رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنتصار يبدأ من القلب أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ ( دا 1: 8 ) كان دانيال والفتية الثلاثة من السُلالة الملَكية في يهوذا. كانوا «فتيانًا لا عَيبَ فيهم، حِسان المنظر، حاذقين في كل حكمة، وعارفين معرفة، وذوي فهم بالعلم» ( دا 1: 3 ، 4). كان لهم مستقبل مُشرق في يهوذا، ولكنهم الآن أكثر إشراقًا وازدهارًا في الإمبراطورية البابلية، ولقد اندمجوا تمامًا في هذه الثقافة الجديدة، وحتى أسماؤهم تغيَّرت ( دا 1: 7 ). أما الذي حفظ هؤلاء الشباب الصغار من ضياع هويتهم كشعب الله هو أنهم قبل أن يصلوا إلى بابل وضعوا في قلوبهم أن لا يتنجسوا بالأطعمة ولا بالخمر الملكي ( دا 1: 8 ). ويظن البعض من المسيحيين أنهم يسقطون في الخطية فجأة، ولكن معظم الخطايا تبدأ بالفكر، مثل حواء في الجنة، وعاخان في الخيمة ( تك 3: 6 رو 12: 2 -21). نحن ننظر، ثم نشتهي، ثم نعمل. كذلك فإن الأشياء الصالحة تبدأ في الذهن؛ نحن نتأمل الحق، ثم نقبله، ثم نتصرف بموجبه. قد نجد شخصًا في عَوَز، فنتفكر في الأمر، ونشعر به، ثم نتصرف. فإن كان علينا أن نتكلَّم ونعمل بطريقة صحيحة، فيجب أن نفكر بشكل صحيح. ويجب أن يكون قلبنا في الاتجاه الصحيح. وهذا ما جعل الرسول بولس يلّح على المؤمنين: «ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم» (رو12: 2). فالحياة تتشكل بمجموعة اختبارات صغيرة تُبنى على إيمان ومبادئ راسخة. هذه المبادئ يلزم أن نَعيها جيدًا في حضرة الله، وبدونها نفقد هويتنا كشعب الله. إن اتخاذ قرارات صارمة بمثابة توجيه لحياتنا، ولا تخص فقط الشباب الصغير. وكلما تقدَّمنا في العمر، كلما ازدادت الضغوط الدينية والدنيوية المحيطة بنا لكي نتشكَّل بها. ونحن قد نُجرَّب بالتفكير أننا نعرف كل هذه الأمور من قبل ويمكننا أن نتصرف فيها بشكل صحيح، ولكن كل موقف جديد يمدّنا بفرصة أن نطلب الرب بكل تواضع، ونظل نتعلَّم. لقد جاء الملاك لدانيال في سنواته الأخيرة وقال له: «لا تَخف يا دانيال، لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك، سُمع كلامك، وأنا أتيت لأجل كلامك» ( دا 10: 12 ). فلقد اتخذ دانِيال مركز المتذلل جاعلاً قلبه للفهم. عزيزي: هل أنت أمام الرب في الوضع الصحيح؟ إن المعارك نكسبها ونخسرها في أذهاننا وقلوبنا «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). . |
|