23 - 02 - 2023, 10:31 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
افتقاد أصحابه الثلاثة له
"فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُ أَيُّوبَ الثَّلاَثَةُ بِكُلِّ الشَّرِّ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ،
جَاءُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ:
أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ،
وَتَوَاعَدُوا أَنْ يَأْتُوا لِيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ" [11].
ذكر هنا أسماء أصدقائه الثلاثة الذين جاءوا يرثون له ويعزونه. ربما كان حاضرًا معهم الشاب أليهو، وقد استمع إلى المناقشات، ويبدو أنه لم يكن صديقًا لأيوب لأنه كان يصغره جدًا في السن، لكنه حضر كمستمعٍ. ربما كان يحب مجالسة الشيوخ، ولعل منظر أيوب في مأساته قد جذبه، فاشتاق أن يقدم له خدمةً ما أو كلمة تعزية.
أما الأصدقاء الثلاثة فكانوا متقدمين في السن، بل كانوا شيوخًا، اشتهروا بالمعرفة والحكمة والصلاح، وكان لهم تقديرهم وكانت آراؤهم تُقابل بالاحترام (أي 32: 6). ربما كانوا يحتلون مراكز رفيعة في الدولة، كأمراء أو رؤساء. ربما كانوا أقرباء له، إذ كان الثلاثة أحفاد إبراهيم، غالبًا ما ورثوا عنه بعض التعاليم والثمار الصالحة. فأليفاز التيماني ملك التيمن كان ابن تيمان حفيد عيسو (تك 36: 11). يرى البعض أن أليفاز هنا ليس الابن الأكبر لعيسو بل حفيده الذي دُعي على اسمه. وكان بلدد الشوحي ابن شوح الذي ولدته قطورة لإبراهيم (تك 25: 2). وصوفر النعماتي على ما يُظن هو صفوا حفيد عيسو (تك 36: 11). كان ثلاثتهم من الأمم، حملوا بعض الجوانب الطيبة، منها أنهم دون غيرهم من غالبية الأصدقاء لم يتركوا أيوب في محنته، بل صاروا يشاطرونه أحزانه كما شاطروه قبلًا في مسراته.
جاءوا ليس حبًا في الاستطلاع، ولا بدعوة من أحدٍ، إنما اتفقوا معًا في عمل الخير. كانوا مخلصين في رغبتهم في التعزية، وإن اتضح أنهم كانوا معزين متعبين بسبب عدم حكمتهم في معالجة الأمر.
لم نسمع عن المساكين والمحتاجين الذين يعولهم، ولا الأيتام والأرامل الذين كان يهتم بهم، قد جاء واحد منهم يسأل عنه في محنته. لعلهم سمعوا بالنكبات المتوالية فسقطوا فيما سقط فيه هؤلاء الأصدقاء الثلاثة، وحسبوا أنه كان شريرٌا أخفى شره بالعطايا الظاهرة والاهتمام المظهري.
عدم حضور أحدهم بلا شك كان له أثره السيئ على نفسية أيوب، إذ حسبهم قد تعثروا في شخصه.
|