لقد امتنع عن أن يعمّد من يولدون بواسطته «حتى لا يقول أحدٌ إني عمدتُ باسمِي» (1كو1: 15). كان هذا خطرًا حقيقيًا، خطرًا أُختبر في كورنثوس حيث وجد أولئك الذين قالوا «أنا لبولس».
من السهل أن نكرز بأنفسنا، وإذ عرف بولس هذا، يقول «فإننا لسنا نكرزُ بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع رَبًّا، ولكن بأنفسنا عبيدًا لكم من أجل يسوع» (2كو4: 5). إنها تجربة عظيمة أن نبرز أنفسنا بكرازتنا، أن نُدخل شخصيتنا في عملنا لله، أن نجمع الناس حولنا عوضًا عن أن نجمعهم حول ذاك الذي نكلمهم عنه، أن نحوّل الأنظار إلى نفوسنا أكثر من تحويلها إلى الرب. كم من الكنائس قد قاست الكثير من جراء جعل إحدى الشخصيات مسيطرة على العبادة بجميع أجزائها. ليس من السهل على شخص يشعر بتمتعه بقدرة روحية ومواهب عالية أن يظهر منكرًا لذاته في خدمته وقائلاً: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُصُ» (يو3: 30).