منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 11 - 2022, 03:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

قداسة البابا شودة الثالث العنف


قداسة البابا شودة الثالث



أسباب العنف


1- من أسباب العنف القسوة في الطباع:
فهناك أشخاص قساة في طباعهم. يتعاملون باستمرار بقسوة. فإذا ازدادت حدة القسوة عندهم، فإنها تتحول إلى عنف. وهذه القسوة في الطبع قد ترجع إلى ظروف اجتماعية حادة أدت بهم إلى استخدام القسوة. وربما يكونون قد حصلوا عليها عن طريق الوراثة.

2- وقد يكون السبب في العنف تعب في الأعصاب:
وهذا التعب ربما يكون قد نتج عن الإرهاق. والمعروف أن الإنسان في حالة الإرهاق وتعب الأعصاب، لا يكون قادرًا على الاحتمال، فيرد بشدة. وإذا زاد الضغط عليه، يتصرف بعنف...
3- وقد يكون السبب في العنف هو قلة الحيلة.

أو إخفاء الضعف بالعنف كما ذكرنا من قبل.

4- وقد يكون سبب العنف هو مرض عصبي أو مرض عقلي:
ومعروف أن بعض الأمراض العقلية وكذلك العصبية يصحبها عنف.
ولعل من المدرسة الإيطالية علماء يقولون إن كل مجرم هو إنسان مريض. وهكذا يبحثون عن المرض الذي كان دافعًا إلى الجريمة... ولكن ذلك كله لا يمنع أن هناك مجرمين يقومون بأعمال عنفهم وهم في حالة عقلية تامة. وإلا زالت المسئولية عن غالبية الجرائم!

5- وأحيانا يكون الخوف من اكتشاف الجريمة سببًا آخر للعنف:
كسارق اقتحم بيتًا لغرض السرقة فقط، وليس القتل في نيته إطلاقًا. ولكنه قد يضطر إلى ذلك إذا ما اكتشف أحد أمره، فيقتله لئلا يخبر عنه. أو كعصابة تقتل -لنفس السبب- بعض الذين يعرفون أسرارها، حتى لو كانوا من أعضائها، خوفًا من أن يكشفوا هذه الأسرار، خيانة منهم، أو حتى ظروف ضاغطة.
مثال آخر: شخص يظن أن آخر يتآمر عليه، فيقتله خوفًا من تآمره.

6- وقد يكون سبب العنف: الغرور أو الاعتزاز بالقوة:
ففي الغرور يسئ الشخص ما لديه من قوة وإمكانيات. كمن يضرب الآخرين ليشعرهم بأنه أقوى منهم، وأنه يستطيع قهرهم متى أراد. ويحدث هذا أحيانًا مع بعض المراهقين، ومع بعض الطغاة، ومع بعض العصابات في إخضاع أفراد العصابة لسلطة قائدها...!

7- وربما يكون سبب العنف هو الحقد:
فالذي يحقد على آخرين، قد ينفس عن حقده بالعنف! كشخص يحقد على آخر ظانًا أنه ينافسه في الميراث، أو أنه يسعى لكي يحل محله في مركزه، فيستخدم معه العنف...!
وقد تدفع الغيرة أو الحسد إلى مثل هذا أيضًا...
أو قد يكون السبب في العنف هو ردّ العنف بالعنف...

8- وقد يكون سبب العنف هو الاضطهاد الديني:
كما قال السيد المسيح لتلاميذه عما سوف يلقونه من مؤامرات اليهود وقسوة الرومان: "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله"...! وهنا امتزج الاضطهاد بالفهم الخاطئ.
ومن أمثلة الفهم الخاطئ الذي يؤدى إلى لون آخر من الاضطهاد أو من العنف: من يقتل وفي مفهومه أنه يمحو عارًا للأسرة، أو أنه ينتقم لدمائها...


9- وهناك من يلجأ إلى العنف، ظانًا أنه أسهل الحلول وأسرعها!!
وهذا ظن خاطئ، لأن أسهل الحلول ليس هو أفضل الحلول. كما أن العنف له الكثير من ردود الفعل السيئة...
أو قد يرى مثل هذا الشخص أن العنف هو الحل الوحيد! وقد يقول لك: هذه الأمور لا يصلح لها إلا العنف!! أو هؤلاء الأشخاص لا ينفع معهم إلا العنف!!
وهذا بالطبع تفكير ضيق، لا يريد أن يبحث عن وسائل أخرى!

10- وقد يكون العنف لونًا من السياسة أو الحيلة:
وذلك حسبما يقول المثل السائد: "اضرب المربوط فيخاف السائب"! أو حسبما يقال "اضرب الراعي فتشتت الرعية" (أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ) (إنجيل متى 26: 31)... وهنا لا يكون العنف مقصودًا لذاته إنما لنتائجه. أي هو هنا مجرد وسيلة لغاية...
وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى وهى:
11- العنف الظاهري:
وليس هو عنفًا حقيقيًا... ومثاله: الأب الذي يتظاهر بالغضب، وبالرغبة في استخدام العنف، وذلك لكي يقود ابنه إلى الطاعة وحسن السلوك. أو مثال رئيس العمل الذي يهدد بعقوبة عنيفة لا ينوى مطلقًا أن يفرضها. وذلك لتخويف مرؤوسيه حتى يسلكوا كما ينبغي...

