رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الذات في الخدمة
+++++++++++ إن الشيطان إذا وجد الإنسان حريصاً يقهر ذاته في كل ملاذ الجسد ، قد يحاول أن يدخل معه في حرب أخري ، لكي يجعل للذات مجالاً للظهور في محيط الخدمة ! وما أسهل أن يجد الإنسان في الخدمة مجداً وظهوراً واشباعاً للذات . ما أسهل أن يتخذ إنسان العظة لعرض معلوماته ، والإعلان عن مواهبه ومعارفه ، حتى إن كان كل ما يقوله بعيداً كل البعد عن خلاص النفس وعن موضوع العظة ! ويقف الشيطان ضاحكاً راضياً عن العظة التي تهلك الواعظ ، ولا تفيد أحداً من الموعوظين ! ما أسهل أن الخادم يربط المخدومين بشخصه وليس بالله . أو يكون منهم فريقاً يناصره إذا تعب . وهنا تبدو الذات واضحة . أما الروحيون فهم ليسوا كذلك . العظة بالنسبة إليهم هي محاولة مخلصة للدخول إلى أعماق النفس لأجل تطهيرها وتقريبها إلى الله ، بترك خطاياها ، وبمحبة الخير والله ، أياً كانت اللغة أو الأسلوب . فالمهم هو الهدف الروحي . شتان بين عظة يخرج منها السامعون قائلين [ هذا واعظ علامة ] وبين عظة يخرجون منها قائلين نريد أن نتوب ... ذاته الواعظ أو المعلم أو الكارز ، ليست هي الهدف ، إنما الهدف هو خلاص النفس . والواعظ الناجح هو الذي يكسب نفوساً للرب ، وليس الذي يكسب تقديراً شخصياً من سامعيه ... وما أجمل قول المرنم في المزمور : " ليس لنا يارب ليس لنا . لكن لاسمك القدوس أعط مجداً " ( مز115 : 1 ) . العظة هي أن نكشف للموعوظ ذاته وحروبه : ونعلمه كيف يدين ذاته وكيف ينتصر عليها : لا أن نقدم له معلومات لا يدان في اليوم الأخير على جهله أياها ! ولو أن كل واعظ نقي عظته من الذات ، وركزها على خلاص الآخرين ، لكسبنا للملكوت كسباً عظيماً ... " ينبغي أن ذاك يزيد . وإني أنا أنقض " ( يو3 : 30 ) . وهكذا كان يوحنا يحول كل محبة الناس إلى المسيح ويختفي هو . إنه لم يأت ليشهد لنفسه ، وإنما " ليشهد للنور ، ليؤمن الكل بواسطته " ( يو1 : 7 ) . جاء يعد الناس لاستقبال المسيح ، ويهيئ له شعباً مستعداً ( لو1 : 17 ) وينجح يوحنا في رسالته لاختفاء ذاته . ونسجل هنا حقيقة هامة : هناك أمران تنجح الخدمة بهما : 1 ـ أن يكون الله هو الهدف . 2 – وإن يكون الله هو الوسيلة ولا تكون الذات هدفاً ولا وسيلة . ذلك لأن كثرين يعتمدون على ذاتهم في الخدمة اعتماداً أساسياً ، على ذكائهم ومعلوماتهم وتأثيرهم الشخصي كما يعتمدون على شهرتهم وهيبتهم في قبول الناس لتصرفهم ولكلامهم .. ! وأين الله ؟ وإذ لا يدخل الله في الخدمة ، تفشل وتظهر الذات . وإذ تقل الصلاة في الخدمة ، تضع لأن الله لم يباركها . إن خدمة الروحيين لها طابعها الخاص : تشعر فيها أن الله هو الي يعمل . وهو الذي يبارك كل خطوة وأنها ليست نتيجة فلان أو فلان ... لذلك يوجد أيضاً السلام في محيط الخدمة ، وتوجد المحبة أيضاً والتعاون . وليس فقط كل واحد يختفي لكي يظهر الله ، إنما أيضاً يختفي لكي يقدم غيره من الخادمين على نفسه . أما إن وجد في الخدمة بولس وأبولس . فهنا توجد الذات . وتوجد معها الشقاقات ( 1كو3 : 3 ، 4 ) . ولهذا نصح السيد المسيح تلاميذه بأن يبعدوا الذات عن محيط الخدمة ، حينما فكروا من يكون الأول فيهم . وقال لهم : " لا يكون هكذا فيكم ، بل من أراد أن يكون فيكم عظيماً ، فليكن لكم خادماً كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم . ويبذل نفسه فدية عن كثيرين " ( مت20 : 26 – 28 ) . وما أجمل قول الشيخ الروحاني : [ كل مكان حللت فيه . كن صغير أخوتك وخديمهم ] إن محبة الرئاسة حرب شديدة قد تعمل على إفساد الخدمة . وكذلك التنافس ومحبة الظهور . وكلها ناتجة عن الذات . وهذه كلها عالجها السيد المسيح بمبدأ " المتكأ الأخير " لو14 : 10 ) . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في الخدمة عبادة الذات |
ما هي عبادة الذات في الخدمة |
عبادة الذات في الخدمة |
الذات في الخدمة |
الخدمة والانا ( الذات ) |