منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 09 - 2024, 01:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,041

التاريخ يشهد لكماله




التاريخ يشهد لكماله



في سورة مريم في القرآن يقول الملاك لمريم: أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً (آية 19) (والزكي هو الطاهر الذي لا عيب فيه) ويقول في سورة آل عمران: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ (مريم) وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (آية 36). وفي الحديث: ما من مولود يولد إلا مسَّه الشيطان حين يولد، فيستهلّ صارخاً، إلا مريم وابنها . رواه الشيخان.

ويقول المؤرخ فيليب شاف: هنا قدس الأقداس البشرية. لم يعش أحد كما عاش المسيح الذي لم يؤذ أحداً ولم يستغل أحداً، ولم ينطق بكلمة عاطلة، ولم يرتكب عملاً خاطئاً. والانطباع الأول الذي يسود علينا عن حياة المسيح هو البراءة الكاملة والعصمة من الخطية وسط عالم فاسد. فهو وحده - لا سواه - كان بلا عيب في طفولته وشبابه ورجولته، ولذلك فالحمل والحمامة رمزان مناسبان لطهارته. وبعبارة موجزة هو الكمال المطلق الذي يرفع شخصيته فوق مستوى البشر ويجعله معجزة العالم الأخلاقية، وهو التجسد الحي للفضائل والقداسة، وأسمى مثال لكل صلاح ونقاء ونُبْل في نظر اللّه والناس. هذا هو يسوع الناصري الإنسان الكامل في جسده ونفسه وروحه، ولكنه يختلف عن البشر جميعاً. هو الفريد من طفولته إلى رجولته، الذي عاش في اتحاد دائم باللّه، تفيض محبته على الناس، خالٍ من كل عيب وشر، مكرَّس لأقدس الأهداف. كانت تعاليمه وحياته في توافق تام، وختم أطهر حياة بأسمى موت. إنه النموذج الوحيد الكامل للصلاح والقداسة (مرجعا 6 ، 7).

ويقول جون سكوت: إن نسيان النفس في خدمة اللّه والناس هو ما يدعوه الكتاب المقدس بالمحبة. المحبة لا تهتم بما لنفسها، بل تبذل نفسها. وقد كان يسوع بلا خطية لأنه لم يكن أنانياً يطلب ما لنفسه. وهذه هي المحبة واللّه محبة.

ويقول ولبر سمث: كانت أبرز صفات يسوع في حياته الأرضية هي ما نفشل جميعاً فيها، ومع ذلك نعترف أنها أعظم الصفات جميعاً. إنها صفة الصلاح المطلق، أي الطهارة الكاملة، والقداسة الحقيقية. وفي هذا كان يسوع معصوماً من الخطأ.

ويقول جفرسون: إن أعظم برهان على كمال المسيح هو أنه جعل المحيطين به يعترفون بكماله. فلم يصدر عنه في كل أحاديثه أي شيء من الندم أو الحزن على تقصير أو خطإٍ صدرا منه. لقد علَّمهم أنهم خطاة وأن القلب البشري شرير، وأنهم يجب أن يطلبوا الغفران كلما يصلّون. ولكنه لم يطلب مطلقاً الغفران لنفسه، فلم يفعل إلا كل ما يرضي اللّه.

ويقول كنث لاتوريت المؤرخ الشهير: لا يوجد أي أثر لإِحساس المسيح بارتكاب خطإ. وشخص في مثل سمو المسيح يقدّم لأتباعه أعلى المبادئ ويعلّمهم ضرورة الاعتراف بالخطية وطلب المغفرة لها، دون أن يحتاج هو نفسه لذلك، لا بد أن يكون كاملاً. لقد كتب مبادئ الموعظة على الجبل بحياته، ولم تكن الموعظة إلا ترجمة لحياته.

ونختتم هذا الموضوع باقتباس آخر من المؤرخ المسيحي فيليب شاف: كلما زادت قداسة الإنسان، زاد إحساسه بالحاجة إلى الغفران، وشعوره بنقصه عن المستوى الروحي المطلوب. ولكن يسوع الذي جاء في صورة جسدنا، وتجرَّب مثلنا، لم يستسلم للتجربة، ولم يكن لديه ما يدعو للندم أو للاستغفار، سواء عن فعل أو قول أو فكر. لم يكن محتاجاً إلى غفران أو تغيير أو إصلاح، ولم يفقد - ولو للحظة واحدة - توافقه مع الآب. وكانت حياته سلسلة متصلة من التكريس لمجد اللّه ولخير الناس الأبدي .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أعداؤه يشهدون لكماله
أصدقاؤه يشهدون لكماله
الآب يشهد للمسيح والمسيح يشهد للآب والروح يشهد للمسيح
حتى يصير لكلامه سلطان أن يغيّر قلوب سامعيه
اذا كنت تريد أن تعرف عقل شخص ما استمع لكلامه


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024