لماذا لم تأمرني يا سيدي بانقاذ ابنك؟؟
(قصه رائعه)
كان الملك الوثني يصرخ كثيرا امام وزيره المسيحي ان الايمان بتجسد الله انما هو خرافه ...وان المسيحيين لسذاجتهم يعتقدون بهذا...وكم حاول الوزير المؤمن ان يقنع الملك بأن التجسد الالهي حتميه لابد منها لخلاص الانسان ولكن ذهبت كل محاولاته ادراج الرياح.
اخذ الوزير يفكر بعمق مع نفسه في طريقه جديده لاقناع الملك بالتجسد..واخيرا هداه الله لفكره استحسنها وشرع في تنفيذها...لقد طلب الوزير من احد الفنانين النحاتين ان يصنع تمثالا مطابقا لشكل وحجم ابن الملك ...ورسم الوزير الخطه مع المربيه ..فعندما يعطيها اشاره معينه تلقي بالتمثال في البحيره التي في وسط القصر...وبينما كان الملك والوزير يتمشيان في حديقه القصر اعطي الوزير الاشاره فألقت المربيه بالتمثال في البحيره امام اعين الملك ...وكاد عقل الملك ان يطير منه وهو يري (ابنه) يسقط في البحيره...وفي لحظات القي الملك بنفسه في البحيره لانقاذ ابنه...واذا به يكتشف انه تمثال...وهنا هاج الملك وثار في وجه الوزير والمربيه علي هذا (الفصل) الذي عملوه فيه...
ولكن الوزير اجاب بهدوء قائلا: لماذا لم تأمرني يا سيدي انا او المربيه بانقاذ ابنك؟؟
اجاب الملك:انه ابني انا ولن يخاف عليه شخص مثلي ...لذلك فأنا لا أئتمن اي انسان علي خلاصه.وهنا جاء رد الوزير صريحا: ان كان هكذا قد جاء تصرفك يا سيدي تجاه ابنك...فهل تظن ان تصرف وشعور الله تجاهنا نحن ابناؤه_عندما رآنا غارقين وهالكين في بحر الخطيه _ سيكون في مستوي اقل مما فعلته انت تجاه ابنك...حاشا طبعا...
فهذا ما نصلي به في القداس الغريغوري "لا ملاك ولا رئيس ملائكه ولا رئيس آباء ولا نبيا ائتمنته علي خلاصنا.بل انت بغير استحاله تجسدت وتأنست وشابهتنا في كل شئ ما خلا الخطيه وحدها.
