أمراض تسببها الملابس
عقم – التهابات جلدية – سرطان – تنيا جميعها أمراض خطيرة، ونسبة كبيرة من المصريين معرضين لها بسبب الملابس المنتشرة في الأسواق، نتيجة احتوائها على مركبات كيميائية ضارة وفقا لما أثبتته الدراسات البحثية، ولم تتوقف الكارثة عند ملابس الكبار فقط، فـالأطفال أيضا لهم نصيب في هذا الداء.
العقم
أولى الأمراض التي تسببها الملابس «العقم»، إذ كشف الدكتور مدحت عامر، أستاذ الذكورة والعقم بطب قصر العينى، رئيس الجمعية المصرية للصحة الإنجابية، عن أحدث دراسات منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت أن نحو 10% من الذكور والإناث في العالم يعانون من العقم وضعف الخصوبة للإنجاب.
وأكد «عامر» في تصريحات صحفية، خلال اختتام فعاليات المؤتمر الدولى الخامس للخصوبة والعقم، الذي عقد في مستشفى خاص بمحافظة المنوفية، أن المجتمع المصرى شهد ارتفاعًا كبيرًا في نسبة إصابة الجنسين بالعقم وانخفاضًا ملحوظًا في نسبة الخصوبة، وتأخر الإنجاب لأسباب كثيرة يأتى على رأسها التلوث البيئى، وما يشمله من مظاهر كثيرة مثل التدخين، وعوادم السيارات، وحفظ الطعام في أوانٍ بلاستيكية.
ولفت «عامر» إلى أن ارتداء الجنسين للبنطلونات الجينز الضيقة، خاصة ذات الألياف الصناعية المعالجة بمواد كيميائية، من أسباب ضعف الخصوبة والإصابة بالعقم للذكور والإناث، لأنها تسبب التهاب «المبيضين للإناث، وارتفاع درجة حرارة الخصيتين للذكور».
الجرب والتنيا
ولا تتسبب الملابس الجديدة في الإصابة بالأمراض فقط، ففي يناير 2017، حذر الدكتور محمد لطفى الساعى أستاذ الأمراض الجلدية وعضو المركز القومى للبحوث، من انتقال العدوى عن طريق الملابس المستعملة، مؤكدا على ضرورة التأكد جيدًا من نظافة هذه الملابس، لأنها تتسبب في انتقال أمراض مثل الجرب والتنيا، خاصة أن بعض الفطريات تظل ملتصقة بهذه الملابس ولا يمكن التخلص منها إلا من خلال تعريضها للشمس ودرجات الحرارة والكى لفترات طويلة حتى يتم قتل جميع الميكروبات والفطريات الموجودة بها.
التهاب جلدية
«التهابات الجلد والسرطان» ضمن قائمة الأمراض التي تسببها «ملابس الأطفال بالسوق»، ففي أبريل 2014، كشف الدكتور يوسـف عبد العـزيـز أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية وعميد الكلية، والدكتور أشرف هاشم أستاذ الملابس والنسيج بالكلية، وهم باحثون بكلية الاقتصاد المنزلى في جامعة المنوفية عن وجود ملابس للأطفال بالأسواق المحلية تحتوي على مواد سامة تضر الجلد، وقد تسبب أمراضا سرطانية؛ إذا تم استخدامها لفترة طويلة،
وتناول البحث رصدا لبعض الخامات والمركبات الكيميائية الرديئة التي يستخدمها بعض المصانع في تجهيز الملابس النسيجية الداخلية والخارجية بصفة عامة، وللأطفال بصفة خاصة، حتى أصبحت تلاقي رواجا هائلا نظرا لرخص سعرها، وسهولة التعامل معها، بالإضافة إلى زهو ألوانها، وتمتعها بدرجة عالية من الثبات.
واشتملت الدراسة على تجميع 80 عينة من أقمشة وملبوسات الأطفال المنتشرة بالأسواق المحلية على مدار عام كامل من محافظات وسط الدلتا ومنها: الدقهلية والغربية والمنوفية، وتم غسل هذه الملابس تحت معاملات مختلفة شملت درجة الحرارة والصابون وبعض المنظفات الصناعية شائعة التداول.
السرطان
وأثبتت النتائج أن عينات ملابس الأطفال التي شملتها الدراسة كانت تحتوى على مستويات زائدة من مركب كيميائى يستخدم في عمليات الطباعة والصباغة كما أن له تأثيرا مباشرا على الجلد، وقد يسبب السرطان.
وطبقا للتحاليل المعملية فإن مستوى ذلك المركب في العينات وصل إلى أكثر من 76 جزءا في المليون، وهو ما يعادل ضعف النسب الآمنة والمقررة من الاتحاد الأوروبي لمواصفات هذه الملابس.
وكذلك احتوت بعض العينات التي شملتها الدراسة على مركبات سامة أخرى مثل الأمينات العضوية والفورمالين. كما أثبتت الدراسات أن استخدام بعض المنظفات الصناعية وتغيير درجة الحموضة ودرجة الحرارة لمياه الغسيل أدى إلى ضعف ثبات اللون بالملابس وزيادة كمية تلك المواد السامة والمسرطنة المنصرفة في ماء الغسيل.