رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة أبونا بيشوي كامل لأبناء الكنيسة في كل مكان! تسلحوا بالإيمان المستقيم! وتأصلوا في كنيستكم القبطية الأرثوذكسية! أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية قرارين منذ أيام، قرار الاعتراف بقداسة أبونا بيشوي كامل، وقرار الاحتفال بالتراث القبطي في عيد دخول المسيح لأرض مصر تحت اسم "اليوم القبطي العالمي"بهدف تقديم إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى العالم. والعلاقة بين القرارين تكمن في أن أبونا بيشوي كامل كان قد أكد على العلاقة بين هذا العيد تحديدًا وبين التمسك بإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية! بل وقال أن هجرة القبط إلى بلاد المهجر كان تدبير إلهي لحفظ الإيمان في أنحاء العالم! فقد كان أبينا بيشوي كامل مخلصًا لهويته القبطية الأرثوذكسية إلى اقصى حد، ويدافع عنها باستماتة في جميع عظاته بكل الطرق، كما دافع عن جميع معتقداتها في مواجهة غزو الطوائف، حتى أنه كان يمدح بشدة الآباء الأقباط الذين تعرضوا لهجوم من خصوم الكنيسة، مثل البابا ديمتريوس الكرام والبابا ثاؤفيلوس والبابا ديسقوروس. أما فكرة الاحتفال باليوم القبطي العالمي فقد انطلقت أساسًا من إيبارشية جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون فرصة ذهبية للشهادة للإيمان المستقيم في وسط عالم مريض وفاتر، وهي أيضًا فرصة قد لا تعوض لدعوة شعوب الكنائس التي سقطت وانحرفت في مستنقع قبول زواج المثليين لكي يتعرفوا على إيمان الكنيسة الأولى الذي لم يصيبه أي تغيير! كما أنها رسالة حارة إلى الكنائس التي طالتها أنياب البدع الحديثة فخربتها، وصارت مبانيها خربة وخاوية من المؤمنين، فبيعت لكي تصبح معابد لأديان أخرى، وبعضها بيعت لتتحول إلى ملاهي ليلية! وقد تحدث أبينا بيشوي كامل عن هذه الكنائس فوصفها قائلًا: "أن الكنائس التي بدأت تتفاهم مع العالم، لكي تصل إلي حلول للتطورات الحديثة والسريعة، لكي تتلاقي معه في أنصاف الحلول، ابتلعها المجتمع!" وهذه هي بالضبط رسالة المتنيح القمص بيشوي كامل لنا في هذا اليوم، وهي الرسالة التي كتبها بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض مصر! يحدثنا فيها بفخر عن الكنيسة القبطية، ويطالبنا أن نتسلح بالإيمان المستقيم، وأن نتأصل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكأنه كان يرى أن هذا اليوم بالذات هو يوم الهوية القبطية الأرثوذكسية! فإليكم نص رسالته القيمة كما هي: "لا شك أن مجيء ربنا يسوع المسيح إلى بلادنا دون سائر بلاد العالم نعتبره بركة عظمى وقد كان كذلك. فنحن نعتبر البلد الوحيد في العالم الذي آمن بالمخلص شعبًا وليس دولة. فالبركة التي منحها إلهنا الصالح للشعب القبطي أينما حل في بلادنا قد فتحت قلوب المصريين أفرادًا فآمنوا في وقت قصير. أما باقي البلاد فقد آمن القليلون إلى أن آمن الملوك والأباطرة فتحولت الدولة بأكملها إلى المسيحية، لهذا ظل الإيمان المستقيم حيا في قلوبنا، سكن أولًا في أجدادنا وتوارثناه عنهم. إن وجود الكنيسة القبطية حتى الآن بالرغم من الاضطهادات التي قابلتها هي معجزة إلهية ظاهرة. وهذا حق لأنه فيما قد اندثرت المسيحية من جميع البلاد المحيطة بنا، ظلت مصر من أقصاها إلى أقصاها تتصاعد منها رائحة المسيح الزكية، حتى أننا لا نغالى إذا قلنا إن هجرة الكثيرين من الأقباط إلى جميع أقطار المسكونة أنما هو تدبير إلهي لحفظ الإيمان في أنحاء العالم. لقد ظلمنا العالم المسيحي قروناً طويلة، وها هو يرى ويحس ويتلمس الإيمان المستقيم في الكنيسة القبطية وأبنائها الذين صمدوا كأجدادهم ثابتين على صخرة الدهور الحي إلى أبد الآبدين. لنحتفل بالعيد (عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر) ليس بمظاهر العالم بل مقدمين ذواتنا ذبيحة حية مرضية أمام الرب، حريصين على أن تكون بيوتنا كنيسة صغيرة يتمجد فيها الرب يسوع بالتسابيح والصلوات والأصوام النقية الطاهرة. لنربي أولادنا في تأديب الرب وانذاره ونسلحهم بالإيمان المستقيم ونجتهد في أن نصحبهم إلى الكنائس للتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين حتى يسرى فينا ينبوع الحياة, ويتأصلوا في كنيستهم القبطية الأرثوذكسية. الرب يثبتكم في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، بالطلبات التي تطلبها عنا القديسة الطاهرة مريم والقديس يوسف النجار وقديسي الكنيسة وصلوات أبينا المكرم البابا شنودة الثالث, الرب يحفظ حياته سنين عديدة وأزمنة سالمة هادئة ويخضع أعدائه تحت قدميه، لإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين." |
|