ما هو الطريق للغفران الصحيح الحقيقي؟
إن كان الأمر بهذه الأهمية والخطورة، فدعونا نرى الخطوات العملية التي يجب علينا اتباعها عندما يُخطئ إليَّ أخي وأشعر بمرارة الإساءة في داخلي:
-
اذهب أولاً إلى الله أبوك، واعترف له بضعفك الشخصي، وبمقدار المرارة التي سبَّبتها إساءة أخيك لك. واطلب معونته للتعامل مع الأمر بطريقة صحيحة، واثقًا في القول «الروح أيضًا يعين ضعفاتنا» (رومية8: 26).
-
استرجع في ذهنك وقلبك: عظمة غفران الله لك، وما صنعه من أجلك على الصليب ليهبك غفرانًا كاملاً غير مشروط، وكيف يتعامل معك الآن حتى عندما تخطئ وترجع نادمًا على ما صدر منك. واجعل هذا أساسًا لتعاملك مع أخيك المخطئ إليك «محتملين بعضكم بعضًا، ومسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحد على أحدٍ شكوى؛ كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا» (كولوسي3: 13).
-
لا تنتظر أن يأتي إليك أخيك معتذرًا عن إساءته، بل نفِّذ قول الرب يسوع «إن أخطأ إليك أخوك؛ فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما» (متى18: 15). اذهب بروح المحبة الصادقة التي تستر كثرة من الخطايا، واحرص على استرداد علاقة المودة الأخوية بينك وبينه. كن صريحًا وافتح قلبك، معبِّرًا عن الجرح الذي أصابك نتيجة تصرفه.
-
اقبل اعتذار أخيك عن ما صدر منه، وحرِّره من المديونية لك بما حدث، مُظهرًا اهتمامك باستمرار علاقة المحبة الأخوية بينكم. احذر من ذكر أي خطإ مضى، متذكرًا قول الرب يسوع لبطرس «لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات».
والآن ماذا عنك يا أخي الحبيب؟ هل تتذكر إساءة صديق لك، وتشعر بجرح عميق في داخلك، مما يعطِّلك في حياتك الزمنية والروحية؟
اسرع إلى فاديك الذي جُرح قبلك في بيت أحبائه، فهو الذي سيشفي جروحك ويعطيك القوة الكافية لتتبع خطوات الغفران الصحيح، وتسترد شركتك مع إلهك ومع أخيك، وهكذا تتمتع بالقول «وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم في جسد واحد» (كولوسي3: 15).