|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء
إنجيل القدّيس متّى 17 / 10 – 13 سَأَلَ التَّلامِيذُ يَسُوعَ قَائِلِين: «لِمَاذَا يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟». فَأَجَابَ وقَال: «أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء. وأَقُولُ لَكُم: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى، ولَمْ يَعْرِفُوه، بَلْ فَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ ٱبْنُ الإِنسَانِ مُزْمِعٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ على أَيدِيهِم». حينَئِذٍ فَهِمَ التَّلامِيذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان. التأمل: “أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء…” ماذا أصلح إيليا في التاريخ؟ وإذا أتى اليوم هل يستطيع إصلاح كل شيء؟! هل يستطيع إيليا أو يوحنا المعمدان أو أحد الانبياء أن يصلح ما خرّبه الإنسان في عقل الإنسان ونفسيته وسلوكه؟! حين كان إيليا على قيد الحياة أمره الله أن يذهب إلى آحاب وهو في الحقل ويقول له: “في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت”… لأن أحاب أراد أن يملك كرم رجل من عامة الناس اسمه نابوت اليزرعيلي، لكنه رفض بيع أرضه، لأنه إرثٌ من أجداده، كما فعل هيرودس حين استولى على إمرأة أخيه وهو على قيد الحياة،وكما يفعل ملوك عصرنا هذا الذين استولوا على فرحنا وتحكموا بمصيرنا وأفسدوا حاضرنا ومستقبلنا… عاد آحاب إلى القصر مكروب النفس، فالطمع أصل كل حزن وحب التملك والتوسع على حساب الغير أصل كل الشرور. علمت امرأته إيزابل سبب حزنه فأرسلت إلى شيوخ البلدة وطلبت منهم “شهادة زور” أن نابوت يجدف على الله والملك ليرجموه ويستولي أحاب على كرم نابوت كما تقضي الشريعة!!! ماذا أصلح إيليا؟ قُتل نابوت ظلماً واستولى أحاب على كرمه ومن ثم قتل أحاب وزوجته إيزابيل… ما فعله إيليا هو إنذار الظالم بالمصير الاسود، كما فعل يوحنا المعمدان حين أنذر هيرودس، وكما فعل ناتان حين أنذر داود… سيأتي إيليا وينذر ملوك الارض أن مصيرهم ليس أفضل من مصير أحاب لأنهم ظالمون…طمّاعون…فاسدون…فاسقون، حينها يغيب الظالم فتسود العدالة وتصلح الحياة… أرسل إلينا أيها الرب إيليا ليصلح ما خربه الظالمون في بلدنا الحبيب، خرّبوا كل شيء فليصلح كل شيء. آمين |
|