تتضمن معجزة الخبز والسمك دعوة علنية لكل شخص لكي يُقدِّم إسهامه. بعد أن بارك يسوع الخبز أعطاه لتلاميذه ليوزَّعوه على الجمع. فالخبز ليس مجرد منتجًا استهلاكيًّا، بل هو وسيلة للمقاسمة والمشاركة. في الواقع، لا يتكلم لوقا في هذه معجزة عن تكثير الأرغفة بقدر ما يتكلم عن العطاء، والتوزيع ومشاركة يُنعشها الإيمان والصلاة وبالتحديد لا يتم التركيز في هذه المعجزة على فعل التكثير، إنما على فعل المقاسمة والمشاركة. فالمشاركة هي التي تؤمن الحياة. ويُعلق البابا فرنسيس "إن "اقتصاد" الإنجيل يتزايد من خلال المقاسمة، ويغذّي من خلال التوزيع". فالأرغفة الخمسة والسمكتين ترمز إلى مساهمتنا القليلة ولكن ضرورية، والتي يحوِّلها يسوع إلى عطية حب للجميع. ويُعلق البابا بندكتس السادس عشر "يتابع المسيح، اليوم أيضًا، حضَّ تلاميذه على الالتزام شخصيًا (الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس، سر المحبة، 88). تدعونا هذه المعجزة للإيمان بالعناية الإلهية وتقاسم القليل الذي نملكه وعدم الانغلاق على ذاتنا مما يؤدي إلى تحقيق العدالة بين البشر. لنقاسم الجائعين من خبزنا فنحن أيضا قد أخذنا من يد الرب.