12- العنف المشترك:
ومثال: شخص ليس في طبعه العنف. ولكنه قد يسلك بالعنف في وسط أصدقائه العنفاء، فيشترك معهم في عنفهم، أو يستخدم عنفاء لكي يوصلوه إلى غرضه، على اعتبار أن العنف يكون غير مباشر بالنسبة إليه!
العنف الخاطئ والعنف السليم:
لا نستطيع أن نسمى كل عنف خطيئة. فهناك مواقف يلزم لها العنف، مثل معاقبة الخطاة المستهترين أو المستبيحين، أو الذين يهددون المجتمع بجرائم تحطمه أو تحطم تراثه وقيمه...
ومن أمثلة ذلك عقوبة الإعدام للقاتل ومن يرتكب جريمة مماثلة.
والله نفسه -تبارك اسمه- عاقب على مجرى التاريخ بعقوبات عنيفة، كالطوفان مثلًا...
وهناك جرائم -إذا لم تؤخذ بعنف- قد يستهتر مرتكبوها فيكررونها، أو يكونون قدوة سيئة لغيرهم. أما إذا ما عولجت بحزم وحسم وبسرعة، فإن المجتمع يتنقى ويتطهر
وهنا يكون العنف فضيلة يقوم بها كل من هم في مسئولية، واضعين أمامهم أن الحق العام لا تساهل فيه، وأن المجتمع يحتاج إلى صيانة، حتى لا يعبث فيه كل من نامت ضمائرهم، وحتى لا يأكل فيه القوى الضعيف...



العنف والإيذاء

إننا نرفض العنف في كل صوره، لأنه سلوك غير روحي، كما أنه يشمل الكثير من الأخطاء، مما سنذكره الآن:

* إنه خطيئة مركبة ومنفرة. لذلك فهو مكروه من الكل، ولا يقبله سوى مقترفيه. والذي يتصف بالعنف، لا يستطيع أن يربح أحدًا من الناس. وسنحاول أن نحلل العنف، لنرى ما بداخله من الخطايا...

* العنف دليل على قسوة القلب. فالذي يؤذى أو يقتل بعضًا من الناس، هو بالضرورة إنسان قاس. أما القلب الرقيق فلا يمكن أن يكون عنيفًا. بل تكون تصرفاته رقيقة، وألفاظه أيضًا رقيقة ومنتقاة، لا يسمح لنفسه أن يخدش شعور أحد. وبالتالي يبعد عن الإيذاء، الذي لا يناسب طبعه.

* وبالتالي فإن العنف ضد فضيلة الوداعة وفضيلة الهدوء.


* والعنف أيضًا ضد فضيلة المحبة. لأن الإنسان الروحي يعالج كل المشاكل بالحب وليس بالعنف. أما الإنسان العنيف، فلا شك أن في قلبه كراهية دفعته إلى العنف والإيذاء، وبها يخسر الكل...


* والعنف أيضًا خطيئة عدوانية. وإن كانت الحياة الروحية السليمة تبعدنا عن الغضب والنرفزة، فكم بالأكثر إذا تطور الأمر إلى العدوان!

* وإذا حاول العنيف تبرير عنفه، تكون موازينه الروحية قد اختلّت!

العنف دليل الضعيف:

إذا لم يستطع قلب الإنسان أن يتسع بالحب، وإذا لم يتمكن عقله من حل الأمور بحكمة وهدوء، وإذا لم يقدر أن يضبط أعصابه في اتزان، حينئذ يلجأ إلى العنف!

ويكون عنفه دليلًا على قلة الحيلة والعجز عن التصرف السليم.

حقًا إن غالبية العنفاء ضعاف في حقيقة شخصياتهم، ليست لديهم قوة أعصاب، ولا قوة احتمال، ولا قوة تفكير، وسأضرب لذلك أكثر من مثل:

* المدرس الذي يلجأ إلى العنف مع تلاميذه، هو مدرس ضعيف: أقصد المدرس الذي لا يستطيع أن يضبط النظام بين تلاميذه، فيثور عليهم، ويضرب هذا، ويطرد ذاك، ويشتم ويعاقب، هو بلا شك إنسان ضعيف. لأنه لو كان قويًا، ما كان يلجأ إلى شيء من هذا. بل يمكنه أن يضبط الفصل بقوة شخصيته، أو بذكائه وجاذبية شرحه، أو بمرحه ولطفه، أو بمحبة تلاميذه له...

