لقداسة البابا شنودة الثالث
- عظمة أيوب
النقطة الثانية هي أن أيوب كان رجلًا عظيمًا محترمًا من الجميع...
كانت تحيط به مظاهر الاحترام والتوقير والعظمة من كل ناحية. ويقول عنه الكتاب إنه كان "أعظم كل بني المشرق" (أي 1: 3).
وكان غنيًا جدًا: كانت مواشيه سبعة آلاف من الغنم، وثلاثة آلاف جمل، وخمس مائة فدان بقر، وخمس مائة أتان. وكان خدمه كثيرين جدًا" (أي1: 3).
وكل هذا يعطينا فكرة أن الغنى لا يتنافى مع البر..
فمن الممكن أن يكون الإنسان غنيًا، وفي نفس الوقت يكون كاملًا ومستقيمًا، مثلما كان أيوب.
بالإضافة إلى كل هذا، كان أيوب سعيدًا كربّ أسرة لقد "وُلد له سبعة بنين وثلاث بنات" (أي 1: 2).
وقد عاش أيوب في عصر ما قبل أبينا إبراهيم، أبي الآباء والأنبياء، في العصر الذي كان فيه ربّ الأسرة هو كاهن الأسرة، يقدم الذبائح عنها. وهكذا قيل عن أيوب – بالنسبة إلى أولاده – إنه "أرسل فقدّسهم، وبكّر في الغد، وأصعد محرقات على عددهم كلهم، لأن أيوب قال: ربما أخطأ بنيّ، وجدفوا على الله في قلوبهم! هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام" (أي 1: 5).
وهنا نلمح نقطة أخرى قد تشير هي أيضًا إلى البر الذاتي!
لماذا يا أيوب تقدم محرقات عن خطايا أولادك، ولا تقدم عن نفسك معهم؟!
تقول "ربما أخطأ بني".. وأنت ألم تفكر أنك ربما أخطأت في شيء؟! أم تعرف عن نفسك أنك رجل كامل ومستقيم، تتقي الله وتحيد عن الشر!!