إجلالاً وخوفاً في آن معاً”، وأنّ في مهابة هيرودوس دليلاً على عظمة الفضيلة وتأثيرِ يوحنّا فيه رغم توبيخه له. حتى الأشرار يُعجَبون بالفضيلة ويمدحونها. من هنا، في نظر الذهبي الفم، حُزْنُ هيرودوس. ولا يفوت قدّيسَنا أن يشير إلى مكائد الشرّير من خلال الرقص والسُكر. ففيما أضحت ابنة هيروديا متورّطة من خلال الرقص في جريمة من أبشع الجرائم التي تحدّث عنها التاريخ، أطلق هيرودوس، بتأثير الخمرة والخلاعة والمجد الباطل، قَسَماً جعله، خلافاً لقناعته، قاتلاً لأعظم مواليد النساء. وفي التعليقات على قطع رأس المعمدان أيضاً ما أورده القدّيس غريغوريوس بالاماس في شأن سماع هيرودوس ليوحنّا بسرور. قال: “ما كان يقوله مرقس إن هيرودوس كان يسمع ليوحنّا معناه هو التالي: في الأدوية يحصل ما يناقض التعاليم الروحيّة. نشعر بمرارة الدواء لكنّنا نتناوله بداعي فائدته. أما فيما يتعلّق بالتعاليم الروحيّة فهي عذبة ولكن الذين يشتعلون بالرغبات الشرّيرة لا يتقبّلونها بسبب عداوتها لهم. ربّما كان هيرودوس يسمع له في البداية (مر 6: 20)… لكنّه كره التوبيخ فنسي النصائح الأوّلية واتّفق مع هيروديا من أجل القتل. وكان يخاف من الجمع (مت 14: 5) لا بسبب إمكانية ثورتهم بل بسبب مجرّد حكمهم عليه، لأنّهم كانوا يعتبرونه نبيّاً. كانت فضيلة يوحنّا مشهورة وكان هيرودوس يحبّ المجد فخاف من حكم الجمع، لذلك كان يقدّم المديح ليوحنّا ظاهرياً “. وفي حديث القدّيس غريغوريوس عن المجد الباطل وتأثيره فينا يقول كلاماً مفيداً معبِّراً. يقول: “يعاني ذهننا (Nous)… هذا المرض! فمع أنّه أُبدع من الله ملكاً ومتسلّطاً على الأهواء، عندما ينجذب… من المجد الباطل… يُقاد إلى أعمال شاذّة وعواقب وخيمة. هكذا فإنّ كل واحد، مستعبَد للخطيئة والشهوات، عندما يُوبَّخ من ضميره يتضايق أول الأمر. لذا يحبسه (يحبس ضميره)، بمعنى، كما فعل هيرودوس بيوحنّا رافضاً أن يسمع له، غير مريد أن يتّبع الأقوال الناهية عن الخطيئة. وعندما تتسلّط عليه الشهوات بحضور هيروديا، وهي فكر الخطيئة الكامن في النفس، عندها تنتزع الشّهوات هذه كلام النعمة المزروع في النفس أي الضمير فتقضي عليه وتقتله نقضاً للكتاب المقدّس ولكلمة الله كما حصل لهيرودوس بالنسبة ليوحنّا”. يُذكر أن قطع رأس القديس يوحنا المعمدان كان في قلعة ماخاروس (مكاور – الآن) بقرب البحر الميت من الجانب الأردني, وأن هيرودوس الملك جرى نفيه إلى ليون في فرنسا سنة 39 م. وإلى هناك تبعته هيروديا. كما يُشار إلى أنّ عيد قطع رأس القديس يوحنا المعمدان جرى الاحتفال به، أول الأمر، في القسطنطينية وبلاد الغال (فرنسا) ثمّ انتقل إلى رومية. وهو يوم صوم بخلاف سائر الأعياد. في الاحتفال بعيده اليوم تُرتل الكنيسة الأرثوذكسية فيما ترتّل: “إن قطع رأس السابق المجيد صار بتدبير إلهي ليَكرز للذين في الجحيم بمجيء المخلّص…”. 