|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزامير نصف الليل يقول المرنم: في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك: "فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَقُومُ لأَحْمَدَكَ عَلَى أَحْكَامِ بِرِّكَ" (مز62:119) لذلك رتبت الكنيسة صلاة نصف الليل للتأمل في الأقوال الإلهية والأحكام السمائية. وعندما كان السيد المسيح يصلي في البستان كان التلاميذ قد غلبهم النوم، فكان المسيح يأتي ليحثهم على السهر والصلاة لئلا يدخلوا في تجربة. وكما صلَّى المسيح في البستان 3 مرات كذلك رتبت الكنيسة تسبحة نصف الليل على ثلاث خدمات. الخدمة الأولى: نصلي فيها بعض مزامير مأخوذة من باكر والسادسة والغروب، وهي تتفق مع جهاد المسيح في البستان، ونبوات عن آلام المسيح وموته بالجسد، والمزامير كلها صراخ لله في وقت الضيقة وتسبيح لله على استجابته والخلاص الذي قدمه (عب7:5). وهذا لأن في وقت نصف الليل كان المسيح في القبر إذ قام باكرًا والظلام باقٍ. ونحن إذ نصلي بهذه المزامير نذكر ضيقة حياتنا الأرضية فنصرخ لله ليعيننا في شدائدنا وفي حروبنا الروحية. مشتاقين للمجيء الثاني لنجد فيه الراحة والمجد، فكما أننا في الليل نرقب طلوع الشمس ومجيء النور، هكذا في حياتنا نرقب مجيء المسيح شمس برنا. ولذلك نصلي في هذه الخدمة إنجيل العذارى الحكيمات اللواتي كن مستعدات لاستقبال العريس. كيف نستعد لاستقبال العريس؟ هذا ما يجيب عنه (مز9:119) "بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك" أي بحفظ وصايا الله، وهو بهذا يحفظ نفسه. والمزمور (119) يكرر الكلمات (وصايا/ ناموس/ شهادات/ حقوق/ طرق/ فرائض/ عجائب/ أقوال/ كلمات/ أحكام) ويشرح ويؤكد أهمية الوصايا الإلهية، وأنها كنور يرشد من يسير في طريق الملكوت، وأنها تحرر الإنسان من سلطان الخطية. وتنميه في النعمة والقامة. ومن يستمع للوصايا يكافئه الله (بعدم الخزي/ وعدم السقوط في الخطية/ والنجاة من الهلاك/ واقتناء الحكمة والاستنارة/ رِضَى الرب) وبالتالي يضمن أن يكون له مع العذارى الحكيمات نصيبًا في الحياة الأبدية. والمزمور (119) يحتوي على (22) قطعة بحسب حروف الأبجدية العبرانية، وكل قطعة آياتها تبدأ بحرف. الخدمة الثانية: نصلي فيها مزامير الغروب (120-129) من ترانيم المصاعد. وكما ذكرنا من قبل أنها تتدرج روحيًا. فمن يسلك بحسب وصايا الله ينمو روحيًا. أما الإنجيل فيحدثنا عن دموع المرأة الخاطئة التي أحبت كثيرًا وجاهدت بدموع كثيرة وانسحاق تام حتى نالت غفران خطاياها. وهذا هو المطلوب من كل منا أن ننسحق مثلها ونشعر بخطايانا فنحن لا نستطيع أن نقترب من الله إلا بأسلوب المرأة الخاطئة. المزمور (119) يكلمنا عن وصايا الرب والوصايا تقود للتوبة. وموضوع التوبة هو محور خدمة نصف الليل الثانية. الخدمة الثالثة: نصلي فيها مزامير النوم. وهي تشمل بقية ترانيم المصاعد ومزامير صراخ لله ثم مزامير تسابيح لله على استجابته. وإنجيل الخدمة الثالثة يحدثنا أن لنا نصيبًا في الملكوت قد أعده لنا الله فلنوجه اهتمامنا وأنظارنا إليه حتى لا نفقده ولنصرخ في جهادنا ونسهر حتى لا يضيع منا هذا النصيب. ولنسبح الله على عمله الخلاصي ومحبته وأنه أعطانا أن ننتمي إلى السماء وأصبحت السماء وطننا، وأننا غرباء في هذا العالم فلا نتعلق به. ونلاحظ: الخدمة الأولى: تكلمنا عن الوصايا. والذي يتبع الوصايا يبدأ طريق التوبة. والخدمة الثانية: تكلمنا عن التوبة. والتوبة تعطي استعدادًا للمجيء الثاني. والخدمة الثالثة: تكلمنا عن الملكوت. والمستعد ينال ميراث الملكوت. |
|