رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"طوبي للرجل الذي اسم الرب رجاؤه، ولم ينظر إلى الأباطيل ولا إلى الوساوس الكاذبة" [4]. إذ نقبل السيد لمسيح طريقًا لنا نسلك طريق الصليب الضيق، نتمتع بالحياة المطوّبة لأننا لا نضع رجاءنا في الأباطيل الزمنية وخداعات العالم الكاذبة بل في اسم الرب المصلوب. * ها هوذا الطريق الذي تُسرون به ! ها هي الجموع تملأ السبيل الرحب... إنه مؤدي إلى الموت... فإن كثيرين يترجون أن ينالوا خيرات من يديْ الله، ويحصلون على كرامات زائلة مؤقتة، وثروات فانية، وفي اختصار يترجون نوال كل شيء من يديْ الله عدا (التمتع بنوال) الله نفسه! انسوا كل هذه الأشياء، وتذكروا الله نفسه! اطرحوا كل الأمور الأخرى خلف ظهوركم، وتقدموا إلى ما هو قدام (في 3: 14)... ليكن الله هو رجاءكم الذي يقودكم حتى النهاية... ليكن الله رجاءنا، فإن ذاك الذي خلق كل شيء هو أفضل من الكل! الذي خلق كل ما هو جميل أبرع جمالًا من كل جمال! الذي خلق كل ما هو قوي أقوى من الكل! الذي أوجد كل ما هو عظيم، هو نفسه الأعظم! إنه سيكون لكم كل شيء تحبون! تعلموا كيف تحبون الخالق من خلال خليقته التي هي عمله. لا تسمحوا للمخلوقات أن تحجز مشاعركم، فتفقدون ذاك الذي خلقكم أيضًا! طوبي للذي يجعل اسم الرب متكله، ولا يثق في الأباطيل والجنون الكاذب. القديس أغسطينوس * إذ اختبر داود الومضات البراقة الخطيرة على الإنسان قال إن الإنسان الذي يضع كل رجائه في اسم الله هو مُطوّب. فإن مثل هذا الإنسان لا يبالي بالأباطيل والغباوات مادام يُجاهد على الدوام لأجل المسيح، متطلعًا باستمرار نحو المسيح بعينيه الداخليتين. لهذا السبب رجع داود إلى الله وقال: "لا أنظر إلى الأباطيل". السيرك باطل، لأنه بلا نفع! سباق الخيل باطل لأنه يضاد الاهتمام بالخلاص! المسرح باطل... وكما يقول الجامعة: كل شيء باطل! كل ما في العالم! لهذا يليق بالإنسان الذي يرغب في الخلاص أن يرتفع فوق العالم، ليطلب العالم الذي مع الله؛ ليهرب من هذا العالم، ويرحل من الأرض. فإنه لا يقدر إنسان أن يفهم ما هو موجود دائمًا ما لم يهرب من هنا أولًا. لهذا السبب أيضًا إذ أراد الرب الاقتراب من الآب قال لتلاميذه: "قوموا ننطلق من ها هنا". القديس أمبروسيوس لقد وضع المرتل رجاءه في اسم الرب؛ هذا ويُلاحظ أن الكتاب لا يفصل بين الرب واسمه. فعندما سأل منوح الرب عن اسمه، أجابه: "لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟!" (قض 13: 18)، كما قيل في إشعياء: "ويدعى اسمه عجيبًا، إلهًا قديرًا..." (إش 9: 6). فالله نفسه عجيب صانع العجائب (مز 72: 18، 77: 11)، هكذا هو اسمه! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 32 - طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة |
طوبى للرجل الذى جعل الرب متكله |
طوبى للرجل الذي يثق في الرب |
طوبى للرجل الذى جعل الرب متكله |
طوبى للرجل الذي جعل الرب متكله ( مزمور ٤٠ : ٤ ) |