|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس صموئيل النبي فقال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته ( 1صم 16: 1 ) يكشف الروح القدس أمامنا صموئيل كبطل من أبطال الإيمان، وكرجل من رجال الصلاة. رجل يمثل لنا الأشخاص المُخلصين الذين لا يراعون صوالحهم الشخصية، بل صالح عمل الرب. فمَنْ كان يظن أن صموئيل ينوح على شاول المتمرد، وعلى الشعب الذي رفضه؟ كان من المنتظر أن صموئيل يشتكي عليهم، ولكن العجيب أنه كان ينوح عليهم، ولا شك أنه طلب كثيراً لأجل إصلاحهم. وكل الآلام التي تألم بها من جراء تمرد الشعب ورفضهم لله، لم تجعله يمتنع عن أن يطلب من أجلهم ومن أجل ملكهم العاصي "حاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم .." ( 1صم 12: 23 ). والمُدهش أنه لم يكف عن الصلاة والنوح إلى أن قال له الله: "حتى متى؟" لقد كان يصلي بقلب منكسر ودموع مستمرة. لقد كان مشغولاً بعمل الرب وراحة شعبه. وكان مثله كمثل إرميا النبي الذي انتحب قائلاً: "يا ليت رأسي ماء وعينيَّ ينبوع دموع فأبكي نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي" ( إر 9: 1 ). إن أشخاصاً من هذا النوع يستحقون المدح والكرامة. وقد استجاب الرب لصموئيل واستخدمه في خدمة جديدة كفكف بها دموعه إذ قاده لاختيار الشخص الذي حسب مسرة قلب الله، وليس حسب شهوة الناس واختيارهم. لأن الشخص المختار من الرب رأساً هو وحده الذي يبني ويصلح. فطوبى للخادم الذي يُقيمه الرب ويمسحه، أما شاول فلم ينفع لأن مصدر اختياره من الشعب، وهذه نفس الغلطة التي وقعت فيها المسيحية الاسمية إذ بدلاً من أن تنتظر من الله أصحاب المواهب، اختارت لنفسها حسب نظرها، وهذا ما أشار إليه الرسول "حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مُستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق " ( 2تي 4: 3 ). ماذا نفعل عندما نجد أن الحصاد كثير والفعلة قليلون؟ الإجابة: "فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده" ( مت 9: 37 ). يجب أن نعرض حاجتنا على الله الذي أعطى ولا يزال يعطي لأن "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" ( يع 1: 17 ).. |
|