رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "لِكَي لا يَهلِكَ" فتشير الى يسوع الذي هو كفارة. عرَفَ القدِّيسُ يوحنا الإنجيلي هذه الكفَّارةَ بقوله " فقالَ "يَا بَنِيَّ، أكتُبُ إلَيكُم بِهَذَا لِئَلا تَخطَأُوا. لَنَا شَفِيعٌ عِندَ الآبِ، وَهُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ البَارُّ، إنَّهُ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا" (1 يوحنا 1:2). وذكَرَ بولسُ أيضًا هذه الكفَّارةَ لمّا قالَ في المسيح: "ذَلِكَ الَّذِي جَعَلَهُ الله كَفَّارَةً فِي دَمِهِ بِالإيمَانِ" (روما 3: 25). ويومُ الكفَّارةِ باقٍ لنا إلى أن يَبلُغَ العالمُ نهايتَه. أمَّا عبارة "الحياةُ الأَبدِيَّة" فتشير الى "حَياةِ اللّهِ" (أفسس4: 18) المُتجسدة في المسيح (يوحنا 14: 6) والمعطاة الآن لكل المؤمنين. وليس في تلك الحياة موت ولا مرض ولا أعداء ولا شر ولا خطيئة بل سعادة وقداسة دائمة في السماء وحيث ان الله يريد أنّ نكون في شركة معه إلى الأبد ووارثة لمجد السماء وغناها، فإِنَّه تعالى لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (يوحنا 3: 17). فالله هو إله الخلاص، ولا يريد موت الخاطئ. وبالصليب يعلن الآب حبه لكل البشرية ببذل ابنه لكي يتمتع العالم بالحياة الأبدية. تاريخ الله مع البشر تاريخ محبة وخلاص. وعلى هذه الآية يرتكز الانجيل كله. |
|