رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي إرميا 11 عوض لعنة الناموس دخلت بي إلى حضن أبيك! * طوباك يا موسى، ارتفعت على جبل سيناء لتقضي أربعين يومًا وسط سحابة القداسة، تسمع تسابيح السمائيين، وتقبل لوحي العهد من يدّ خالقك! نزلت متهللًا، فقد وقَّع الله عهدًا مع شعبه، أعلنه بحب شديد وقسم! أقسم بذاته لا بخليقته السماوية أو الأرضية. أي عجب أعظم من هذا؟! * نزلت إلى أسفل الجبل: عوض سحابة القداسة، رأيت رجاسة ورقصًا! عوض تسابيح السمائيين، سمعت أغانٍ فاسدة! وعوض الالتقاء مع الله، شاهدت العجل الذهبي! لم تحتمل المنظر، فألقيت بلوحي العهد فانكسرا، معلنًا عن خيانة الشعب للعهد منذ اللحظات الأولى، وسقوطه تحت لعنة الناموس! * هذا هو حالي وحال اخوتي! لقد كسرتُ العهد، وعصيت الوصية الإلهية! فقدت ختان القلب والأذن، فلم أعد قادرًا على سماع الكلمة الإلهية! وأُغلق عليّ في لعنة كسر الناموس! * قبل تجسدك أيها الكلمة الإلهي قدمت ذاتك لأنبيائك! صِرتَ أيها الكلمة مع إرميا، تعمل فيه! لتأتٍ إليّ ولتسكن في أعماقي! لِتُقم عهدك الجديد معي! فأصير بحق من رجال يهوذا وسكان أورشليم! أنتَسِب للأسد الخارج من سبط يهوذا، وتصير أورشليم العليا موطني إلى الأبد! * نزلت إليّ يا قدوس، دخلت معي إلى اللعنة لا بكسر الوصية، إذ أنت هو كلمة الله، لكنك قبلت اللعنة، إذ ُعلقت على الصليب! دخلت معي، إذ صرت لعنة لأجلي، حاملًا لعناتي في جسدك، حطمت دائرة اللعنة وفجَّرت أبوابها، حملتني فيك، وانطلقت بي إلى سمواتك، عوض اللعنة دخلت بي إلى البركة! * في عتاب الحب تناجيني. ما لحبيبتي في بيتي؟! قبلتني مسكنًا مقدسًا لك، وجعلتني محبوبتك، تتحد معك، وتنعم بشركة مجدك! لكنني عملت فظائع كثيرة، أسأت إلى مقدساتك في داخلي، وعوض ذبيحة الصليب عشت في لهوٍ وملذات. أي عذر أقدمه لك يا مخلصي؟! * أقمتني زيتونة جميلة مغروسة في بيتك، عوض ثمر الروح حملتُ ثمار شهوات الجسد، واستحقت أغصاني التي التهبت بنار الشهوة نار التأديب! من ينقذني من نيران الشر إلا نيران روحك القدوس؟! من يرد لي جمالي وثمري فيك إلا نعمتك يا قدوس؟! اعترف لك إني خنت عهدك، هب لي أن تجدده في داخلي يا من حملت اللعنة عني! احملني إلى حضن أبيك واحفظني فيك! * ما أعذب عهدك يا شهوة قلبي، أخرجتني لا من عبودية فرعون، بل من عبودية إبليس، وقدمت لي لا أرضًا تفيض عسلًا ولبنًا، بل حضن أبيك، فردوسًا أبديًا. دخلت بي إلى الراحة عوض السخرة، راحة صليبك واهب القيامة، راحة شرف العمل معك بروح الجدية العذبة. تبكر إليّ وتشتاق أن أبقى معك في العهد الجديد الذي قدمته بدمك الثمين. هب لي أن أتمسك بعهدك، أعطني أن أستعذب وصيتك، امنحني الأذن المختونة فلا أعود أخون العهد بعد! * أعترف لك أيها الآب القدوس! رجعت إلى آثام آبائي الأولين العصاة! رجعت إلى عمل إبليس وملائكته الذين تبَنُّوني في الإثم! لأترك بيت أبي وأجري وراءكّ اقبلني ابنًا لك عوض عدو الخير! حرِّرني أيها الأب لأختبر بنوتي لك كل يوم! لتبقى بنوَّتي لك عاملة في لا يحطمها الشرير! |
|