1-قـُرب يوحنا المعمدان من السيد المسيح.2-خادم أمين ومعلم عظيم.3-مملوء من الروح القدس.4-شهادته من أجل الحق. القديس العظيم يوحنا المعمدان كان قريب جدا من المسيح ولا أقصد أبدا القرب الجسدي ولكن أقصد قرب قلب يوحنا المعمدان من قلب المسيح مثل داود (وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي) هكذا كان يوحنا فإرادة ربنا (ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون) وكان يوحنا المعمدان هكذا أيضاً فنادى وقال (توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات)فكان هذا يدل على رغبته الحقيقية لكي يخلص الجميع وكان أيضاً (صوت صارخ في البرية) هو الصوت الذي سبق صوت الراعي ولذلك مدحه السيد المسيح قائلاً "لكن ماذا خرجتم لتنظروا، أنبيًا؟ نعم أقول لكم، وأقضل من نبي"ويوحنا المعمدان أفضل من الانبياء لأن الأنبياء تنبأوا ولم يروا الله ولكن يوحنا تنبأ وراى مجده العظيم وقال (هوذا حمل الله الذي يرفع خطيّة العالم) . القديس العظيم يوحنا المعمدان كان خادم أمين غيور مثل إيليا النبي "ويتقدّم أمامه بروح إيليّا وقوّته" النبي القوي ، فيوحنا كان دائما يخدم دون انظر للمظاهر بدليل طعامه وملبسه اللذان يدلان على التقشف وعلى الخدمة بروح قوية ، وكان أيضا له تلاميذ أصبحوا بعد ذلك تلاميذ للسيد المسيح منهم يوحنا الحبيب فهو حقاً خادم أمين ومعلم عظيم . يوحنا كان إنسان مملوء من الروح القدس وهو في بطن أمه ( فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها و امتلات اليصابات من الروح القدس ) وهذا ما جعله حار في حياته وأصبحت علاقته بالسيد المسيح قوية بها شيء مشترك وهو الخلاص للبشرية القديس يوحنا المعدان بذل حياته من أجل الحق فهو خادم الله ولم يشأ أن يرى الخطأ أمامه ويسكت بل وبخ هيرودس عما فعله (زواجه من زوجة أخيه) حتى تمنى هيرودس أن يقتله ولا أطالب أحد أن يذهب لكل مخطيء ويقول له أنت مخطيء في وجه ، ولكن كثيرا ما تطلب شهادة من أحد ويشهد كذب من أجل مجاملة الآخرين فإن راجعنا كلامنا نجد أن كثير من المجاملات جزء منه كذب ولكن (ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس) وحزن أيضا السيد المسيح عندما قتل على يد هيرودس وظل يصلى منفرداً فإنه (عظيم في عيني الرب موت أتقيائه). القديس العظيم يوحنا المعمدان أعظم بكثير من هذه السطور فإنه أعظم أشخص بين مواليد النساء وصوت صارخ في البرية وله روح إيليا وشهيد الحق والذي قطعت رأسه من أجل رقصة قذرة ومن أجل كبرياء ملك غير حكيم فإن كان هذا هو إكرام هذا العظيم في الأرض فأين نكون نحن ، نحن الخطاة ، هو كان يعلم أن ليس له مكان على الأرض ولكن مكانه في السماء فإستحق شهادة من السيد المسيح له كل مجد لأن من يعترف بالسيد المسيح على الأرض يعترف به في السماء وفي الأرض أيضاً ... إستشهاده (2توت) ظهور جسده (2بؤونة) ميلاده (30 بؤونة) وجود رأسه ( 30 أمشير) *سابق ارسل ليمهد الطريق للرب (ليسير أمامة)متي 1: 17*والصابغ :لانة يمثل انبياء العهد القديم (لكي يتمم كل بر )متي 3: 15 فيحول رموز العهد القديم الى حقيقة من معمودية الماء الى معمودية الماء والروح التي تجدد الانسان في الاعماق فاستحق ان يشاهد اتمام هذا السر فشاهد الروح منحدرة على الابن الحبيب وحاضناً الماء ليجدد بة الخليقة لبث الحياة ولان الرب شاء ان يحني هامتة ليوحنا ليعتمد منة استحق لقب الصابغ * والمنادي بالتوبة (صوت صارخ بالبرية اعدو طريق الرب مهدو سبلة) لان ملكوت الله لا تدخل الا بالتوبة *والغيور لان غيرتة على كلمة