عندما يعلن يسوع مجيء الرُّوح القُدُس يُسميه المُؤَيِّدُ وباللغَّة اليونانيَّة الباراقليط (παράκλητος)، أي المحامي أو المُعزّي. وتحمل كلمة "المُؤيِّد" أيضًا في طياتها عمل العون والتَّشجيع والتَّعزية والدفاع. ويوحي إلينا هذه اللقب طبيعة المعركة، إذ سيأتي الرَّبّ للدِّفاع عن أحبائه. الإنسان هو دومًا مُهدَّد ومُعرَّض لمجابهة الشَر والشَقاء وإبليس: أي الخطيئة والمعاناة والشَيطان. ويعي يسوع هذه الأمور ويأخذ على عاتقه الدفاع عن الإنسان كي يُخلَّصه من براثن الخطيئة والموت والشَيطان.
فالرُّوح القُدُس يحلّ محلّ المسيح بعد قيامته ليؤيِّد التَّلاميذ (يوحنا 14:26)، وليجعلهم يفهمون الواقع العميق لعمل المسيح، وليكشف لهم معنى هذا الزَّمن السِّريّ الذي يعيشونه: زمن حضور جديد للربّ، زمن اتحاد جديد معه (يوحنا 16:13-15) ويساعدهم على فهم ٍمتجدّدٍ لكلماته كما أعلن يسوع لهم: " ولكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوح القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم " (يوحنا 14: 26).
إذ يرسل الآب مُؤيِّدا أي روحه القدوس ليُثبِّت التَّلاميذ على شَهادتهم منتهى الدهر. وباختصار، مُهمَّة المُؤيِّد موجّهة نحو القضايا الكبرى: الخطيئة والبِر والدَّينونة. إنَّه يؤيدنا، وذلك بأنه يُبكت العالم على الخطيئة والبِرّ والديَّنونة.