ولكنه إذ خلا من كل هذه الصفات المحببة، لجأ إلى العنف بدافع من قلة الحيلة.

* مثال آخر: هو الأم التي تضرب أطفالها...

أم يصيح ابنها، أو يلهو ويجرى ويعبث، ولا تستطيع أن تهدئه، كما لا تستطيع أن تتركه يلعب، فتلجأ إلى العنف: تضرب أو تشتم أو تهدد، أو تخيفه بطريقة ما! كل هذا لأنها لا تملك الخبرة ولا المعرفة بالطرق التربوية وكيفية معاملة الأطفال. ولو عرفت لكسبت طفلها دون اللجوء إلى العنف.

لأن العنف هنا يكون وسيلة لتغطية العجز، أو مجرد رد فعل لقلة الحيلة! أو هو تغطية لضعف داخلي، ربما يكون عدم الاحتمال. ذلك لأن الشخص الذكي يستطيع أن يخرج من إشكالاته بسهولة، في حكمة وحسن تصرف. أما الضعيف فيستخدم العنف!

أنواع من العنف:

1- أشهر نوع من العنف هو الإيذاء بكل درجاته:

ويشمل الضرب، والقتل بأنواعه. وكل ذلك كل أنواع التعذيب الجسدي أو المعنوي كالتخويف، وإثارة الذعر، مما يدخل في العنف العصبي.

2- عنف آخر هو الإرهاب:

ويشمل جرائم الخطف للإفراد وللطائرات والسفن، وتفجير السيارات الملغومة، والرسائل الملغمة، وكافة أعمال النسف والتدمير، والتخريب، والذعر.

3- ومن العنف أيضا الحرب

وأخطرها الحروب النووية، والتي تستخدم فيها الغازات السامة، والأسلحة الفتاكة والمحرقة، وبخاصة إن ضربت المستشفيات، أو مساكن المدنيين الآمنين، أو دمرت مدنًا بأكملها، وخلّفت مجموعات من المشوهين والمعوقين

4- وهناك عنف على مستوى فردى هو تحطيم المعنويات:

ومن أمثلته الزجر الشديد، والتوبيخ القاسي، والتركيز باستمرار على الأخطاء، وتحطيم الشخصية. ويدخل في هذا النوع عنف الإهانة: ويشمل التهكم اللاذع، والازدراء، والتشهير، والتجريح، والقذف، والتجاهل، والمقاطعة، والسب.. وما إلى ذلك من ألوان القتل الأدبي أو المعنوي. وما يصحب ذلك من عبارات التهديد والتخويف.

5- هناك مظهر آخر للعنف هو عنف العتاب:

ويشمل العتاب الشديد القاسي، ربما لسبب تافه لا يستحق. وقد يستمر هذا العتاب طويلًا، وبأسلوب يجرح، وربما أمام الآخرين، ويكون مصحوبًا بعصبية، وعلى كل صغيرة وكبيرة، وبه يُفقد الأصدقاء كما قال الشاعر:

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبهْ

فعش واحدًا أو صِل أخاك فإنه مقارف ذنب مرةً ومجانبهْ

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت، وأي الناس تصغو مشاربه

6- هناك نوع آخر من العنف يختلف عن كل ما سبق يمكن أن نسميه بالعنف السلبي.

6- العنف السلبي:

مثال ذلك شخص لا يقدر على العنف الإيجابي، فيلجأ إلى العنف السلبي، وهو نوع آخر من الضغط. ومن ذلك الكآبة المستمرة، والبكاء الدائم، والإضراب عن الطعام، والصمت الحزين، والانسحاب... وكلها أنواع من العنف الهادئ الصامت يمثل ضغطًا. وما أكثر استخدام النساء لهذا النوع...

7- عنف الشهوات:

وهو نوع من العنف ليس موجهًا ضد الآخر، إنما هو يعمل داخل الإنسان ذاته... فقد توجد شهوات تحارب الإنسان بعنف حتى تدمره تدميرًا، مثل شهوة المخدرات، وشهوات أخرى كالجشع والزنى والكبرياء... والمعروف أن الشهوات لا تستريح حتى تكمل، ثم تستمر.

وقد تصحب الشهوات أفكار مدمرة: تلصق بالعقل في إلحاح ولا تفارقه، حتى تحطم صاحبها. لدرجة أن البعض يعالجونها بالمقومات ليستريح من الأفكار.


وبعد، إن حديثنا عن العنف لم يتم. بقى أن نتكلم عن أسباب العنف، وعن الفرق بين العنف الخاطئ والعنف السليم. فإلى اللقاء.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداسة البابا شودة الثالث| فى الحكمة
قداسة البابا شودة الثالث| في العمل
قداسة البابا شودة الثالث | العنف المُنَفِّر والمدمِّر
قداسة البابا شودة الثالث | كيف؟
قداسة البابا شودة الثالث قصص تدل على ذكاء


الساعة الآن 07:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024