القمص بيشوي كامل تذكاره
تذكارهوبعد سنة من نياحته أقيمت له صلوات تذكارية في كنيسة مارجرجس رأسها قداسة البابا شنودة الثالث أيضًا. ثم ألقى كلمة نقتطف منها ما يأتي: "إنه ليفرحني يا أحبائي أن أشترك معكم في التكريم اللائق بخادم أمين كانت حياته رائحة ذكية. بخورًا. لحنًا متناغمًا من مزمور... لم يعد شخصًا بل بالحري أصبح رمزًا: رمزًا لخدمة روحية قوية، جهدًا بنّاءً، درسًا لجميع الذين يريدون أن يخدموا في محبة وولاء... وله مزاره كتذكار حي لمحبته تجاوبت معها محبة شعبه... لقد أعدَّ الله موسى حين شب "مهذبًا بكل حكمة المصريين"، كذلك أعد الله شاول الطرسوسي – بولس الرسول – حين جلس عند قدميّ غمالائيل. وعلى هذا النمط أعد الله أبونا بيشوي بالتربية المدنية والدينية معًا. وفوق هذا كله منحه قلبًا مليئًا بالوداعة والتواضع والشجاعة وبالتقدير الشامل للآخرين ومعاملتهم بغاية الرقة. لقد حباه بإمكانية من الحب تتخطى حدود الزمان والمكان والشخصيات... وكان يرى في الكاهن شهيدًا يخدم شعبه بروح الاستشهاد – أي مقدمًا ذاته بل حياته في سبيلهم متقبلاً التعب والألم والاضطهاد من أجلهم – وعاش بهذا المبدأ. لذلك أصبح "أبًا" لعدد من الكهنة، أبًا لخدمة تمتد إلى ما وراء الحدود... فحينما دخل لوس أنجيلوس أدخل معه روحًا جديدةً – لا بل بالحري أدخل معه ملكوت السموات. لقد نفخ في الناس روح الأرثوذكسية لأنه كان يؤمن تمامًا بروحانيتها العميقة... وامتد خارجًا فأسس كنيسة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، وأخرى بدنفر بكلورادو في بورتلاند ورابعة في سياتل وخامسة في هيوستن بتكساس وسادسة في جيرسي ولكل الكنائس في أنحاء الولايات المتحدة كان يرسل مطبوعاته باستمرار... ولم يدعه عمله للجماعة ينسى عمله للفرد: فسعى وراء كل واحد شخصيًا. لقد كان عجيبًا حقًا في سعيه وراء الفرد. وكل مشكلة قدمت له من شخص حلّها بحنان ومحبة... وكان أبونا بيشوي عجيبًا أيضًا في محبته للقديسين: فيسافر إلى دير مارمينا ليسهر مع القديس عشية تذكاره. ويذهب إلى أي دير يوم تذكار مؤسسه. وهؤلاء النساك آباء الصحراء لم يكونوا وحدهم أصحابه: فكان يذهب إلى كنيسة السيدة العذراء بالعزب بالفيوم ليسهر ثم ليصلي القداس الإلهي في تذكار الأسقف الأنبا إبرآم. وإني لأتعجب من الترحيب الذي لاقاه به القديسون حين انضم إليهم في الفردوس!... لقد انسابت محبة الكنيسة في شرايينه... ولقد خدم كأب روحي. وخدم المذبح حاملاً في داخله شعبه إلى حضن الآب السماوي... كان حنانه يتسع إلى محبة مبغضيه. كان يحب الضال والمشاغب. وحين كان يخدم في كنيسة مارجرجس والأنبا شنودة التي اشتراها بجيرسي سيتي نجح في تعميد يهودية متعصبة. وحينما كان بالمستشفى في لندن اكتسب ممرضته الملحدة إلى السيد المسيح.
فلتكن شفاعته مع جميعنا. آمين".