بشارة الملاك للعذراء مريم
هى بشارة مُفرحة لها ولكل البشرية
وفى الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك إلى مدينة صغيرة،
غير مهمة، في الجليل اسمها ناصرة،
إلى فتاة صغيرة،
بعيدة عن الأنظار،
تُدعى مريم.
ان الله يهتم بكل الناس مهما كانوا.
وكانت مريم مخطوبة لرجل،
والخطبة حسب التقليد اليهودى
تعادل من الناحية الرسمية الزواج السائد حاليًا.
لذلك دُعيت القديسة مريم "امرأة يوسف"،
ودُعى هو رجلها.
إن الرب رتب ان تُخطب ليوسف
رغم أنها نذرت نفسها أن تبقى عذراء،
ورغم أن يوسف كان بالغًا من العمر 89 سنة،
لينزع الشك من جهتها أمام الناس
حينما يظهر عليها الحمل الإلهى. بشرها الملاك أنها وجدت نعمة في عينى الرب،
فهى ستحبل وتلد ابنًا وتدعوه يسوع أي مخلص،
فقالت مريم" كيف يكون لى هذا؟"
وهذا الرد يؤكد نيتها على البتولية،
ولو كانت تنوى الزواج كان ممكنًا أن تقول،
"متى يكون هذا"؟
فطمأنها الملاك بأنها قد اختيرت من السماء
لتكون أما للإله
فالروح القدس يحل عليها وقوة العلى تظللها
لأن القدوس المولود منها هو ابن الله،
وأيضًا أليصابات نسيبتها حبلى بابن في شيخوختها.
فآمنت مريم بأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.
فهى مريم أم الإله، الدائمة البتولية،
التي قالت النبوة عن بتوليتها
"هذا الباب يكون مغلقا، ولا يدخل منه إنسان،
لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا،
ولا يدخل منه إنسان،
لأن الرب الرئيس الرئيس هو يجلس فيه"
(حز 44: 1 - 3)
عجيبة أنتِ يا أمى القديسة.
كيف نلتِ هذه النعمة؟
لعله حديثك وتسبيحك للرب جذب قلبه
حتى أتى وسكن فيك؟
أو لعله الحب الصادق لإلهك
هو الذي جعلك تسعدين بمن تحبين،
تحملينه في أحشائك، ترضعينه لبنك،
تتعهدينه بحنانك؟ أو لعله اتضاعك
الذي جعل السماء كلها تتحرك والابن يتجسد منك؟
حقًا مباركة أنت في النساء
يا من صعد حبها وأمانتها وأتضاعها إلى السماء،
فجذب ابن الله لأرضنا.
ويقول لنا القديس أمبروسيوس
(احرص أن تتمم مشيئة الآب لكى تكون أمًا للمسيح).
لأن
"من يصنع مشيئة أبى هو أخى وأختى وأمى"
(مر 3: 35).