|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا المعمدان «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» ( مت 3: 3 ) كان يوحنا المعمدان متفردًا في أخلاقه وصفاته الشخصية. فعن تواضعه قال عن نفسه إنه مجرد صوتٌ لصارخ في البرية. وحين أرسلوا إليه من أورشليم لجنة تقصي الحقائق، بعدما ملأت سمعته الأرض، فإنه بكل تواضع أخفى نفسه تمامًا، مشيرًا إلى ذاك الذي أتى هو خصيصًا ليشهد له، فقال للسائلين: «فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ» ( يو 1: 26 ، 27). وعن أمانته فلقد أكد المرات العديدة أنه ليس المسيح. وعندما أتى إليه بعض تلاميذه برسالة مفخخة، بقصد الوقيعة بينه وبين سيده، قائلين له: « يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ». فإنه لم يَغرْ من المسيح، بل بالعكس انتهز الفرصة لمزيد من الشهادة عن المسيح ومجده، وقنع هو أن يتوارى بعيدًا عن الأنظار، إذ أدرك أن خدمته أدَّت دورها ( يو 3: 26 -30). وعن انفصاله فقد كانت برية يهوذا بيته. وكان ملبسه ومأكله أيضًا يشهدان لذلك «كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيًّا» ( مت 3: 4 ). وأما عن شجاعته فإنه لم يكتف بأن يوبخ الكتبة والفريسيين الذين أتوا ليعتمدوا منه، بل لقد وبخ الملك هيرودس نفسه من أجل هيروديا ومن أجل كل الشرور التي كان يفعلها ( لو 3: 19 ). وتَرد الإشارة إلى يوحنا المعمدان في ستة فصول في بشارة متى: في متى 3 نقرأ عن كرازته ومعموديته ثم تعميده للمسيح، في متى 4 نقرأ عن سجنه، في متى 11 نقرأ عن شكه، وفي متى 14 نقرأ عن استشهاده، وفي متى 17 نقرأ عن تعليق المسيح على خدمته بعد رحيله. وفي متى 21 يتحدث المسيح عن إرساليته. |
|