الله جعلة مصيرة شهادة للحق واستشهاد فكان بذلك مقدمة وصورة لموت المسيح *والشاهد جاء للشهادة ليشهد للنور لم يكن هو النور بل ليشهد للنور والمشهود لة بقول الرب الحق اقول لكم انه لم يقم في مواليد النساء اعظم من يوحنا المعمدان (11:11) لما آن الأوان أرسل الآب الحنَّان ملاك ونبي إنسان يوحنا المعمدان ليهيئ القلوب لطريق ابنه المحبوب صارخاً للشعوب يوحنا المعمدان لما أصاب زكريا الدور الكاهن الوقورعلى مذبح البخور يوحنا المعمدان وأثناء الصلاة ملاك الرب أتاه فخاف لما رآه يوحنا المعمدانقال سُمِعت صلواتك وقُبِلت طلباتكو ستحبل إمرأتك يوحنا المعمدان صامتاً يكون فمّك لساعة ميلاد إبنك تكتب اسمه بيدك يوحنا المعمدانأليصابات في صلاة نزع عاري الالهورفع شأني وعلاه يوحنا المعمدان مريم جات في زيارة لنسيبتها البارة قالت يا مختارة يوحنا المعمدان وقت سلامك ليَّا في حشايا يا أم باريّاسجد ابن زكريا يوحنا المعمدان و كبر يوحنا وصار صوت صارخ ليل ونهار يتوِّب الإشرار يوحنا المعمدان بالماء تطهير وعماد قد اقترب الميعادوأكله عسل وجراد يوحنا المعمدان يأتي بعدي وكان قبلي أقدم مني وأزلي بخلاص وفداء أبدي يوحنا المعمدانلست أهلاً بصحيح أحل وقولي صريح سيور حذاء المسيح يوحنا المعمدان ولما يسوع أتاه في الأردن نجاهل نكمّل بر الله يوحنا المعمدانوصعد يسوع في الماء فانفتحت السماء والروح كحمامة جاء يوحنا المعمدانو الآب من عُلوه يُجيب هذا إبني الحبيببه سُررت وعجيب يوحنا المعمدان قال عنه يسوع بجلاء هذا أعظم العظماء بين مولودي النساء يوحنا المعمدان بالأكاليل أحق لأنه شهد بالحققال لهيرودس لا يَحِق يوحنا المعمدان زواجك لا يليق من إمرأة أخيكفوضعه في سجن وضيق يوحنا المعمدانهيرودس يوم ميلاده ولأجل أقسامهأمر فقطع رأسه يوحنا المعمدانيوحنا سابق وشهيد عن يسوع قوله فريدأنا أنقص وهو يزيد يوحنا المعمدانتسبيح اسمك في أفواه كل المؤمنين الكل يقولون يا إله يوحنا المعمدان أعنا أجمعين |
20 - 09 - 2012, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سيرة حياة القديس يوحنا المعمدان
بركه صلواته تكون معانا ميرسى يا مارينا ربنا يعوض تعب محبتك |
||||
20 - 09 - 2012, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سيرة حياة القديس يوحنا المعمدان
شكرا على السيرة العطرة
|
||||
20 - 09 - 2012, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سيرة حياة القديس يوحنا المعمدان
ميرسى كتيييييير على مروركم
|
||||
25 - 09 - 2012, 04:36 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سيرة حياة القديس يوحنا المعمدان
مشاركة مثمرة ورائعة
ننتظر جديدك بمحبة يسووع |
||||
25 - 09 - 2012, 08:25 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سيرة حياة القديس يوحنا المعمدان
ميرسى ياريم على مشاركتك الجميلة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خمسة مشاهد للفرح من حياة القديس يوحنا المعمدان |
سيرة يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن |
القديس يوحنا المعمدان |
مشيئة الله في حياة الإنسان - القديس يوحنا المعمدان |
سيرة حياة القديس الشهيد يوحنا المعمدان |