رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ أَعْدَائِي ظُلْمًا. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ [4]. يقول المرتل عن السيد المسيح إن أعداءه أكثر من شعر رأسه، وقد صُلِبَ السيد على جبل الجلجثة أي الجمجمة حيث نُزعَ الشعر عن الرأس، هؤلاء الذين أبغضوه بلا سبب، ونحن كأعضاء جسده لنترك العالم يبغضنا، ولكن بلا سبب، حيث لا نرد بغضة بالبغضة. * قارن أعداءه بشعر رأسه. لهذا فإنهم جُزوا عندما صُلب في موضع الجلجثة (الجمجمة) (مت 27: 33). والآن أيها المسيحي إن كان يلزم أن يبغضك العالم، لماذا لا تسمح له أن يبغضك بلا سبب؟ القديس أغسطينوس * "رددت الذي لم أخطفه" [4]. لهذا فإن المسيح باحتماله الموت ظلمًا دفع ما كان يجب أن يقدمه آدم عدلًا. بسط الأخير يده لثمارٍ حلوة، والأول بسط يديه للصليب المُر. واحد يشير نحو شجرة الموت، والآخر نحو شجرة الخلاص. ارتفع واحد ضد الله وسقط، وتواضع المسيح لكي يرفع كل البشر. جلب آدم الموت لكل أحد، واسترد المسيح الحياة لهم جميعًا . الأب قيصريوس أسقف آرل * المجد لذاك العالي الذي مزج عقولنا بملحه (مت 49:9)، ونفوسنا بخميرته. جسده صار خبزًا ليحي موتنا...! المجد للديان الذي دين، وجعل تلاميذه الاثنى عشر يَدينون الأسباط، والجهلة يلومون كتبة الأمم! * اجتمعت الأمم وجاءت لتسمع ضيقاته! المجد لابن الصالح الوحيد، الذي رذله أبناء الطالح! المجد لابن البار وحده، الذي صلبه أبناء الشرير! المجد للذي حلّ رباطاتنا، ورُبط من أجل جميعنا! المجد لذاك الجميل الذي أعادنا إلى صورته! المجد لذاك الحسن الذي لم ينظر إلي قُبحنا! المجد لذاك الذي زرع نوره (مز11:97) في الظلمة، فصار باختفائه موضع تعبير، فكشف أسراره، ونزع عنا ثوب قذارتنا (زك 3:3)! المجد لذاك العالي الذي مزج عقولنا بملحه (مت 49:9)، ونفوسنا بخميرته. جسده صار خبزًا ليحي موتنا! السبح للغني الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 4:69 ، لو 6:16)، وكتب على نفسه صكًا وصار مدينًا![91] * المجد للذي حل رباطتنا، ورُبط من أجل جميعنا! السُبح للغني الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 69: 4)، وكتب على نفسه صكًا وصار مدينًا! بحمله نيره كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا! المجد لكرَّام عقولنا الخفي! بذاره سقطت على أرضنا فأغنت عقولنا! ثمره جاء بمئة ضعف في كنز نفوسنا! مبارك هو "الراعي" الذي صار حملًا لأجل مصالحتنا! مبارك هو "الغصن" الذي صار كأسًا لأجل خلاصنا! مبارك هو "العنقود" الذي هو دواء الحياة! مبارك هو "الفلاح" الذي صار "قمحًا" لكي يزرع، و"حِزْمة" لكي تقطع! لنُسَبِّحه، فهو الذي أحيانا بتقليمه! لنُسَبِّحه، فهو الذي حمل اللعنة عنا بإكليل شوكه! لنُسَبِّحه، فهو الذي أمات الموت بموته! لنُسَبِّحه، فهو الذي زجر الموت الذي تغلب علينا! القديس مار أفرام السرياني * من جانب آخر، فإن السيد المسيح لم ينطق بغش من فمه (1 بط 2: 22، إش 53: 9).فالذي أظهر كل برّ وتواضع ليس فقط لم يتعرض لهذا النوع من الألم عن استحقاقه، بل وفُرِضَ عليه لتتحقق فيه نبوات الأنبياء، التي أعلنت أنها ستتم فيه، كما جاء في المزامير إذ سبق روح المسيح فتغنَّى قائلًا: "يجازونني عن الخير شرًا" (مز 35: 12). "حينئذ رددت الذي لم أخطفه" (مز 69: 4). "ثقبوا يديَّ ورجليَّ، أحصوا كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ" (مز 22: 16-17). "ويجعلون في طعامي علقمًا وفي عطشي يسقونني ماء" (مز 69: 21). "يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون" (مز 22: 17). لقد احتمل هذا كله لا عن شر ارتكبه، لكن لكي يتم فيه كلام الأنبياء... العلامة ترتليان * واضح أن الشَعْرَ أحيانًا يشير إلى الفضائل وأحيانًا أخرى إلى الخطايا. فعندما تكلم النبي عن خطاياه قال: "هذا الشَعْرُ الذي بلا عدد لرأسي". الأب قيصريوس أسقف آرل |
|