الذات التي تعني أنا وأنت، ما زالت فينا. ونستطيع بما أُعطينا من وسائل النعمة أن نُقمع الذات ونضبطها ونكبح جماحها، لكننا لا نفقدها. كم مرة تأففنا وتألمنا من وجود هذه الذات القديمة! وكم مرة تمنَّينا لو أن الطبيعة الجديدة حلَّت محلها بالتمام ، وأنهَت وجودها، بدلاً من أن تكون شيئًا جديدًا أُضيف إلى جانب العتيق الموجود! فكل مؤمن له طبيعتان، جديدة وقديمة. وقال أحدهم: إن كل عمل وكل قول يصدر عنا، كل ما نؤديه وكل ما نفكر فيه، إنما يؤثر ويتأثر بواحدة من الاثنتين؛ بالطبيعة القديمة أو بالجديدة. فالطبيعة الجديدة تتغذَّى بالروحيات، والطبيعة القديمة تتغذَّى بالجسديات. ونحن المسؤولون عن ضعف وقوة إحداهما أو الأخرى.