المُنْتَفِخُ المُتَكَبِّرُ اسْمُهُ "مُسْتَهْزِئٌ، عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الكِبْرِيَاءِ [24].
يرى الحكيم الإنسان المتشامخ في زهو الكبرياء غارقًا في فيضان مُهلك، تلعب به أمواج الكبرياء وهو لا يدري. إنه موضوع سخرية واستهزاء.
* لا يوجد شيء تتكبر به، فإن من يغطس إلى حالة الكبرياء ينال النتائج الواردة في النص: "قبل الكسر يتكبر قلب الإنسان، وقبل الكرامة التواضع". هذه الكلمات أيضًا تخص النص: "اسمعوا واصغوا، لا تتعظموا لأن الرب تكلم" (إر 13: 15).
العلامة أوريجينوس
* لأنه في الكبرياء يسكن القائل: "اصنع بقوتي وبحكمة فمي اَنتزع تخوم الأمم واَرتقي قوتِهم وأزلزل مدنًا مسكونة، وأتناول المسكونة كلها بيدي مثل عش، وأحملها كبيضٍ مهملٍ ولا يفلت أحد مني أو يقاوم قولي". لكن الرب الإله رب الأجناد يرسل إلى كرامتك هوانًا وإلى شرفك نار متوقدة تحرق. وأيضًا أنت قلت في ذهنك لأصعد إلى السماء وأضع كرسيَّ فوق نجوم السماء، وأجلس في الجبل الشامخ على الجبال الشاهقة نحو الشرق، واَرتقي فوق الغيوم، أكون نظير العليّ. فالآن إلى الهاوية تنزل، وإلى أساس الأرض. لنهرب منذ الآن من الكبرياء التي يبغضها الرب، ولنحب تواضع العقل، الذي به أرضَى جميع الصديقين الرب، لأن تواضع العقل قربان جسيم قدره، وشرف عظيم، ونجاح نفيس، وكرامة جزيلة للذين قد اقتنوه، لأن فيه سعي لا يُمسك وحكمة كاملة، لأنه باستعلاء الرأي ذل قدر ذلك الفريسي، وبتواضع العقل اِرتفع شأن العشار الذي معه.