الشحات الفيلسوف
+++++++++++++
في القرن السادس عشر كان هناك لاهوتي ، امضى سنوات كثيرة يتوسل الى الله بأن يرسل من يرشده الى طريق القداسة و السعادة ، و يوماَ ما سمع صوتا يقول له :” قم الى الكنيسة فتجد على بابها رجلأَ يحقق لك بغية روحك”، فذهب الى هناك .. ليجد شحاتاً يستعطي فقال له :” أسعد الله صباحك يا أخي “. أجابه الشحات: لا أذكر انني قضيت يوماً رديئاً في حياتي .. فلماذا تدعو لي بالسعادة ؟ – أذن فليباركك الله! الشحات: و ماذا تعني ببركتك هذه ؟ أنا ما عرفت بحياتي ألا البركة . – معنى كلامي أنني أتمنى لك كل انواع السعادة ! الشحات : لست بحاجة إلى أي شيء من هذا .. لأنني ما شعرت يوما بالتعاسة . – أذن ليكن الله معك ! الشحات : و لكن الله معي دوماً ولا يفارقني ..فقال اللاهوتي مندهشا : رجائي إليك يا اخي أن تشرح لي موقفك لأني لا افهم شيئا .. فأجابة الشحات : “على الرحب و السعة ” ، و أخذ يسرد قائلاً: ما عرفت في حياتي يوماً رديئاً ، لأن كل ما يحدث هو من تدبير الله ، و كذلك ما لقيت في ما مضى من عمري ألا كل بركة ، لان ما من شيء يحدث بالكون بدون أرادة أبينا السماوي ، لهذا أنا أتقبل كل شيء بفرح و أطمئنان ما دام من يدي ربي و أبي ، أما الشقاء فما شعرت به قط .. لأني واثق بحنان إلهي و مستسلماً لارادته ، لم اطلب شيء لا يرضى الله به أو لا يريده لي ، لذا أجد الله في قلبي لا يفارقني ، و أتذوق بصحبته سلاماً و سعادة لا وصف لهما .
” الذين يحبون الله ، كل شيء يعاونهم للخير ” ( رو 28:8).