|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 127 (126 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير كاتب المزمور هو سليمان باني الهيكل. والهيكل يرمز لجسد المسيح (كنيسته) (يو21:2). والله هو الذي كون جسد المسيح في بطن العذراء، وهو الذي يعطينا ميلادًا ثانيًا من المعمودية الآن لنكون حجارة حيَّة في بيت الرب. ونلاحظ أنه في بناء الهيكل الثاني بعد السبي كانت هناك مقاومة شديدة من الأعداء المحيطين، وهكذا في بناء الكنيسة جسد المسيح حاليًا يقاوم عدو الخير كل عمل، والمزمور يقول لكل من يعمل عمل الرب، أن الله هو الذي يعمل فلا تخف. آية (1): "إن لم يبن الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون. إن لم يحفظ الرب المدينة فباطلًا يسهر الحارس." لا نخاف من أي مقاومة ولا نخاف الفشل، فالله هو الذي يبني البيت ويحرس المدينة. وكما فعل نحميا، علينا أن نجاهد ونبني والله يقود العمل ويحرسه. وعلينا أن نعرف أن جهادنا كله هو كلا شيء بدون المعونة الإلهية. ومن يعتمد على ذاته لاكتساب أي فضيلة تفشل. آية (2): "باطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام مؤخرين الجلوس آكلين خبز الأعتاب. لكنه يعطي حبيبه نومًا." هذه موجهة لكل من يظن أنه قادر أن يفعل شيئاً بذراعه، "بدوني لا تقدرون أن تفعلواشيئا" ( يو 15 : 5 ) هكذا قال السيد المسيح. فلماذا الهم والله هو الذي يفعل كل شئ، علينا أن نعمل دون حمل أي هم، بل نحيا في سلام=يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا = فحبيب الرب وسط هموم العالم ينام لأنه واثق أن الله هو ضابط الكل. ومن هو حبيب الرب؟ الإجابة "إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى" (يو15:14) ونلاحظ أن المرتل لم يمنع العمل، بل الهم والضيق. ولنذكر انه في بناء الهيكل الثاني أن الله وبخهم عن طريق النبيين حجي وزكريا انهم متكاسلين عن البناء . والمعني علينا ان نعمل وبكل جهد ولكن بكل ثقة ان الله هو شريك في العمل ، فالعمل عمله . آية (3): "هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن أجرة." كان العبرانيون يعتبرون أن كثرة البنون بركة من عند الرب = البنون ميراث من عند الرب (تث4:28، 11). والمعني أنه علينا أن لا نحمل أي هم ، فكل بركة مصدرها الرب ، ومثال لذلك البنون.إذًا البركة ونجاح العمل هو من الله. وتفهم الآية على كل أبناء الكنيسة الذين تلدهم في المعمودية = البطن. هم وُلِدوا لله بالمعمودية وليس من زرع بشر. وهم أجرة المسيح وميراثه (أف1 : 18) لأجل تعبه في الخلاص (إش11:53). آية (4): "كسهام بيد جبار هكذا أبناء الشبيبة." إذا أعطى الله إنسان أبناء أقوياء يشعر بالقوة إذ هو محاط بشباب قوي. يكونون كسهام في يد جبار. أبناء الشبيبة= هم الذين ينجبون في فترة الصبا، أيام القوة. فإن كان شعور الاطمئنان هذا يشعر به الإنسان من وجود أولاد أقوياء ، فكم وكم علينا أن نشعر باطمئنان حين يكون الله معنا. والمؤمنون هم سهام في يد جبار هو الله. فالله أرسل تلاميذه وبشروا بكلمته فكانوا كسهام وصلت إلى أقاصي الأرض (رو18:10). والمسيح ولدنا حينما عمل عمله الخلاصي بقوة. آية (5): "طوبى للذي ملأ جعبته منهم. لا يخزون بل يكلمون الأعداء في الباب." طوبى لمن حصل من الله على السلام الداخلي فينام هادئًا ويكون له الأمان، كمن له كثرة البنين ويكون بنوه مرهبين لأعدائهم مثل السهام في يد الجبار. مثل هذا لا يخزى. يكلمون الأعداء في الباب= كان للقدماء عادة أنه إذا جاء لهم سفير من الأعداء لا يسمحون له بالدخول للمدينة، بل يوقفونه على الباب ويردون له جواب كلامه. وحين يكون للإنسان أولاد أقوياء، لا يخزون إذا أتي عليهم الأعداء بل يكلمونهم في قوة. ولا يستطيع الأعداء أن يعيرونهم بأن الله غير قادر على خلاصهم كما فعل ربشاقي أيام حزقيا. وكل نفس تخزن كلمات الله كسهام ضد أفكار إبليس التي تقف على أبواب قلوبنا (حب9:3). وهكذا حارب السيد المسيح إبليس بآيات الكتاب المقدس. يشبه الكتاب وجود شهوة خاطئة داخل الإنسان بمرأة حبلى ، وحين يتم تنفيذ الخطية يقال أنها ولدت (يع1 : 15 + إش59 : 4) . والشهوة الخاطئة يثيرها الشيطان داخل الإنسان. والعكس فالروح القدس الساكن فينا يدفعنا لعمل الفضائل . وفى هذا المزمور يشبه الفضائل بأولاد الشبيبة الأقوياء القادرين على مواجهة الأعداء الشياطين فى الأبواب (حواس الإنسان) . بينما فى مزمور 137 يشبه الخطايا المولودة نتيجة الشهوات الخاطئة ببنات بابل (بابل رمز لمملكة الشر وملكها الشيطان) ، فالبنات غير قادرين على الحرب فهذا عمل الشباب الأقوياء ، وليس هذا التشبيه فيه تفضيل للأولاد على البنات . |
|