يسوع أعلن أن تَلامِيذه يصومون حين يرتفع العَريس عنهم، لكنَّهم يصومون بفهمٍ جديدٍ يليق بالعهد الجديد. فبعد صعوده حلّ الرُّوح القدس عليهم، فصاروا أشبه بثوبٍ جديدٍ أو زِقَاق جديدٍ، يحملون الطُّبيعة الجديدة التي على صورة خَالقهم، يمارسون العبادة بفكر جديد. بعد أن كان الصَّوم في العهد القديم حِرمانًا للجسد، صار في العهد الجديد تَحريرًا للنَّفس وإنعاشًا للقلب في الدَّاخل. يسوع هو مِحْوَر الصَّوم، حول وجوده وعدم وجوده. هذا يعني أن الصَّوم يستمدَّ معناه من يسوع، وليس من أي مصدرٍ آخر. بمعنى آخر يمكننا القول بأن المسيح أعطى للصوم معنى جديد وجذري. يقول لنا أنه عندما يكون حاضرًا بيننا فلا حاجة لنا للصوم. والكنيسة تقول استنادًا للإنجيل، بأن المسيح حيّ بيننا وهو حاضر معنا دائمًا. هذا يعني أن المسيحي ليس بحاجة إلى الصِّيام، بما أن المسيح "العَريس" حاضر في حياته وفيه؛ ولكن المُشكلة هي من طرفنا، بمعنى أننا نحن بعيدون عن المسيح بحيث نخرجه من حياتنا، وغالبًا نعيش كما لو أننا لسنا بحاجة إليه، وبالتَّالي على المسيحي أن تكون حياته كلها صيام، بمعنى أنها محاولات جادّة لجعل المسيح أكثر حضورًا في حياته.