رئيس وحدة محلية يعتذر عن منصبه للعمل بالحلاقة
على غير المعتاد، نجد الكثيرين يسعون بكل السبل لتقلد المناصب القيادية، إلا أننا نجد رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم بالشرقية، قرر الاعتذار عن منصبه الذى كلف به قبل أيام، بالرغم من أن التقارير الوظيفية أكدت أنه أهل لها، وذلك لرغبته فى التفرغ لعمله الخاص بـ"صالون الحلاقة"، لظروفه المادية، وأيضا أن المنصب الذى سيتطلب منه وجهة اجتماعية لا تتوفر فيه كشاب مكافح بدأ حياته من الصفر و لا يرغب فى أن يلجأ "للسرقة لتغطية الجانب المادى" بحسب وصفه. محمود سليمان رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم بالشرقية (3) التقى "اليوم السابع" محمود سليمان 42 عاما، المقيم بقرية "تل محمد" التابع لمركز كفر صقر، والذى أعرب عن سعادته لثقة القيادة السياسية فى المحافظة فيه واختياره رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم مركز الإبراهيمية. محمود سليمان رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم بالشرقية (1) ويقول محمود سليمان: إن رئيس الوحدة المحلية بمثابة محافظ للزمام التابع له، والذى يتطلب تفرغا فى الوقت، وأيضا قدرة مالية وواجهة اجتماعية، وهى متطلبات غير منطبقة علىّ، لكونى شاب مكافح، وأعتقد أن قبولى للوظيفية سيضطرنى للتغاضى عن المخالفات والتعديات من أجل توفير المال لتغطية الواجهة الاجتماعية وهو الشىء الذى لا أقبله على نفسى طيلة حياتى. محمود سليمان رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم بالشرقية (2) وحول قصة كفاح محمود سليمان يقول: والدى توفى وأنا طالب بكلية الخدمة الاجتماعية، عملت باليومية فى أعمال البناء لتوفير مصاريفى الجامعية، وبعد التخرج عملت بالأجرة لفترة، ثم عملت بالعقد فى مشروع الخريطة المعلوماتية، فى الوحدة المحلية بقرية مباشر، فى عام 2002، بمقابل 150 جنيه شهريا، هو مبلغ لا يكفى رب أسرة لطفلين، فعملت بالأجرة لفترة بعد أوقات العمل الرسمية، وتعلمت مهنة الحلاقة على يد أحد الأصدقاء، وفتحت محلا صغيرا فى القرية، وظلت حياتى على مدى 13 سنة الماضية أمارس عملى الوظيفى فى الصباح وفى الفترة المسائية أحسن دخلى بالعمل فى المحل. الوظيفة القيادية تتنافى مع ظروفى الاجتماعية ويكمل "محمود": تدرجت فى العمل الوظيفى، حتى وصلت إلى مدير الخريطة المعلوماتية فى الوحدة المحلية، وتم ترشيحى لتولى منصب سكرتير الوحدة المحلية العام الماضى، ترردت كثيرا لكنى قلبتها لمدة 10 شهور لكونها وظيفية إدارية بحتة، وكنت أمارس عملى بمنتهى الدقة والأمانة، إلا أنه تم ترشيحى دون علمى ضمن مجموعة كبيرة من الموظفين لتقلد مناصب قيادية، فى حركة المحليات الأخيرة التى كان الغرض منها، تقليد شباب يتمتعون بالخبرة والأمانة. محمود سليمان رئيس الوحدة المحلية لقرية كفور نجم بالشرقية (4) ويضيف أننى استقبلت خبر التعيين، "بالفرحة والحيرة"، فرحة أنى شخص كفء والحيرة فى أن قبولى المنصب، سيضطرنى لترك "الحلاقة"، لما تتطلبه المهنة من واجهة اجتماعية، وكذلك تفرغ فى الوقت، وأنا ظروفى لا تتحمل ذلك، فالراتب الشهرى لا يكفى متطالبات الحياة، خاصة أننى أرعى والدتى المريضية وأتكفل بعلاجها، وأعتمد فى ذلك على دخلى من "الحلاقة"، فقررت الاعتذار، وأننى سوف أقبل فى المستقبل بوظيفية قيادية، لكونه حقى الوظيفى، لكن الفترة الحالية ظروفى المادية لا تتحمل ترك مهنتى الخاصة. الزوجة تحاول إقناعه ولكنه رفض وتقول زوجته: إننى وأبناؤنا زينب أولى ثانوى وعبده بالشهادة الابتدائية، تلقينا خبر ترقيته بفرحة شديدة، وحاولت كتير أقنعة بقبوله لكونه الأحق بها بالإضافة أنها سوف تعطيه مركزا اجتماعيا، وهو تكريم له بعد كفاح مرير طول عمره لكنه رفض، وأنا أحيانا أرى أنه محق، الظروف المادية تتطلب استمراره فى عمله الخاص. بينما تؤكد الحاجة زينب والدة محمود، أنه هو أصغر أبنائها، لكنه الأقرب لها، وأحن أبنائها عليها هو من يرعها نفسيا و ماديا، قائلا "أنا بدعى له كل لحظة أن ربنا يكرمه ويبارك له فى أولاده". تعيين 119 شابا فى وظائف قيادية بالشرقية أعلنت محافظة الشرقية، 25 مارس الماضى، عن حركة محليات شملت نقل 79 قيادة من نائب وسكرتير مجلس مدينة ورئيس وسكرتير وحدة محلية للعمل بأماكن أخرى، لانخفاض مستوى الأداء لإعادة توزيع وتنظيم العمل بالإضافة إلى تعيين 119 قيادة جديدة فى الأماكن الشاغرة بتلك الوحدات ممن لديهم القدرة على تحمل المسئولية وتنفيذ الخطط الموضوعية، وممن يتمتعون بسيرة طيبة بعد أن تم انتقاؤهم بواسطة لجنة القيادات برئاسة محافظ الشرقية.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع