|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَل
"وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهذَا يَسْمَعُ." (إنجيل يوحنا 9: 31) جاءت كلمة خطاة هنا في اليونانية hamartooloon لتعني الوثنيين غير المؤمنين يقابلها كلمة theosebees لتعني المتعبد لله. الله لا يسمع لمن يطلب بفمه أن يخلص بينما بقلبه وسلوكه مصمم على الالتصاق بالشر والتلذذ به. + هنا أظهر ليس فقط أنه بلا خطية، وإنما أعلن أنه موضع سرور الله جدًا، ويعمل إرادته. فإذ دعوا أنفسهم "عابدي (متقي) الله" أضاف "ويعمل مشيئته". كأنه يقول: "إنه لا يكفي أن يعرف الناس الله بل يلزمهم أن يعملوا مشيئته". القديس يوحنا الذهبي الفم + بعيني الإيمان ترون هذا الأعمى إنه أعمى أيضًا (بالقلب) إذ تسمعونه يخطئ. سأخبركم فيمَ أخطأ هذا الأعمى. أولًا إنه ظن في المسيح أنه نبي، ولم يعرف أنه ابن الله. لذا نسمعه يجيب من خلال خطأه، إذ قال: "نحن نعلم أن الله لا يسمع للخطاة" [٣١]. إن كان الله لا يسمع للخطاة، فأي رجاء لنا؟ إن كان الله لا يسمع للخطاة، فلماذا نصلي، ونعترف بسجل خطيتنا بالقرع على الصدر؟ أيضًا أين ذلك العشار الذي صعد مع الفريسي إلى الهيكل (لو ١٨: ١٠)، وبينما كان الفريسي منتفخًا مستعرضًا استحقاقاته الذاتية، وقف بعيدًا وبعينين متطلعتان نحو الأرض وقارعًا صدره معترفًا بخطاياه، نزل هذا الإنسان المعترف بخطاياه من الهيكل مبررًا أكثر من الفريسي؟ إذن بالتأكيد يسمع الله للخطاة. لكن الذي نطق بهذه الكلمات لم يكن بعد قد غسل وجه قلبه في سلوام. لقد عبر السرّ أمام عينيه، لكن لم يتأثر القلب ببركة النعمة. متى غسل هذا الأعمى وجه قلبه؟ عندما جاء إليه الرب نفسه بعد أن طرده اليهود. إذ وجده وقال له: "أتؤمن بابن الله؟" أما هو فقال: "من هو يا سيد لأؤمن به؟" لقد رآه فعلًا بعينيه فهل رآه بقلبه؟ لا، لم يكن بعد قد رآه بقلبه. انتظروا فإنه سيراه... أجابه يسوع: "الذي يتكلم معك هو هو" [٣٧]. هل شك؟ لا، فقد غسل وجهه. لقد تكلم مع "سلوام" التي تفسيرها "المُرسل". من هو المُرسل إلاَّ المسيح...؟ هو نفسه سلوام. اقترب إليه الرجل الأعمى بقلبه، لقد سمع وآمن وسجد، غسل وجهه فرأى القديس أغسطينوس + في الخروج أيضًا الكهنة الذين يقتربون إلى الرب الإله يلزمهم أن يتقدسوا لئلا يتركهم الرب (خر ١٩: ٢٢). وأيضًا الذين يقتربون إلى مذبح القدوس للخدمة لا يجلبوا معهم خطية لئلا يموتوا (خر ٢٨: ٤٣). الشهيد كبريانوس + إذ نضع هذه الأمور أمام أعيننا فبكل حرص وتقوى نهتم بذلك في سيامة الأساقفة، فيلزمنا أن لا نختار أحدًا إلا الكهنة الذين بلا عيب والمستقيمين الذين يقدمون ذبائح الرب بقداسة واستحقاق أمام الله. هؤلاء قادرون أن تُسمع صلواتهم هذه التي يقدمونها من أجل سلامة شعب الرب. الشهيد كبريانوس |
|