لا تعطوا القدس للكلاب
أكمل السيد المسيح تعليمه قائلاً: “لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم” (مت7: 6).
أراد السيد المسيح أن يحذِّر تلاميذه من التفريط فى الأشياء والأمور والأسرار المقدسة. هناك من الأمور ما ينبغى أن يحتفظ بها الإنسان ولا يبوح بها للآخرين، لكى لا يساء استخدامها.
ومن أمثلة ذلك إذا أراد شخص ما أن يعمل الخير من أجل بعض المحتاجين، فلا ينبغى أن يكشف ذلك للجشعين والطماعين لئلا يعطلوا هذا العمل ويقاوموه.
كذلك لا ينبغى التفريط فى الأسرار المقدسة. أى لا ينبغى السماح بشركة التناول للأشخاص الذين يسلكون فى النجاسة أى للمستبيحين الذين يستهترون بقدسية الأسرار الطاهرة ولا يسلكون فى التوبة والبعد عن الشر.
لو سمحت الكنيسة للمستبيح أن يتناول من الأسرار المقدسة فسوف يستخف بالكنيسة وبكل ما فيها ويكون كأصل مرارة يتنجس به كثيرون. ويتحول هو ومن معه أضدادًا للكنيسة وتقاليدها ومقدساتها ويحاربون من يرغب فى السلوك فى مخافة الله.
هذا ما حدث فى بعض الكنائس فى الغرب التى تركت الحبل على الغارب لكل من يريد أن يتقدم إلى الأسرار المقدسة بدون استحقاق. وتطور الأمر حتى صار هناك أناساً فى هذه الكنائس يدافعون عن الأمور المخجلة والقبيحة المخالفة لتعليم الكتاب المقدس كالشذوذ الجنسى ويمدحون من يمارسها ويهاجمون من يقاومها.
فالأمر يبدأ بالتساهل فى توزيع الأسرار بدعوى الترفق بالخطاة بما فى ذلك غير التائبين، ثم يتطور إلى اعتبار أن ذلك حق مكتسب يمكن المناداة به جهراً وبلا خجل أو حياء. ثم تتسع المساحة لتشمل الدفاع عن خطايا محرَّمة وتحليل ارتكابها لمن هو فى شركة الكنيسة. ثم تحدث الكارثة فى بعض كنائس الغرب عندما يتباهى الأسقف بسيامة بعض المنحرفين أخلاقياً فى الكهنوت. وللأسف والمحزن أن ينضم إلى هؤلاء من يهاجمون الوصايا التى وردت فى الكتاب المقدس وتنهى عن هذه الانحرافات. وكذلك ينضم إليهم الداعين إلى الحركة النسائية فى الكنائس Feminist Movement الذين يطالبون بسيامة المرأة فى الدرجات الكهنوتية المتعددة، رافضين تعليم الكتاب المقدس بأن الرجل هو رأس المرأة وأنه هو المسئول عن التعليم فى الكنيسة بصفة عامة، بمعنى أن المرأة لا تعلِّم ولا تتسلط على الرجل فى الكنيسة (انظر 1تى2: 12).