مَنْ سَرَّحَ الْفَرَاءَ حُرًّا،
وَمَنْ فَكَّ رُبُطَ حِمَارِ الْوَحْشِ؟ [5]
يرى بعض الآباء في الفراء والحمار الوحشي اللذين يمرحان في البرية بلا عائق رمزين إلى الذين يسلكون في حياة الوحدة في حرية الروح.
v الحمار الوحشي الذي يقطن في عزلة، يعني حياة أولئك الذين يقطنون بعيدًا عن ازدحام الناس. بلياقة قيل "حرًا" أيضًا، لأن مشقة السلوك الدنيوي عظيمة، يرتبك العقل بها، حتى وإن كانت أتعابها بالنسبة لهم مقبولة. للتحرر من حالة العبودية هذه يلزم عدم اشتهاء أي شيء في هذا العالم. فإن الناس يسعون وراء الغنى، والعدو يضغط بنوع من نير العبودية الرهيب.
أما من يحرر عنق ذهنه من سلطان الشهوات الزمنية، فإنه يتمتع بنوعٍ من الحرية في هذه الحياة... لقد رأى الرب هذا النير الثقيل عندما قال: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28)... فإن الرب يحل رباطات الحمار الوحشي عندما يمزق من ذهن مختاريه، قيود الأخطار الضعيفة وبرحمته يمزق إربًا كل ما يقيد فكرهم الباهر.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v البرّيّة هي أم السكون، إنها الهدوء والميناء الذي ينجينا من كل المتاعب[1358].
القدّيس يوحنا الذهبي الفم
v إن مجرّد النظر إلى القفر يهب النفس سكونًا، ويقتل شهوات الجسد فينا.
مار اسحق السرياني