يسوع المسيح والصّليب
قصّة الصّليب هي قصّة الخلاص، قصّة دخول الله تاريخ البشر. هذا ما يعرف في علم اللاّهوت بالحدث التاريخيّ من جهّةٍ، ومن جهَّةٍ أُخرى بالحدث الإلهيّ أيّ اللّحظة التي دعا فيها الله العالم ليعيش في عمق الحبّ الإلهيّ، أيّ أنَّ يسوع المسيح قدَّم ذاته فداءً عن البشر أحبّائه، وفي هذه التّقدمة أعاد العلاقة الحميمة بين الله والإنسان بعدما فقد الأخير طريق الخلاص بالوقوع في الخطيئة والإنفصال عن الله والإستقلال الذّاتيّ. هكذا، ذاق الإنسان طعم ثمرة الخلاص عندما جعل يسوع من جسده مأكلاً حقًّا ومشربًا حقًّا. وهو، أيّ المسيح، من تألَّم على الصّليب حتّى يلد الحياة الجديدة لبشريَّةٍ جديدةٍ ومتجدِّدةٍ على الدّوام محوِّلاً فيها حياة الحزن إلى الفرح، والكآبة إلى أملٍ، واليأس إلى رجاءٍ، والخطيئة إلى نعمةٍ والموت إلى حياةٍ.